الوحدة : 4-12-2022
استقبلت مصر خلال سني الأزمة العديد من السوريين الذين حملوا معهم صناعتهم وتجارتهم وأكلاتهم السورية المحببة .. فيما يعيش عدد من المصريين القلائل في سورية، ومنهم من تزوج وعمل وبقي في طرطوس مثلاً رغم كل الظروف، كأبي خليل المصري ابن الصعيد الطيب، وصانع المعجنات والفطير المشلتت المعروف بطرطوس، والذي عمل في عدة مطاعم شهيرة في المدينة، قبل أن يقرر وتساعده الظروف على فتح محله الصغير المخصص للمعجنات والفطير منذ أقل من شهرين ،”نبيل توفيق المسيحة” المعروف بأبي خليل كان قد تزوج “ماري ميخائيل دريزي” من قرية الحواش بحمص، بعد أن تعرف عليها عن طريق قريبها السوري الذي كان يعمل معه بالأردن، ليرزق منها بثلاث فتيات مارينا التي تتحضر للتخرج من كلية الحقوق، والتي سمى مشروعه الجديد باسمها، وسمر خريجة المعهد التجاري فرع المصارف والتي تخطو معه حالياً بمشروعه الجديد، فيما تستعد كاترينا الأصغر للتقدم للشهادة الثانوية، وعن مجيئه لسورية يقول المعلم أبو خليل: تنقلت وزوجتي بين مصر والأردن، قبل أن نقرر الاستقرار في سورية، حيث استأجرنا منزلاً في حارة تابعة للمشتى، كما استأجرنا محلاً بالقرية، وبدأنا بصنع المعجنات وبيعها، ولكن ضيق الأحوال العامة دفعتني للنزول لطرطوس، وعن شوقه لوطنه أو رغبته بالسفر والعودة ، يقول أبو خليل: “سورية” وطني الثاني وأحبها ولا أفكر بمغادرتها، أما عن الرزق فأنا أعمل من الصباح وحتى ١١ ليلاً أحياناً لأؤمن معيشة عائلتي، وقد استأجرت غرفة قريبة من عملي تضاعف آجارها خلال أشهر، لكنها ضرورية لي لأبيت فيها حين أعود ليلاً، كما تحتاجها بناتي أحياناً عندما يكون لديهن امتحانات.
أما عن سر العجين الطيب، فيخبرنا أبو خليل أن الأمر غير معقد، ويحتاج فقط لطحين جيد و يد خبيرة بعملها.
خاتماً بأنه راض عن نفسه، وعن حياته، وأمله أن يديم الله الصحة عليه وعلى عائلته، وأن يرى بناته سعيدات بحياتهن. وعند أبي خليل صادفنا المهندس الزراعي سيدهم المصري، ابن القاهرة الذي قدم إلى سورية منذ حوالي الخمس سنوات أيضاً، والذي اعتاد على زيارة ابن بلده حين يشتاق ويرغب بتناول الفطير، ويقول سيدهم لنا: إنه يعمل مع أحد البرامج الكنسية لدعم المحتاجين، لافتاً إلى أنه انتقل من العمل بكنيسة قصر الدوبارا في مصر حين تم السؤال عمن يرغب بالذهاب للمساعدة في سورية، وكأن القدر دفعه للقدوم، حيث شعر بسحر المكان والطبيعة منذ الأيام الأولى لوصوله طرطوس، ويضيف سيدهم : لا أنسى لون البحر الذي تلون بالأخضر في اليوم الأول لإقامتي بأحد الفنادق المطلة على البحر، في ظاهرة ربانية، لتتهيأ بعدها الأحداث للبقاء هنا حتى اليوم، ويضيف سيدهم أنه زار عدة بلدان أوروبية وإفريقية، ولكنه أحب الحياة هنا، رغم صعوبات المعيشة الحالية في سورية، ويأمل أن تتحسن الأحوال ، فيما لا ينسى أن يقول لنا: إنه رأى خلال أسفاره الكثير من الناس الذين يعانون ، وأوضاعهم أسوأ بكثير مما يعيشه الناس هنا ، آملاً بأن تحمل الأيام القادمة الفرح والخير للجميع.
رنا الحمدان