الوحدة : 16-12-2022
تذكرت مقولة ذات يوم، وهي : إذا أردت أن يحبك الناس فلا تكره نفسك ( لا تكره نفسك )، يعني أنك يجب أن تحب نفسك وحب الذات ليس بالضرورة ضرباً من الأنانية.
فمن يحب نفسه يكرمها، ويحترمها والناس يحترمون من يحترم نفسه… رائع أن تجدي من يحبك وتحبينه، أليس كذلك ؟
جميل أن تأتي كلماته الدافئة لتزيح من صدرك إحساس التعب والضغوط والغضب. لكنك الآن، بعد خمس أو عشر أو عشرين سنة من الزواج تعرفين أن للعلاقة به وجهين اثنين لا وجهاً واحداً، ثمة مشكلات لا تحصى في الحياة … وعندما تتعقد علاقتك بزوجك كثيراً فعلى الأغلب أنك كنت تلومينه حيناً وتلومين نفسك حيناً آخر، هل هناك من خيار ثالث؟
ربما ! المشكلة أنك عندما تلومينه، فأنت تعلقين عليه بعض الأخطاء التي ربما يكون بريئاً منها، أما إذا كنت تلومين نفسك، فلربما يكون ذلك على خلفية سلبية مفادها أنك تشعرين بالتقصير، هل حدث يوماً أن أساء إليك أحد ما فشعرت بالحسرة، لأنك فشلت في استرضائه؟ كم من المؤسف عندما تكتشفين لاحقاً أنه كان ينبغي عليك مراجعة الذات وليس لومها، ثمة فرق بالفعل بين مراجعة الذات، ولومها في المراجعة، أنت تنظرين إلى الأمر من منظور التقييم فتحاسبين هنا، وتكافئين هناك لكنك عندما تكونين في حالة اللوم التلقائي، فأنت تميلين إلى الحكم السلبي عندما يقول لك مثلاً: إنه لم يعد يحبك، أو إنه يكرهك ، فما معنى ذلك ؟ هل معناه أنك فشلت في استمالته واكتساب قلبه؟
هل يعني أنك أخطأت في مكان ما، فكانت النتيجة أنه صار يكرهك ؟ حسناً وماذا عنه ؟ هل هو معصوم من الأخطاء؟
هل نجح هو في إرضائك والاستحواذ على قلبك؟
أم أنه بات يهيمن عليك على نحو هو أشبه بعلاقة الديكتاتور بحاشيته ؟ المراجعة تعني محاكمة النفس، لكن اللوم يعني إطلاق الحكم المسبق، وهو حكم سلبي ومدمر لأنه ضرب من الأنانية الجاهزة والعقوبة القاسية أنت إذاً في حالة مراجعة وذلك يتطلب العودة إلى طريق اكتشاف الذات والتصالح معها، فتشي في الأشياء التي تدخل إلى قلبك السعادة إذا كان ما يفرح قلبك هو أمر مشروع فلماذا تترددين في البحث عنه ؟
حاولي أن تغيري حياتك في اتجاه آخر ،اتجاه العودة إلى الذات وستجدين أن طريق الذات هو نفسه طريقك إليه.
لمي معروف