الوحدة: ١٤-١٢-٢٠٢٢
يقال إن الشعراء شفافون مستبصرون، وعلى ما يبدو فاحتفالات هذا العام ستكون برعاية الشاعر الكبير نزار قباني: “وسوف لن نشتري هذا العام شجرة”، ويقول متفائل أن الرومانسية ستكون الشعار الجميل لهذه الفترة.. وحيث أن احتفالات الميلاد ورأس السنة لم تعد تقتصر على الطائفة المسيحية الكريمة في محافظة طرطوس، وتعدتها لجميع الطوائف كطقس سنوي يزرع الجمال والبهجة في قلوب الأطفال والكبار، ومع قيام العديد من الروضات والمدارس الخاصة بالاحتفال وتوزيع هدايا بابا نويل، مع ما يترتب على ذلك من مبالغ أصبحت طائلة في هذه الأيام، يقول أحد أصحاب محلات ألعاب الأطفال بطرطوس إن هذا الشهر يعتبر موسماً سنوياً لمحلات الألعاب، مشيراً أن الإقبال ليس قوياً على الشراء حتى اليوم، حيث باتت الألعاب تعد رفاهية مطلقة والطعام واللباس أولوية أكثر، بوقت تضاعف ثمن ألعاب الأطفال كثيراً، وأغلب الألعاب الموجودة حالياً هي تصنيع سوري، وجودتها ونوعيتها أقل بكثير من الألعاب الصينية التي كانت تملأ الأسواق سابقاً، وذلك بعد توقف استيراد الأخيرة وتضاعف ثمنها قياساً بالعملة في الوقت الحالي ناهيك عن حملات الجمارك التي لم تنس الألعاب أيضاً.
بدوره أحد محال الألعاب الشهيرة في المحافظة قام بتقليص قسم الألعاب بمحله واستبدله بألبسة أطفال، فيما وصل سعر اللعبة الفتاة (الماركة) بأحد المحلات إلى ٢٧٥ ألف ليرة، ليصل السعر لقرابة النصف مليون للألعاب الأخرى !! وبجولة سريعة على الأسواق بطرطوس لوحظ تحليق أسعار الأشجار والزينة، حيث تراوح سعر الشجرة بين ١٥ ألف ليرة (للشبر ونصف) وصولاً للمليوني ليرة ونصف حسب نوعيتها وحجمها وكثافتها، مما حدا بالعديد من الأسر إلغاء معظم طقوس الأعياد المعتادة والاكتفاء بحبل إضاءة إن تيسر، أو بالبحث عن شجرة سرو طبيعية لتزيينها ومن ثم حرقها للتدفئة عليها، وتقول السيدة علا أنها لا تعلم كيف ستؤمن ما يلزم للعيد، مشيرة أن كل شيء ارتفع سعره حتى كيلو القهوة تجاوز سعره ال٤٠ ألف ل.س، وذلك عدا الشوكولا والمكسرات، وتضيف أنها ستقوم بصنع ما تيسر من الحلويات البسيطة في المنزل، وذلك حين تأتي الكهرباء، ” وذكرت بسخرية أنه لم يكن ينقصنا إلا تقنين النصف ساعة لتكمل معنا “، فيما فاق سعر الغاز الحر حالياً ال ١٥٠ ألف ليرة.
بدوره السيد شادي أشار إلى أنه ينتظر وصول الحوالة المالية من أخيه المغترب، منوهاً أنه لم يؤمن شيئاً من مستلزمات الشتاء حتى الآن لا مازوت للتدفئة ولا غاز، وراتبه لا يكفي مصروفاً ليومين في الشهر، ولولا مساعدة أخيه لما استطاع حماية أولاده من الجوع !! ، وتتساءل بدورها لينا عن حقوق الأطفال بالطعام واللباس واللعب وتقول: كيف سنقنع أولادنا بكل هذا التقشف والشح، كان الله بعوننا وبعون أطفالنا وأعاد الله الأعياد المباركة على الجميع باليمن والبركات.
رنا الحمدان
تصفح المزيد..