رئيس غرفة عمليات الإغاثة باللاذقية: المرحلة الثالثة في معالجة تداعيات الزلزال ستكون محطة مفصلية في العمل الإغاثي

الوحدة : 2-4-2023

تلتقي أحاديث جميع المتضررين من زلزال السادس من شباط عند نقطتين أساسيتين، أولهما الإعانات و كيفية توزيعها، وثانيهما الأبنية التي انهارت و تحتاج إلى إزالة أو إلى ترميم أو تدعيم، و حول ذلك يدلي كثيرون بدلوهم و يفترقون حول طريقة التعامل مع هذين الملفين الذين يشغلان كل مفاصل الدولة، و يشكلان أرقاً لمن فقد بيته وبات لاجئاً عند أقاربه أو في مراكز الإيواء.

و بغية وضع الناس في صورة ما يجري حولهم من جملة الأعمال الإغاثية، و إلى أين وصلنا في جمع قاعدة البيانات؟، ومتى ستوضع الحلول على سكة التنفيذ؟، كان لقاؤنا الآتي مع عضوالمكتب التنفيذي لقطاع المدن والبلدات و المياه و الصرف الصحي رئيس غرفة عمليات الإغاثة في اللاذقية السيد بشار نديم أسد، لنعرف من خلاله تفاصيل ينتظرها الناس بفارغ الصبر..

السيد أسد بدأ حديثه بالترحم على ضحايا الزلزال متمنياً الشفاء للجرحى والأمل بعودة المتضررين لمنازلهم وحياتهم الطبيعية بأقرب وقت، وقال: إن كارثة الزلزال أكبر من أن يتحملها بلد بمفرده، فكيف ببلد أنهكته الحرب الظالمة والحصار.

– المهمةالأولى:

رئيس غرفة عمليات الإغاثة تحدث عن التحرك المباشر بعد الزلزال، فقال : كانت المهمة الأولى هي رفع الأنقاض وانتشال الضحايا والجرحى، ومن ثم فتح مراكز الإيواء المؤقتة بشكل إسعافي  للمتضررين مع تقديم الخدمات اللازمة، لننتقل بعدها إلى المرحلة الثانية وهي  أعمال الإغاثة، فقد سعت محافظة اللاذقية إلى توحيد الجهود وتنظيم الأدوار وتنسيق عمليات استلام المساعدات الواردة للمحافظة (براً و بحراً و جواً)، وتأمين و تنظيم المستودعات و توزيع المساعدات وفق خطة بين أعضاء غرفة العمليات الفاعلة على الأرض،حتى المبادرات  الفردية المحلية منها والدولية، وكانت البداية باستهداف المتضررين من الزلزال فقط، وبعدها تم توسيع الدائرة ليشمل المسح الكامل للعائلات في المناطق المتضررة، وأما اليوم، فيتم استهداف كامل العائلات في الريف والمدينة، خاصة أن أغلب الناس أصبحت بحاجة للدعم بعد ١٢ سنة من الحرب الظالمة على بلدنا، ومازالت هذه العملية مستمرة بغض النظر عن الضرر الواقع على هذه الأسر، فقد بلغ عدد السلل الغذائية الموزعة من قبل غرفة العمليات لتاريخ ٢٩-٣-٢٠٢٣ أكثر من ١٦٠٠٠٠سلة غذائية، إضافة إلى أكثر من ٥٠٠٠٠ سلة غذائية من قبل المبادرات الفردية والأشقاء العراقيين، كما تم تنظيم مراكز الإيواء وتقديم كافة الخدمات اللازمة لها من الطعام والعناية الصحية والفرش والتدقيق في ثبوتيات القاطنين فيها من خلال لجان خاصة، لتقييم وضعهم وحالة منازلهم، واليوم انخفض عدد مراكز الإيواء إلى ١٩ مركزاً على مستوى المحافظة، علماً أن العدد وصل إلى ٥٠ مركزاً في فترة مابعد الزلزال.

 – العنوان الأهم :

رئيس غرفة عمليات الإغاثة أكد على أن العنوان الأهم اليوم هو الانتهاء من قاعدة البيانات حتى يتم معرفة المتضرر من غيره، و هنا لانخفي حقيقة أن بعض الوثائق التي وصلتنا حول الأضرار تحتاج إلى تدقيق ، كما أن هناك حالات محدودة لنتائج لجان الكشف الأولي تعارضت في تقييمها للحالة الفنية، وأن نتائج الكشف الأولي التي قررت حاجة البناء للتدعيم أو الهدم ستعرض على  لجان السلامة، و بناء على مخرجات عمل هذه اللجنة و بياناتها، ينتظر المتضررون بلهفة كي تبدأ عملية استهدافهم بدقة، مع التنويه إلى أنه من المتوقع أن يصل عدد الأسر المتضررة من الزلزال بعد انتهاء أعمال لجان السلامة وتقديم كافة البيانات لغرفة العمليات إلى حوالي ١٢٧ ألف أسرة متضررة.

السيد أسد بيّن أن الخطوة اللاحقة ستكون مشاركة هذه البيانات مع المنظمات الدولية

الراغبة  في تقديم  الدعم   للمتضررين على تعدد تسمياتها، و تجدر الإشارة هنا إلى أن المنظمات نفسها ستقوم  بالتنسيق فيما بينها لتوزيع المهام وفق مناطق أو شرائح،ومنها تقدم برامجها إلى غرفة العمليات لدراسة أسماء المستهدفين والتدقيق حرصاً على عدم استهداف شخص أكثر من مرة، ولضرورة توحيد قيمة الدعم الممنوح خاصة أن هناك منظمات غير دولية و مبادرات فردية لديها نفس البرنامج، ليتم المباشرة بالعمل بعد الموافقة من قبل غرفة العمليات..

وبالنسبة للسكن المستحق للمتضررين من الزلزال، أكد رئيس اللجنة الفرعية للإغاثة على أنه تم البدء بتجهيز البنى التحتية لمواقع تتسع ل١٠٠٠ وحدة سكنية مسبقة الصنع، وهي مقدمه من فريق الهلال الأحمر الاماراتي.

– لغة الأرقام :

في لغة الأرقام، قال السيد أسد:بلغت القيمة التقديرية لأضرار الزلزال في محافظة اللاذقية ستة وعشرين ألفاً وأربعمائة وثمانية وخمسين ملياراً وثلاثمائة مليون ليرة سورية، وقد شهدت حصيلة أعمال غرفة الإغاثة حتى تاريخ ٢٥-٣-٢٠٢٣، تثبيت بيانات الأسر المتضررة في الأبنية المهدمة بالكامل، كما تم الكشف الأولي على (٣١٣٤٧ ) بناء ، منها (١١٤٧٩) بناء سليماً بعد الكشف،و (١٢٩٢٩) بناء بحاجة إلى ترميم بسيط ، و (٦٣٠٣ ) أبنية بحاجة لتدعيم، و تم تسجيل (٦٣٦) بناء بحاجة هدم، و(١٠٥)  أبنية مهدمة ، و( ١٣ ) بناء تم إصدار قرار بهدمها، و تجدر الإشارة إلى أن التأخير في الانتهاء من قاعدة البيانات سببه أن لجان الكشف الأولي تلقت آلاف الطلبات الجديدة بعد الزلزال الثاني، ومن المعروف بأن أعمال لجان السلامة متوقفة على عمل لجان الكشف الأولي أيضاً ، وهي  لم تنه أعمالها بعد، حيث قامت المحافظة بزيادة عدد لجان السلامة، و ترميم بعضها حتى وصل عددها إلى ٣٢ لجنة على مستوى المحافظة وذلك بهدف الإسراع في إنجاز الأعمال الموكلة إليها للوصول إلى قاعدة البيانات المطلوبة ،وتابع السيد أسد :أما بالنسبة للمدارس فقد تم الكشف على ( ٨٥٠) مدرسة. منها (١٤٨) مدرسة آمنة هي وما يحيطها من أبنية مجاورة، و تسع مدارس آمنة و لكن محيطها غير آمن، كما تم تسجيل (٤٥٢) مدرسة آمنة بحاجة صيانات بسيطة، و (١٤٩) مدرسة غير آمنة و هي بحاجة للتدعيم ، إضافة ل (٨٦ ) مدرسة غير آمنة وتحتاج إلى كشف لجان سلامة عليا، و هذه المدراس غالباً ستكون بحاجة هدم،كما أشار إلى الضرر اللاحق بالمباني الحكومية حيث تم تسجيل (١٦١) بناء،إضافة لأضرار بشبكات الصرف الصحي بحوالي ١١ ألف متر.

وختم رئيس لجنة الإغاثة بالقول: لا وجود اليوم لحالة الفوضى التي رافقت بدايات العمل، و جميع المتضررين سيلمسون بوادر طيبة لأعمال لجنة الإغاثة، و سيتم استهدافهم بشكل مباشر، ولكن الدقة التي نتوخاها تنبع من الحرص على ألا يضيع حق متضرر، وهي عملية تستلزم بعض الوقت، وهذا ما يبرر حصول التأخير في عملية جمع البيانات.

 

ياسمين شعبان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار