الوحدة : 27-1-2023
ليست الدروس الخصوصية كما دروس الحياة ولو زادت كفوفها ولطمت وجه عيشنا لن نمل من تعلم فنونها، والوقوف على جبهاتها بكل شجاعة وإقدام.
شبان وشابات لم يتركوا صفوفهم وواجباتهم المدرسية، بل زادوا عليها دورات مهنية وكللوها بالنجاح ونالوا الشهادات في دورات شيدتها لهم جمعية المقعدين وأصدقائهم في اللاذقية، حيدرة وحيد عديرة: ..شاب صغير بالصف الحادي عشر أتى من قرية في صلنفة تدعى بشمانة يتغلب على عثرات طريقه فلا مواصلات، ويصعب العثور عليها والوقوف على مواقفها ومغاربها ليمشي الكيلومترات ليصادف سيارة توصله للمدينة، يسرع للجمعية ليجد الجميع في انتظاره ورفاقه الذين يعانون مثله ويلات الطريق يسكن في الشيخ حسامو، كماذكر لنا في لقائنا معه، وأضاف لقد استهلك طريقي أكثر من أربع ساعات هذا كله لأجل أن أتعلم مهنة أجد فيها مستقبلي، مهنة أحصل عليها من خلال دورة الحلاقة والماكياج والوشم وأجد فيها مستقبلي وعيش كريم ..والدي موظف وأمي ربة منزل ولدي من الإخوة اثنان، وجميعهم يشجعوني على عملي ويثنون عليه ورفاقي في الغربة يحثوني على تعلم هذه المهنة والسفر إليهم حاملاً شهادة مهنية كما الحلاقة والوشم والماكياج.
حسن نجيب إسماعيل مصاب حرب يمشي طريقه إلى الجمعية بقدم اصطناعية، وأخرى بعظم مفتت وضياع مادة فهو يريد تعلم مهنة يعيل منها أسرته، فلا مورد له غير راتبه الضعيف يقول: أرغب بتعلم مهنة لأكون بدورة صناعة المنظفات يكون فيها عيش الزوجة والأولاد.
* شهد شابة صغيرة بالصف الحادي عشر أرادت أن تنمي موهبتها التي رأت بوادرها في تزيين رفيقاتها، ونالت منهن الإعجاب تشير أنها تحب صناعة الجمال على الوجوه ورسم الابتسامات لهذا وجدت نفسها في دورةالماكياج، وكل هذا لن يؤثر على دروسها واجتهادها في مدرستها بل يعزز النجاح في قلبها الصغير.
* السيدة فريال عقيلي رئيسة جمعية المقعدين أكدت أنه في هذه الظروف الصعبة من الواجب علينا كمواطنين سوريين أن نعلم الشباب و السيدات بعض المهن التي تعينهم على العيش، فلدينا صناعة الصابون والمنظفات ونحن أدرى بمصاريف البيت، كما لدينا دورة الماكياج والشعر وغيرها مما يتطلبه سوق العمل وما يخرجنا من الشدة، والأزمات ولدينا في دوراتنا اليوم سيدات وشبان وشابات مدارس وجامعات، وأنا أفتخر بهم لحسهم بالمسؤولية فهم إلى جانب دراستهم يتعلمون مهنة لمساعدة أهاليهم وتدبير مصاريفهم رغم كل معاناتهم مع المواصلات يأتون والفرح يغمرهم ويسكن أفئدتهم وواجبي كمتطوعة أن أشتغل عليهم وأساعدهم، فنحن كلنا ولاء للوطن وقد قرأت عن الحربين العالميتين لكل كّتاب العالم وما فيهما من الألم والمعاناة ونحن لم نصل لبعض ما وصلت إليه تلك الشعوب ونحن اليوم بخير ويجب علينا مكافأة بلدنا الحبيب بإخلاصنا ومحبتنا، إن المعاناة والحياة قاسية لكن يبقى هذا بلدنا.. اليوم وغداً وإلى يوم نبعث أقول ..الانتماء للوطن هو أساس العمل والإخلاص.
* المدربة ريم عثمان في دورة الماكياج أكدت أن لديها طالبات وطلاب من كلية الطب والهندسة، وأيضا سيدات فسوق العمل يتطلب مثل هذه الدورات. إذ الجمال لا تغيب شمسه عن كل زمان في الماضي والحاضر والمستقبل كما أن الجميع متجه للعمل الحر، وقالت: نركز في تخريج محترفين ليبدؤوا خطواتهم في مشاريعهم بنجاح وليدخلوا سوق العمل والإنتاج بلا منافسة. * المدربة مريم إسقاطي في دورة المنظفات تقول: الإقبال على هذه الدورات شديد، فحاجتنا لمواد التنظيف كبيرة.
وعلينا التعلم لنحقق الاكتفاء الذاتي وبعض الإيرادات .. واليوم في تعليمنا منتج جديد الفيشن وسائل الغسيل الأوتوماتيك وحمام الزيت والبلسم والكلور والفلاش وزيت النخيل وصابون لجميع أنواع البشرة، وكل من علمتهم دخلوا سوق العمل وحققوا المكاسب والنجاح.
هدى سلوم