تغيير ســـلوك الأطفال متوازٍٍ مع استخداماتهــــم للأنـــترنت

العدد: 9342

8-5-2019

 

تحتم معطيات العصر الحديث أن يتم التعامل مع التكنولوجيا في كل مفاصل الحياة، إذ لا مفر منها وقد تحدث واقعاً ولم يعد التواصل مع تلك القرية الصغيرة التي شكلتها مجموعة من الأسلاك الضوئية لتسمى الهاتف النقال حيث يمكن حمله أينما شئنا.
وحول هذا الموضوع كان لقاؤنا مع التربوية منيرة أحمد: في عصر التطور التكنولوجي بات الأنترنت صاحب الدور الأكبر في رسم سلوك الطفل وتحديد الطريقة التي ينظر بها إلى الأشياء من خلال المحتوى الذي يتعرض له ويحاكيه ويتكون على أساسه سلوكه وتفكيره فإن كان مناسباً لعمر الطفل وأبياته يتشكل سلوكه بطريقة سليمة وفي حال العكس ومشاهدة صور وملامح الأشياء تتجاوز عقل الطفل ومداركه فيكون التأثير خطيراً وسلبياً على نفسيته أو سلوكه سأتحدث عن تأثير الانترنت على الأطفال والدور الأهم للأبوين وحماية أبنائهم بالإضافة إلى أهم النصائح والإرشادات حول كيفية تجنب الطفل مخاطر الاستخدام الخاطئ للانترنت، والأطفال هم الحلقة الأكثر انصهاراً وانغماساً فيها حيث وصلتهم التكنولوجيا من أوسع أبوابها (المناهج الدراسية، الأفلام، الفيديوهات، الألعاب، مواقع التواصل وكل ما يمكن تحميله).
الإشراف على الأطفال ومراقبتهم واجب على الآباء في شتى مناحي الحياة اليومية وينطبق ذلك على استعمالهم للهواتف الخلوية أو تصفحهم لموقع الأنترنت.
الحديث عن محاسن ومخاطر استخدام من قبل الاطفال البحث في الأمور التالية: محتوى غير دقيق علمياً يعتمد على النسخ واللصق دون وجود مرجعية ومن السهل إنشاء مواقع، ولكن للأسف نجد أن الآباء غير ملمَّين بصورة كافية بما يواجه الأطفال على هذه الشبكة من تناقضات ومشكلات وفي المقابل لا يدرك العديد من الأطفال ما يجب عليهم فعله، وما عليهم تجنبه، فالآباء يشعرون بأنه لا تتوفر لديهم الموارد الكافية والمعلومات والفهم الصحيح للانترنت، بل يميل البعض منهم إلى القول إن أطفالهم يعملون أكثر منهم في هذا الشأن، وقد أظهرت دراسة بأن 20% من الأطفال يدخلون على الانترنت دون الخضوع لأي رقابة وهناك ثلث الأطفال لم يتلقَّوا أي دروس في المدرسة لتوعيتهم بكيفية استخدام الأنترنت، بالرغم من أن معظمهم يستخدمونه في أداء واجباتهم المنزلية، علماً بأن الدراسة شملت 1511 طفلاً تتراوح أعمارهم ما بين 9-19 عاماً.
الطريقة المثلى في تغيير سلوك الأطفال على الأنترنت عامةً وغرف الدردشة خاصة ليست في محاولة منعهم لأنها تأتي بنتائج سلبية وتجذبهم أكثر ويجب على الآباء مشاركة أبنائهم إضافة إلى رعايتهم.
أحد الحلول أن يقوم بعض المربين بإنشاء مواقع ومنتديات تهدف إلى مخاطبة عقول هذه الفئة العمرية بما يوافق ميولهم وأفكارهم ويكون تحت إشراف وسائل التربية الحديثة التي تختصر علينا الكثير من الجهد والعناء والأموال، قد يتعرض الأطفال الذين يستخدمون الأنترنت إلى انتهاك خصوصية المعلم ويحصلون على معلومات شخصية من الطفل مثل رقم الهاتف – المدرسة – البريد الالكتروني وهذه المعلومات تهدف لتحقيق مآرب تجارية.
لا بد من الوعي الكامل بالتالي: التعاطي مع الأمر بتلازم مسار العمل من أسرة – مدرسة – إعلام – ثقافة وبطرق تربوية تجعل الطفل صديقاً وبحيث تُفَّهم الطفل أن عملية التعاطي مع الانترنت لها مخاطرها وبالتالي المراقبة ليست بالشك به بل بالطرف الآخر المجهول.
الختام بالنصائح التالية:
* مراقبة ما يتعامل معه الطفل في مواقع التواصل الاجتماعي.
* مناقشته بما يتابعه من حيث الفائدة والهدف وصدقية المادة التي يتعامل معها.
* الأهم زرع الثقة بين الأهل والطفل بحيث يلجأ الطفل لأهله حين يتعرض لأية مشكلة يستطيع الأهل إيراد أمثلة عن قصص حصلت مع أطفال وسببت لهم مشاكل للاستفادة منها.
* بالحب والحزم والصداقة مع أطفالنا نستطيع أن نسير بهم نحو مستقبل آمن من مخاطر النت.

معينة أحمد جرعة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار