مربية الطفل وأثرها السلبي على شخصيته

العدد: 9342

8-5-2019

إن وجود المربية في حياة الطفل يجعل منه شخصاً اتكالياً، فهو وإن كبر يظل معتمداً عليها في أموره كافة، مثل الأكل واللعب، إذ يلعب دون أن يعيد ترتيب ألعابه، ويستقظ دون أن يرتب سريره، كما يمكن أن يترك ملابسه مرمية على الأرض أو أي مكان آخر، وحين يكبر تبقى هذه العادات ملازمة له، كما أن المربية في المنزل من شأنها أن تجعل الطفل في حالة نفسية مضطربة ، إذ يشعر بالخوف وعدم الاطمئنان بسبب غياب الوالدين عن البيت، وعن حاجياته النفسية والعاطفية، وبقائه لساعات طويلة مع مربيته، ويضاف إلى ذلك قيام الطفل بتقليد المربية، معتبراً إياها قدوة له ، وإن اختلفت في معتقداتها وسلوكياتها وثقافتها ، الأمر الذي يؤدي إلى غرس أشياء لديه في العقل الباطن، والاحتفاظ بها. 

إن المربية تؤثّر سلباً على المخزون اللغوي الذي يمتلكه الطفل، وبخاصة إذا كانت من عادتها أن تتلفظ بالكثير من المفردات اللغوية الركيكة الخاطئة، هذا بالإضافة إلى اكتسابه مصطلحات ومفاهيم لغوية غير ملائمة، كالمصطلحات البعيدة عن التهذيب والأخلاق، نتيجة مكوثه معها لفترات مديدة، أما المشكلة الأكبر فهي تتحدد حين يصبح الطفل متعلقاً بمربيته، إذ إنه عندما يكبر يمكن أن يعتاد عليها إلى درجة تجعله غير قادر على الابتعاد عنها، وحين ينتهي عقد عملها، يبدأ هذا الطفل بالدخول في حالة شديدة من الحزن والإحباط، قد تكون منعكساتها السلبية غير محمودة، وهذا الأمر يكشف عن خلل كبير ينبغي التنبُّه إليه، وعدم الاستهانة به.
وفي النهاية يمكن القول: إن وجود الأم أمر أساسي في حياة الطفل، وإذا دعت الحاجة إلى الاعتماد على مربية نتيجة ظروف وحالات خاصة، فإن الانتقاء ينبغي أن يتم بعناية فائقة للتأكد من سلوكياتها وأخلاقها ومبادئها بصورة متأنية.

د. رفيف هلال 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار