الوحدة 19-12-2022
رأينا ألسنة اللهب في منصة تفريغ أسطوانات الغاز التالفة في معمل تعبئة الغاز في اللاذقية .. و تابعنا رجال الإطفاء يقتحمون ألسنة اللهيب ويغلقون صمامات بعض الأسطوانات رغم ما في الأمر من مخاطر تهدد حياتهم، راعنا ما قرأناه وتابعناه على بعض منصات التواصل الاجتماعي التي يضع بعضها باللائمة على العاملين هناك، وبعضها تحدث عن فساد، وذهب البعض للقول أن ما حصل كان مدبراً مسبقاً لتغطية نقص والتستر على ارتكاب وغير ذلك…
الأمر الذي يذكرنا بتلك العبارة البليغة التي تقول: ( عندما سكت أهل الحق ظنّ أهل الباطل أنهم على حق) لذا قررنا أن نقف على حقيقة الأمر إظهاراً للحقيقة وتوخي الدقة ونقل المعلومة بحرفية ومهنية والتي يجب أن تبقى العنوان لكل حامل قلم.
توجهنا إلى معمل تعبئة الغاز رغم صعوبة التنقل وفي المكان التقينا كوادر المعمل وعلى رأسهم مدير فرع محروقات اللاذقية المهندس سنان بدور وبرفقته وقفنا في مكان الحادثة ليتبين أنه حادث عادي تمّ تهويله وتضخيمه، وملخصه كما ذكر مدير الفرع أن ماساً كهربائياً حصل في منصة تفريغ الأسطوانات التالفة ونتيجة ذلك حصل حريق في خزان الغاز مع المضخة والأسلاك الكهربائية المحيطة، ويضيف مدير فرع المحروقات أن لسرعة التعامل مع الحريق من قبل عمال إطفاء المعمل وبدعم مباشر وعاجل من فوج إطفاء اللاذقية والدفاع المدني تمت السيطرة على الحريق وتبريد الأسطوانات والخزانات مبيناً: أن الأضرار اقتصرت على احتراق المضخة وهذا ما شاهدناه بأم العين،
وفي سؤال لنا عن آلية عمل تلك المنصة قال: تأتينا أسطوانات تالفة نتيجة قدمها أو عطل في صمامها وغير ذلك وحرصاً على مادة الغاز بداخلها نقوم بتفريغها عبر هذه المنصة قبل عملية البدء بإصلاحها، ولأن الغاز يتسرب منها بالأصل امتدت ألسنة اللهب إلى بعضها وقد قام عمال الإطفاء بالتعامل معها بشجاعة نادرة ولم تنفجر أية اسطوانة ولم يتأثر الإنتاج، مؤكداً أن عمل هذه المنصة لا علاقة له بوحدة التعبئة التي تعمل بكامل طاقتها وتنتج ما يقارب من ثمانية آلاف أسطوانة يومياً.
انتهت زيارتنا لوحدة تعبئة الغاز بعد أن اطلعنا على مراحل تعبئة الأسطوانات وخطوط الإنتاج ووجدنا أنفسنا مدفوعين لتحية عمالنا هناك ولهؤلاء نقول: بكم وبأمثالكم ممن يستندون على معاولهم سنبقى ننتج رغم الصعاب، فتحية لكم ولزنودكم التي تستمد نبضها من حبّ الوطن والعمل.
يمامة إبراهيم