الوحدة : 4-12-2022
ككل شتاء ..
يحاصرنا البرد ..ونشعر أننا أشبه “بفأر “صغير وقع في المصيدة ..نقع فريسة خيارات صعبة ..هي أشبه بالسهل الممتنع ..وتحاصرنا الأسئلة الروتينية ..
هل نستطيع تأمين “مازوت التدفئة” .. أم نختار الحطب ..الغاز …الوسائل الأخرى؟ ..لتبدو جميع الطرق مسدودة في ظل الغياب شبه التام لجميع ماذكرنا ..حتى لو تم تأمينه بالسعر الحر ..تبقى الخيارات صعبة جداً أمام الراتب الذي بالكاد يكفي لسد حاجيات المنزل من طعام ودواء وأجور مواصلات يومية ..
ككل شتاء ..نعيد ونقول ..نحن لانكره الشتاء وليس لنا أي قصة ثأر قديم معه ..
نحن فقط نخاف أن تفيض شوارعنا بالمطر ..وأحذيتنا وثيابنا المتواضعة لا تستطيع رد البلل ..فسعر أي حذاء جديد يحتاج إلى نصف راتب إضافي ..أو ماشابه ..ناهيك عن أسعار الأحذية والألبسة “الأوروبية المستعملة” والتي بدأت تحلق عالياً دون رقيب أو حسيب !!
نحن لانكره الشتاء ..لكننا نخاف أن تتجمد أصابع أطفالنا وأن تنذرنا أنوفهم الصغيرة بالرشح الذي باتت تكلفة دوائه من الصيدلية دون الذهاب إلى طبيب تحتاج إلى نصف الراتب الآخر…
نحن لانمقت الشتاء ..لكننا نخشى أن تنفذ أسطوانة الغاز فجأة ونعجز عن تأمين كأس شاي دافىء في عز البرد !!
نحن كنا أصدقاء الشتاء .. وأصدقاء الشعر ..والأرصفة والمشي تحت المطر بمظلات سعيدة ..وأضواء تشبه الحلم ..
نحن مازلنا نحب الحياة ..ونتدفأ بذكرياتنا ..ونكتب لكل ماهو جميل وبهي ..
حتى وإن داهمنا الشتاء !!
منى كامل الأطرش