الوحدة:30-10-2023
ونحن في زمن التخاطب الرقمي والأتمتة وفي انعطافة الشعارات الحكومية البراقة، التي تشير إلى أنهم في الاتجاه الأفقي والعامودي الجادّ نحو (الحكومة) الإلكترونية، في هكذا زمن، مَن يصدّق أنّ انتقالية موظف من صفة موظف قائم على رأس عمله إلى صفة موظف متقاعد تستغرق أكثر من أربعة أشهر؟؟
فأية عقلية تتبعها الدوائر الحكومية، ومعها (مؤسسة التأمينات الاجتماعية) لتكريم هذا الموظف؟ والأخذ بيده، بكرامة، إلى صفوف المتقاعدين، دون تعقيدات أو إجراءات تقليدية عفى عليها الزمن؟
و ما المشكلة في أن ترسل كلُّ الدوائر التي وصل موظفوها الى سنّ التقاعد بعضَ البيانات وبعضَ المعلومات المعروفة عنهم، والموجودة عندهم أصلاً في أرشيفات دوائرهم، وإرسالها، إلكترونياً، أو حتى ورقياً، وبصمت، وبلا ضجيج أختام وتواقيع، إلى الجهة المعنية بالتقاعد، أي(مؤسسة التأمينات الاجتماعية) ..
وبذلك (العمل الجبّار)، تتمّ عملية التقاعد، من خلال خطاب أو تخاطب حضاري رقمي سريع، دون أن نكلف المتقاعد (الستينيّ) عناءَ (الشحشطة) والصعود إلى الطابق السابع، والهبوط إلى القبو، ثم الصعود إلى السادس، والنزول للرابع، ثم الهرولة (لهاثاً) إلى الخامس، ثم إلى الارضي (دعكلة) في ذلك المبنى الحديث البعيد/ البعيد عن قلب المدينة، في المشروع العاشر والذي هزّهُ زلزال 6 شباط بشكل مؤسف وظاهر..
فأية عبثية في هكذا إجراءات، ومراسلات ورقية روتينية، وفوضى، ولامبالاة، ولا احترام لقيمة الوقت، ولا لقيمة الموظف المتقاعد، ولا لوضعه المادي المهترئ أصلاً،، مع مزاجية مزعجة ومتوقعة من البعض..
وأين نحن من شعار (الحكومة الإلكترونية)، ومن (النافذة الواحدة) التي تخص المتقاعدين، وأين هي اللهفة الحكومية (الساطعة إعلامياً) في خدمة المواطن؟
* “الله وكيلكم”، على صعيدي الشخصي، من 11/7/2023 وحتى تاريخه مازالت إضبارة تقاعدي (تتنطط) من مكان إلى مكان، ومن دائرة إلى (ديوان) تنتظر دورَها أو حظها في الإرسال..
وصار لهم أكثر من ثلاث مرات (يشلفونني)، ويقولون لي:
(راجعنا بعد 20 يوماً )!!!
وآخر (شلفة) لي تنتهي في 5 تشرين الثاني، على أمل أن لاتشط (المدة العشرينية) ولاتمط..
جورج إبراهيم شويط