الوحدة: 17- 1- 2023
الشمس تسطع على الحجارة والصخور .. والأراضي ذات التربة البيضاء وقد غمرتها أشجار الزيتون، والتلال مكسوة بالصنوبر، والسنديان يكلل المكان، أما القصائد والملاحم والملوك، هاهنا سكنوا، ومن هنا عبروا، امض بين المعالم وانصت بهدوء، ستخبرك الجزيئات بتفاصيل الزمن الغابر. هنا على هذه الأرض تاريخ الحضارة والمجد، بتلك الكلمات بدأ الباحث نبيل عجمية حديثه عن قرية العريقيب، وأضاف:
تتبع القرية لناحية حمام القراحلة وتبعد عنها /2/ كم وعن مدينة جبلة /26/ كم وعن بيت ياشوط /9/ كم، وعلى ضفة الوادي الذي يفصلها عن بلدة حمام القراحلة تقع مزرعة بقرحي التي عاش فيها المربي والشاعر والخطيب حمدان زاهر بقرحي، الذي اعتدت عليه مجموعة من الأشقياء من أهل القرية وانكروا فضله في تعليم أبنائهم القراءة والحساب، فقال فيهم قصيدته المعروفة وسأذكر بعضاً منها وهي بلهجة ذلك الزمان:
أبات الليل في جهد ………وطرفي ضره السهد
بلاني الله بجيران …………. رجال مابهم رشد
إذا جا نحوهم لص ……….. حرامي نحوه يعدو
تراهم كلهم حولوا ……….. كشيطان وهم جند
فكم خرنوبة سرقوا………. وكم زيتونة فرطوا
وكم جدياً شووا كبدو… وكم ثوراً جلده سرقوا
إلى أن راد مولاي ……………لأمر ماله رد
أخذوا بهيمتي غصباً …….ورادوا قتلها وكدوا
فرحت أجيبها منهم …..وما أدري لما اعتمدوا
فجاني الجلقي يجري …….. ذاك الأجرب الوجه
وجا نبهان لنجدته ……….مكشر فهو كالقرد
وما هو عيب ثلاث رجال….. إن قتلوا رجل وحدو
فوعكوا رقبتي وعكاً……. كوكع الدبغ للجلدو.
تحية المحبة إلى قرية العريقيب.
نسيم صبح