الدراجات النارية والليالي الهادئة

الوحدة : 5-12-2022

الدرّاجات النارية وسيلة اضطرارية من وسائل النقل، وتحديداً بين القرى القريبة والبعيدة، لذلك فهي تمتلك وجهين أحدهما سيء، وهو ركوبها في أوقات متأخرة من الّليل،

حيث الغالبية من الناس بحالة نوم أو على أقل تقدير استراحة نهاية اليوم، فتأتي فجأة بأصواتها الرعدية وقد يمتطي صهوتها أكثر من شخص، فيطلقون العنان لها بين الأحياء ، بدون رادع أو وازع أخلاقي، مع العلم أن الغالبية من سكان هذه الأحياء كانوا متعاطفين جداً مع أصحاب هذه الآلية عندما اشتد الخناق حولها وحول شرعية اقتنائها، سيما وأنها تقدّم خدمات كثيرة لعموم الشباب وجلّهم من أبناء المؤسسة العسكرية وأبناء القُرى، حيث تُعد عاملاً مهماً ووسيلة نقل خفيفة في ظل اضطراب عمليات النقل والتنقل بين الريف والمدينة وتقطّع السُبل في الوصول إلى القرى والمناطق البعيدة، لذلك لا بُد من وضع حدّ لتحركاتها في الّليل إلا للحالات الاضطرارية، والقيام بمنع الفتية المراهقين من العروض المجّانية في الحارات وكذلك التفنّن بقيادتها على الإطار الخلفي ضمن الطرقات السريعة والسياحية، حيث يمكن وبلحظة مارقة وعبر حصاة صغيرة أن يقع المحظور، فتتم الاستكانة لمشيئة الخالق أو لأحد المشافي ، وحينها لا ينفع ندم أو توسّل، لذلك من الضروري القيام بتقييد سير هذه الآلية واستعمالها فقط عند الّلزوم، ومواجهة راكبيها ليلاً حتى لا تفقد شعبيتها ومواقفها الإنسانية العظيمة.

 

سليمان حسين

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار