من أوراقهن…بعد نهاية امتحانات أطفالهن

الوحدة : 15-1-2023

بعد أن ولت امتحانات الأولاد بضغط عالي التوتر والطاقة بلا تقنين أو انقطاع، عادت مجريات البيت والأيام لمستقرها بلا انفعال، وعادت هي لسابق عهدها في وظيفتها من أناقة واهتمام بنفسها، فلا تدريس ولا واجبات..

أم جعفر تدخل باب المكتب في وظيفتها وتقول : صباح الخير، انتهينا من الامتحان، وطاب لنا الخروج لبعض الراحة والاستجمام، كنت أقول : ليتني صغيرة أدرس في المدرسة مثل أيام زمان لا دروس خصوصية، ولا معاناة ، رحم الله مدرّس أيام زمان، كنا نخرج من الدرس،  وقد فهمناه ولا نحتاج لتفسير أو سؤال وجواب وحفظناه من كثرة الواجبات وكتابته لمرات عديدة، فقد لاحظت أن ولدي وهو بالصف الخامس لا يرغب بالكتابة إلا للجواب الذي لا يتجاوز بضع كلمات وأن خطه غير مفهوم، والمدرس الخصوصي لا يهمه الأمر. فطلابه في المجموعة التالية في الانتظار على الباب و من واجبه الاستعجال، فالساعة انتهت ودقت دقائقها الأخيرة، وطفلي كذلك يتعجل بالرجوع لصديقه الموجود في البيت وهو الموبايل، فاضطر عند عودتي من الوظيفة لتدريسه وكأني لم أنته من دراستي، وأنا التي تخرجت من الجامعة، وقلت الحمد لله، وعدت اليوم أدرس وليتني أقدّم الامتحان عنه، لكان أهون لي ويبدو أني سأبقى على هذه الحال إلى أن يكبر وينال شهادة البكالوريا وأخشى من الجامعات.

أم وليد تضيف على قول زميلتها وقد جاورتها في المكتب والسعادة  ظاهرة على وجهها بعد انتهائها من امتحانات الأولاد ، لكنها تشتكي من أجواء الامتحانات، قائلة : لقد جاء ولدي من مدرسته باكياً شاكياً من المراقب الذي بدأ يعد الدقائق تنازلياً ، ويزيد في توتر الطلاب لينسوا ماحفظوه،  فكل حين يعلن الساعة كذا وباقي من الوقت كذا…

أما زميلتها المقابلة لمكتبها  فتشير  إلى أن  يدها تؤلمها، لكثرة الكتابة على أوراق المسودة ونسخها كل أسئلة الدروس التي تدخل بالامتحان لابنتها بالصف الثامن ولم تنقص منها حرفاً أو يفلت من بين يديها سؤال، حيث تدرك وتعلم أن السؤال الذي لا تأتي على ذكره وتدوينه لها على الورق يأتي في الامتحان وتكون عندها الكارثة ، وهي تحمد الله وتشكره أن الامتحان انتهى على خير .

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار