الوحدة : 16-12-2022
في إطار التطوير المهني المستمر في وزارة الصحة، وضمن البرنامج العلمي للمحاضرات في الهيئة العامة لمستشفى الشهيد إياد إبراهيم في بانياس، وبحضور المدير العام الدكتور عماد بشور، أقيمت محاضرة بعنوان “السل الرئوي” قدمها الدكتور فادي بشارة عرف خلالها السل:
إنه المتفطرة السلية أو عصية كوخ وهي نوع من البكتيريا من جنس المتفطرات، شكلها يشبه العصية وتتجمع حول بعضها بشكل الكرة، سميت بعصية كوخ نسبة إلى مكتشفها الطبيب الألماني ” روبيرت كوخ ” عام 1883، ويعد السل الإنتان الأكثر شيوعاً، حيث أن ثلث سكان الأرض تعرضوا للسل في مرحلة من حياتهم، وكانت غالبيتهم في البلدان النامية، ولكن بسبب زيادة انتشار مرض الإيدز بالدول المتقدمة ازداد لديهم مرضى السل بشكل كبير، لهذا السبب أصبح السل هو الخمج الأول إحداثاً للوفيات على مستوى العالم متقدماً على الإيدز.
وتابع: بعد الإصابة بالسل نكون أمام ثلاث حالات أولاً 90 ٪ من الذين يتعرضون للسل وهم من أصحاب المناعة السليمة، تستطيع مناعتهم التحكم بتكاثر العصيات، وبالتالي إما أن تنجح مناعتهم من التخلص وإزالة هذه العصيات، أو يدخل الجسم بمرحلة (الإصابة السلية الكامنة) إصابة سلية دون أعراض، ولكن قد تنشط الإصابة في حال توافر العوامل
المساعدة، ونسبة ١٠ ٪ تتفعل لديهم إصابة سلية أولية بعد التعرض للإصابة، وغالباً هم الذين يعانون ضعف الاستجابة المناعية، مثل مرضى الإيدز والسكري غير المضبوط، ومرضى القصور الكلوي المزمن ومرضى الأورام وخاصة اللمفوما واللوكيميا ومرضى زراعة الأعضاء لتناولهم مثبطات المناعة، والأطفال الصغار من عمر السنتين والمتقدمين بالسن الأكبر من ٦٥ سنة.
وهناك عدة عوامل مسببة للسل، وهي العصية السلية الإنسانية المسؤولة بشكل رئيسي عن السل الرئوي وخارج الرئوي عند الإنسان والمتفطرة السلية الإفريقية، وهي ثاني أبشع سبب.
وأخيراً العصية السلية البقرية، وهي حالياً الأقل إحداثاً للسل بسبب بسترة الحليب.
أما فيما يخص طرق الانتقال فهي إما عن الطريق التنفسي أي
عن طريق القطيرات التنفسية الحاوية على السل التي تنتقل عن طريق السعال أو العطاس من إنسان مخموج بالسل، وتبقى هذه القطيرات معدية وفعالة حوالي ٨ ساعات إذا لم يتم تهوية وتعقيم وتعريض الغرفة لأشعة الشمس، أو عن الطريق الهضمي أي
عن طريق الحليب غير المبستر، وتتجلى عوامل الخطورة المتعلقة بالمريض الأطفال الصغار من عمر السنتين والمتقدمين بالسن الأكبر من ٦٥ سنة، أيضاً الأشخاص الذين على تماس مباشر مع إصابات إيجابية بالسل، والتجمعات البشرية والأماكن الرطبة وغير المهواة والتي لا تصلها أشعة الشمس، أيضاً في حال وجود إصابة سابقة بالسل مثبتة شعاعياً أو إصابة سلية سابقة بعمر أقل من سنة، بالإضافة لوجود عوامل خطورة متعلقة بالأمراض المرافقة مثل الإيدز، الجرعات الكيميائية الستيروئيدات، خباثات خاصة اللمفوما واللوكيميا، قصور الكلية المزمن، الداء السكري غير المضبوط وسوء الامتصاص.
وانتقل بعدها للحديث عن علاج السل فقال:
يتم علاج السل على مرحلتين، ويستمر لمدة ٦ أشهر باستثناء بعض المرضى مثل مرضى الإيدز والمثبطين مناعياً والتهاب السحايا السلي، فقد تطول مدة العلاج أكثر من ٦ أشهر.
المرحلة الأولى تكون لمدة شهرين وتهدف إلى الإنقاص قدر الإمكان وبأسرع وقت من الحمل الجرثومي السلي لدى المريض، حيث نبدأ فيها بالعلاج الثلاثي الذي يتضمن الإيزونيازيد والريفامييسين والبيرازيناميد، وفي حال تعنيد العصية على العلاج نضيف للأدوية السابقة الإيتامبوتول أي استخدام العلاج الرباعي، مع العلم أن سورية تبدأ بالعلاج الرباعي فوراً.
المرحلة الثانية تدوم لمدة أربعة أشهر وتهدف إلى القضاء على ما تبقى من العصيات السلية بشكل كامل، حيث تتضمن هذه المرحلة دوائين أساسيين هما الريفامييسين والليزونيازيد، فيما يحتاج بعض المرضى فترة عالج أكثر من ٦ أشهر وهم مرضى الإيدز، ووجود سل معند عندها نلجأ إلى أدوية بديلة من الخط الثاني، وقد تصل مدة العالج لسنتين، التهاب السحايا السلي يحتاج على الأقل ١٢ شهراً.
أخيراً نقول عن المريض أنه شفي إذا كانت العصيات إيجابية في فحص القشع في بداية العلاج، وأصبحت سلبية في فحص القشع بعد إعادة الاختبار في الشهر الثالث والخامس من بدء المعالجة.
رنا ياسين غانم