الوحدة: ١٤-١٢-٢٠٢٢
هي لحظات قد تطول كثيراً أو قليلاً، لكن الأمل معقود على القادمات… الأيام الأخيرة من كل عام تشهد ضغوطاً ملوّنة على الجميع وحتى على المفاصل الحكومية، هذه الضغوط غالبيتها الآن تخصّ أوضاع النّقل بشكل عام، هي مُعاناة جامعة وليست ضمن محافظتنا فحسب، الجميع يستغيث العوز والحاجة، لكن هناك أمور عديدة تديرها مؤسسات خدمية لا زالت تُنبىء بالخير، وتقدّم جرعات جليلة من أمل منشود، (كراج الفاروس) في الأمس وبحكم العطلة كان هذا المكان يضجّ بفراغ أدواته، ركّاب يتجمّعون بأماكن عدّة جانب لوحات القرى والمناطق الزرقاء، حتّمت عليهم الظروف الوظيفية أن ينتظروا في الكراج، لكن لا حياة لمن ينتظر كامل الطاقم الأبيض من السرافيس في غياهب الوقود، لكن الحلّ موجود، هو حلّ مؤسساتي بنسب معيّنة، قد يأخذ الأمر وقتاً للتصدّي الكامل لهذا الوضع على كامل الطرقات، وجهة غالبية المنتظرين كانت على القطاع الأكثر ازدحاماً، خط سقوبين وما حولها، فجأة يظهر ذلك الباص الضخم (المنقذ)، ابن مؤسسة الدولة المطيع، دقائق معدودة ليبتلع غالبية المنتظرين، داخله أُلفة قسرية بين الجميع، الكتف على الكتف، وكرم آداب الجلوس والاحترام لا زال في الوجدان، نصف ساعة كانت كفيلة بسماع موجز اجتماعي وجداني صريح، لكن أبرز الأحاديث تمحورت حول المونديال العالمي والتوقّعات المتباينة حول البطل، وصولاً إلى أحاديث حقيقية تنمُ عن وعي خالص مختومة بالقناعة.. فلا زال الخبز موجوداً، ولا يموت أحد من الجوع، سعر ربطة الخبز ولو كانت خارج البطاقة لا تشتري علكة، شاكرين هذه المؤسسة الخدمية (مؤسسة النقل الداخلي) على تولّيها أُمور إسعاف الناس عن الطرقات والكراجات، غير آبهين كم سيتحمّل المحرّك من شقاء هذه الحمولات الزائدة، لكن في نهاية المطاف لا شدّة تدوم ولا ألم… سياسة عضّ الأصابع وتحمّل الفواجع ولّت فاشلة عندما كانت قذائف الحقد تسقط بين المنازل تُسحب الأشلاء وتُحمل الأطراف، وكلنا أمل بأن الأثقال والصغوط الراهنة ذاهبة لا محالة…
سليمان حسين
تصفح المزيد..