رجال الدفاع المدني بطرطوس: أنهينا مهمتنا بجبلة وتركنا قلوبنا معهم

الوحدة: ١٥-٢-٢٠٢٣
كان رجال الدفاع المدني بطرطوس أول الواصلين للمشاركة بأعمال الإغاثة والإنقاذ بمدينة جبلة بعد الزلزال حوالي السابعة صباحاً من يوم الإثنين ٦ / ٢ ، وبسرية مكونة من ٦٤ عنصراً بين مجندين واحتياط تحركوا بعتادهم وآلياتهم المؤلفة من ٣ سيارات إنقاذ وسيارتي إنارة وسيارة إسعاف وضاغط هواء (كومبريصة) ومولدة ١٠٠ ك.ف وواسطة نقل جماعي، وعن سير العمل يوضح العميد منذر الإبراهيم مدير الدفاع المدني بطرطوس أنهم توقفوا لدقائق ليستوعبوا حجم الكارثة والدمار، قبل أن يباشروا بقلوبهم وعقولهم وسواعدهم في النقاط الثمانية التي توزعوا عليها في كل من اسطامو والريحاوي والعسيلة والغزالات والمالية والفيض والرميلة والشاعر، ليتابع معهم العمل فيما بعد فرق الدفاع المدني اللبناني والفنزويلي والإماراتي والروس أيضاً، حصيلة العمليات التي شارك بها الفريق كانت حوالي ٣٢ ناجياً والباقي متوفين قبل انتهاء عمليات الإنقاذ وعودة الفريق لقواعده، وبقاء عمليات البحث حتى اليوم، وعن الإمكانيات يشير العميد منذر الإبراهيم أنه تم تأمين باكر وتركس ونقار وسيارات شحن في كل نقطة، حيث وضعت الجهات المعنية كل الإمكانيات من أجل إتمام العمل بأسرع وقت، لافتاً إلى أن رجال الدفاع المدني بطرطوس من الضباط والطواقم لم يبخلوا بأي جهد وعملوا بتفانٍ حتى إخراج آخر ضحية من تحت الأنقاض، متناسين البرد والخوف والتعب والنوم لأكثر من ٣٦ ساعة دون توقف، وعن معنويات الفريق أشار العميد أن الجميع كان يأمل إنقاذ أكبر عدد ممكن وبقينا بنفس الهمة حتى اللحظات الأخيرة، فيما تعرض أحد العناصر لاحتشاء عضلة قلبية وهو يعمل وتم إسعافه مباشرة، كما تعرض عنصر آخر لإصابة في يده وتم نقله للاستشفاء أيضاً، وعن القصص المؤثرة التي لا ينساها العميد في اسطامو يقول توفيت إحدى العائلات المكونة من ٤ أشخاص سوياً بعد أن دعا الوالد أولاده من محافظة أخرى للاحتفال بترفع شقيقهم، ليتبقى ابن وحيد لم يتمكن من الحضور، فيما أنقذ القدر صبية كانت تتجهز لعرسها حيث غادرت المنزل لتجلب غرض قبل أن يسقط المنزل على العائلة لتنجو بمفردها، كما تمكنا من إنقاذ طفل بعمر ست سنوات إضافة للمشاركة بإنقاذ الشاب ووالدته في مبنى الريحاوي بعد ساعات طويلة من العمل، وعن المصاغ والنقود التي كان يتم العثور عليها بين العميد منذر الإبراهيم أنه كان يتم تسليم كل ما يعثر عليه للشرطة مع تنظيم المحاضر اللازمة بكل حالة، أما الصعوبات فكانت تتمثل بحجم الدمار وتحدي الوقت للتمكن من إخراج أحياء وصعوبة إدخال الآليات لبعض النقاط، كما كان ينقصنا توفر المعدات الثقيلة والتقنيات الحساسة لسماع الأصوات، فيما استقدمت الفرق العربية معها كلاباً مدربة للمساعدة، وبالعودة لكادر مديرية الدفاع المدني بطرطوس فيتألف من( ٢٠٢ ) بين مدنيين وعسكريين منهم ٩٨ عنصراً (سرية) ، يتم إجراء تدريبات مخصصة أسبوعية لهم كما يتم التأكد من جاهزية العتاد، والكوادر مجهزة للتعامل مع أي حادث كما يجب، حيث كانوا السباقين والأوائل في المساهمة بعمليات إنقاذ وانتشال ضحايا المركب اللبناني الذي غرق قبل أشهر عدة قبالة طرطوس، كما كانوا متواجدين لدعم رجال الإطفاء من أجل إطفاء الحرائق الكبرى التي حصلت أيضاً سابقاً، أما السيد العميد منذر الإبراهيم فهو بطل من أبطال الجيش العربي السوري أنقذ العديد من الأرواح، وتعرض لأربع إصابات أخطرها في عام ٢٠١٥ قبل أن يتسلم مديرية الدفاع المدني بطرطوس، حيث أدى وفريقه العديد من المهام الخطرة أصعبها وأقساها كان الزلزال كما يقول، لكنه يؤكد: رغم كل هول الزلزال رأينا ولمسنا رحمة الله ولطفه ، وعدنا ونحن جاهزون في أي لحظة لنكون حيث يجب أن نكون.
رنا الحمدان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار