الحرائق قوَّضَت تعب السنين.. مواطنون من ريف اللاذقية: خسائرنا فادحة.. وننتظر تقييماً منصفاً لأضرارنا
الوحدة: 8- 8- 2023
تعود بنا الذكرى لثلاث سنوات مضت من حرائق الساحل السوري، ليتكرر المشهد في وضع كارثي وتعود النيران وتحول غابات عمرها مئات السنين إلى أثر بعد عين، للآن لم تصدر إحصاءات حول الخسائر وأمل يراود المتضررين من الحرائق، في تعويض قد يرمّم شيئاً من جراحاتهم ويعوّض خسائرهم، فقد قضت النيران على حيوانات وأشجار ومحاصيل مما خلف حالاً من الأسى بلغ حد الانهيار لفلاحين خسروا أعواماً من الجهد ، والذين وقفوا مفجوعين أمام هول ما فعلت الحرائق في ريف اللاذقية الشمالي.
* زالزال دمر ومن ثم حريق:
علاء جابر حلوم من مزرعة حمام بلدية مشقيتا وهو مصاب حرب يعمل في تربية النحل ذكر بأن ٦٠ خلية نحل من أصل ٢٥٠ خلية احترقت و٤٠٠ متر خراطيم، مضيفاً: لا يوجد خلية نحل إلا وتكلفتها ٦٠ مليون ليرة، فما الذي سيعوض عما جنته يداي ليكون عوناً لي في زمن صعب، سيما أن منزله يستوجب الإخلاء، حسبما جاء في تقرير لجان السلامة لتقييم أضرار الزلزال، ويطالب بأن يتم تقييم خسائره على أرض الواقع وتقييدها نظامياً وسيقوم بمراجعة البلدية والإرشادية لتدوين ماخسره.
* ٤٠٠ دونم زيتون وأشجار مثمرة حصيلة أولية:
محمد شعبان علي من جورة الماء في ربيعة ورئيس الجمعية الفلاحية في جورة الماء، بيّن بأنه تم تسجيل ٤٠٠ دونم مشجرة بالزيتون ومختلف أنواع الأشجار المثمرة قام أصحابها بمراجعتي لتدوينها أملاً منهم في تحصيل تعويض حتى لو كان لا يفي بما حصل لهم، سنين وسنين يسقونه من عرقهم و تعبهم ليصير شجراً مثمراً هو رصيد سنوات عمرهم من تعب وجد حتى يحميهم من غدرات الزمن وويلات الدهر ونكباته، كما أودى الحريق بشبكات تنقيط وخراطيم مياه من الصعب حالياً الوقوف على تلك الخسائر وتقديرها، لم يتبق لنا سوى منازلنا وكلنا أمل بأن نعوَّض.
* مصاب حرب ونسبة عجزه ٥٥%:
منهل طريد من مزرعة الملك يقول: بعد إصابته بعجز بنسبة ٥٥% لم يسستلم بل لجأ إلى استثمار أرضه بأن استعان بوكيله بسام قبلان للإشراف على الأرض ومتابعته لها، ولكن امتدت النيران والتهمت خيرات الأرض وقضت عليها لتذهب ١٠ دونمات من الزيتون والأشجار المثمرة بعد كل مابذلناه من جهد ومال، وكما احترقت ٢٠ دجاجة مع عدد من خلايا نحل وخراطيم مياه وشبكة تنقيط، وكان قد عمد لتوثيق ماخسره أملاً في أن يتم تعويضه عما فقده ليعود من جديد ويكون بوسعه النهوض من جديد وتجديد الأرض مرة أخرى.
* لم يسلم منها عود على الإطلاق والأيدي الخيرة بعيدة عنا:
سالم حميشو من بيت زيفا: لا يوجد شيء على الإطلاق إلا واحترق وقد كان البعض يربي خلايا نحل أيضاً التهمتها واستلذت بحرقها النيران، مؤكداً: للأسف حتى أسلاك الشبكة الكهربائية ذابت، بتنا بلا كهرباء وماء ولكن أكثر ما يؤذي غياب الأيدي الخيرة عنا.
* عشنا على أعصابنا:
محمد إيبش من السكرية:حدث لا يمحى من الذاكرة، عشنا على أعصابنا اقتحمنا النيران مع التركسات والبلدرزوات، خضنا غمار مقاومة النيران التي أتت على أرزاقنا، كنا نتمنى العودة لديارنا والسكن فيها، فمنذ ١٠ سنوات هجرنا قرانا بسبب المسلحين، وما إن رجعنا وكلنا عزيمة وإصرار حتى تعود الأرض كما كانت وإذ بالنيران تقضي على هذه الآمال، نتمنى الأخذ بعين الاعتبار ما آل إليه حالنا والنظر بوضعنا وتهيئة كافة السبل لعودة الناس لديارها.
* خلال دقائق تعب السنين صار رماداً:
هيثم كبيبو من الصباحية: أشجار مثمرة وشبكات تنقيط كانت وقوداً للنار، ضاع مجهود السنين في دقائق معدودة لاسيما بالنسبة لمن اتخذ من الأرض مصدر رزق، لافتاً إلى إمكانية اتخاذ إجراءات فعلية لتعويض جزء مما لايعوّض.
* اهتزت الأرض والسماء على وقع صوت انفجارات الألغام:
جميل معلا من الحمراء: كارثة من الصعب تقدير ما نجم عنها، فقد اهتزت السماء ورجت الأرض من أصوات انفجارات الألغام والقذائف لتزيد الوضع سوءاً بحيث أن كل شيء اشتعل، مضيفاً: لم يعد لي رغبة في العودة إلى قريتي التي تحولت مجدداً إلى ركام، فبعد أن تأملنا خيراً بالعودة والعمل على إعادة نسغ الحياة في بقايا مزارعنا، أتى الزلزال ليقوض تلك الآمال التي قضى عليها الحريق نهائياً، من الصعب إحصاء خسائرنا، نأمل توجيه الدعم والنظر بالحال الذي وصلنا إليه حيث ١٠ دونمات زيتون و٣دونمات جوز احترقت عن بكرة أبيها.
* من قلب موجوع:
يتحدث عز الدين زهيرة مختار مزرعة الصباحية ومزارعها، من مزرعة الحرة بتعداد ١٥ مزارعاً خسروا كل عرق أخضر والذي أطلق عليها الحرة المنسية، ويقول بأن الحرة بيت زيفا والحمراء هي أكثر تضرراً من بقية المزارع ويضيف: نحن هنا لا لنتحدث عن مجرد خسائر بل عن أرض وغابات وحراج تحولت إلى رماد، الأضرار والخسائر تجاوزت
ال ٩٥ % والناس هنا في حالة صدمة ويأس حيال أرزاق ساوت وجه الأرض ليجدوا أنفسهم لاحول ولاقوة، ويقول: اعتبر نفسي ابن الغابة صديق الصنوبر، كل شجرة بمثابة ولد من أولادي حزين أنا على تلك الغابات على شجر الزيتون المعمر وعمره ٢٠٠ عام، شجر الجوز لم تشفع له سنينه ال ٥٠، لم ترحم النيران ضعفنا ولم يصغي لوجعنا أحد، نحن لا نلقي مسؤولية الحريق على أحد ولكن نحتكم للإنسانية التي افتقدناها في مصابنا فنحن بحاجة الخبز والماء والكهرباء متسائلا ً عن غياب الحظوة والمتابعة لهذه المزرعة مع أنها الأكثر تضرراً ولكن لم تحظ بالدعم الذي يقارن بحجم الكارثة، حيث ٣٠٠ دونم أراض زراعية مشجرة بمختلف الأشجار لا يسلم منها سوى ٣ دونمات، فيما الحراج قضي عليها بالكامل، متمنياً أن تحظى بتسليط الضوء على الواقع المرير الذي تعانيه المزرعة من إهمال وإيلاء الاهتمام للظروف الراهنة فقد تتالت الكوارث عليها منذ أن سلط الإرهاب نار حقده على المنطقة ليكمل سيناريو الكارثة الزلزال الذي دمر ما تبقى من مما دمره الإرهاب لتدلو بدلوها الحرائق والتي كانت أشدها هولاً ناسفة كل وجه للحياة.
* بانتظار ماتسفر عنه الأيام:
تبقى الحال مرهونة بما تسفر عنه الأيام القادمة من قرارات تخص ملف التعويضات حيال خسائر يقابلها تخوف من ضعف أو تأخر التعويضات، هذا وكان محافظ اللاذقية قد أصدر قراراً بتشكيل لجنة لحصر الأضرار الناجمة عن حرائق ٢٠٢٣/٧/٢٥.
نجود سقور