الوحدة : 13-2-2023
كتب عليهم التهجير من منازلهم الآمنة مرات متعددة لكنهم لم يتخلوا أبداً عن كبريائهم وكرامتهم، صعوبة الحياة وظلمها لهم لم تنسهم المبادئ التي تربوا عليها. يخبرنا العم أبو فراس الحلبي خلال لقائنا به وبأسرته في جامع رويسة البساتنة: هُجّرنا من بيوتنا في خان العسل إلى مدينة حلب بسبب الإرهاب في بداية الأزمة، وهجّرنا مرة ثانية إلى اللاذقية، تنقلنا في أماكن متعددة إلى أن استقر بنا الحال في قرية رويسة البساتنة منذ ثمان سنوات، حيث اشترينا بيتنا بواسطة قرض من البنك التجاري، نعمل ونأكل من تعب جبيننا، لكن الزلزال هجّرنا من جديد فقد تصدع البيت الذي نسكنه وتضرر المحضر بكامله وأصبح خطراً علينا، وغالبية ساكنيه من العائلات الحلبية التي تهجرت أيضاً بسبب الحرب والإرهاب، وانتقلنا جميعاً لجامع القرية منذ اليوم الأول بعد الزلزال حيث لامكان آخر نلجأ إليه،
وأضاف: الوضع العام للجميع سيء ورغم ذلك أهل القرية لم يقصروا أبداً معنا بكل شيء، وفيما عدا ذلك أُهمل وضعنا من قبل الهلال الأحمر والجمعيات الخيرية حيث لم يزرنا أي أحد ولم تسأل أي جمعية عن وضعنا ولم يقدم لنا أي شيء أو نتلقى أية مساعدة أو دعم سوى من أهل القرية مشكورين. أبو فراس وأبناؤه وجدوا ليلة أمس حقيبة نسائية فيها أوراق ثبوتية ومصاغ ذهبي ونقود تعود لأحد الأسر في القرية فأعادها على الفور إلى أصحابها بكل أمانة رافضاً أن يأخذ أي شيء من أصحاب الحقيبة، معللاً ذلك أنه لايبيع أمانته بكل أموال الدنيا، مؤكداً أنه تعلّم من والديه وخلال مسيرة حياته أن الحرام لايثمر أبداً بل ويذهب بأهله إلى الجحيم. من منبر الوحدة نحيي العم أبو فراس الحلبي السوري الأصيل وعائلته على الأمانة والشهامة والصدق فيهم وبأمثالهم ستعود سورية إلى ألقها من جديد. وفي الختام لابد أن ننقل تساؤل الأهالي في بلدة السفرقية حول إهمال الريف وأهله وفيهم العديد ممن انهار منزله أو تصدع وأصبح غير صالح للسكن بسبب الزلزال مثل بلدة السفرقية التي طالبنا أهلها أثناء زيارة العم أبو فراس بإيصال صوتهم وعتبهم إلى المعنيين بالعمل الإغاثي والمنظمات الدولية والجمعيات الخيرية في المحافظة حيث انهار فيها العديد من الأبنية وتصدع الكثير وافتتح جامعها كمركز إيواء وتوافد إليها الكثير من أبنائها حتى أصبح كل بيت فيها يسكنه عدة أسر وإلى هذه اللحظة لم يسأل عنهم أحد رغم صعوبة الظروف على الجميع، مؤكدين أن التركيز والاهتمام محصور بالمدن دون الريف الذي عانى مثل المدينة من الخوف والفقدان وتصدع المنازل وو …
سناء ديب