أحــــــــــــــــــــــــــــــــلام

العدد: 9345

13-5-2019

للأحلام لغة خاصة وطبيعة غامضة تتمخض عنها إفرازات الأيام الماضية، وما احتوته من أحداث وأفراح وأتراح وتوقعات أشبه بسحابة صيف خطفها الريح لتتلاشى في أفق الضياع لسانها يتكلم كل اللغات، كل مخلوق في الوجود يحلم بأن يحقق مبتغاه وأهدافه في الحياة.
الطفل: يحلم بأن يكبر ويخطو ليرتمي في حضن والديه مغموراً بفرح لا يوصف، ويصبح شاباً متعلماً يشق طريقه بنفسه ليحقق حلمه الأكبر وهدفه الأسمى ومستقبله الأفضل، وموقعاً رائداً ومسؤولاً في المجتمع.
الطبيعة: تحلم بأن ترى فصولها مزدانة بأبهى الصور ومعشوقة من قبل عيون كل الناس بسحر جمالها ومصايفها المتناثرة هنا وهناك فوق قمم الجبال وكتف الرابية والمروج الخضراء ومشارف الوديان، وشواطئ بحارها الواسعة، ومصابيحها مضاءة على الدوام، وبعطر أزهارها وورودها، وإطلالتها الرائعة في كل الاتجاهات في النهار منورة بنور الشمس وفي الليل بقناديل نجوم السماء وضوء القمر لتوحي إليك بأنها جنة الأرض وفردوس السماء يسبح فيها الخيال وتغفو في فراشها النفوس لتحلم وينسج بها الشعراء القصائد أو أبيات الغزل.
الغابة: تحلم بأن تجمع عصافيرها وطيورها تحت جناحيها لتبني أعشاشها فوق قمم أشجارها لتنعم بالاطمئنان والسلام وتكمل رسالتها في تربية صغارها حتى ينمو ريشها وتكبر وتقوى على الطيران وتحلق مغردة في الفضاء.
الأرض: تحلم بكرم غيوم السماء لتروي ظمأها وجذور أشجارها لتورق وتزهر وتثمر بأحلى الثمر مكسوة برداء الربيع الأخضر ليعانق الحلم الخيال ويستيقظ فجر السعادة بحضن زغاريد الفرح، وترفد بقنواتها السدود والأنهار والبحيرات بمخزون هائل من ماء الحياة لتروي كل من يعطش في قادم الأيام.
السماء: تحلم بأن ترى نجومها مضاءة على الدوام وكواكبها تسير في فلكها بانتظام، ومن مبسمها تشرق شمس الحياة، والقمر في لياليها سهران ليضيء عتمة لياليها ليحلو فيها، السحر ويطيب المقام، وفي خلوتها ارتشاق خمرة الأفراح.
البحر: يحلم بأن يرى عشاقه يسبحون بمياهه الدافئة بأعداد كبيرة وأرتال طويلة وبين أمواجه يلعبون كالأطفال، ومراكب العشاق تبحر بأجنحة الأرواح لتحط رحالها على أطراف رماله الذهبية وبين خلجانه الآمنة، وتحت مظلاته وخيامه تفرش الحكايات بساطها لتغزوها أحلام اليقظة ،وطيور النورس وحمامات السلام.
وطني: يحلم ويتمنى أن يرى جميع أبناء العروبة من المحيط إلى الخليج منطوين تحت راية علم الوحدة بمحبة وتفاهم ووئام لتكون قوة عظمى لها وزنها وحضورها المميز في المحافل الدولية تنافس الدول العظمى باقتصادها وسياستها الحرة الأبية وبثروتها الهائلة وخيراتها الوافرة وتقف كالطور الشامخ في وجه الاستعمار القديم والحديث وكل غاصب ومعتدٍ على حقوق الناس متحررين من قيود التبعية ومتمسكين بمبادئهم الوطنية والقومية والإنسانية وبجذور أصالتهم العريقة وإرث حضارتهم القديمة، ولا الخنوع والرضوخ لإملاءات الأعداء الجائرة والتمييز ما بين الصديق الوفي والعدو المخادع المحتال الذي لا يضمر الخير لأحد إلا من خلال مصالحه الخاصة واغتيال الحريات وتغيير اتجاه بوصلة السياسات الوطنية، ومن باب الحيطة والتنبيه والحذر بأن لا ينخدع بالوعود الكاذبة الملفوفة بالنوايا الخبيثة التي لا تضمر للشعوب إلا الخراب والدمار ومصّ دمائهم من سلب ونهب ثروات وخيرات بلادهم.

عيسى موسى موسى 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار