العدد: 9332
11-4-2019
مؤيد ظريف كنعان فنان تشكيلي من محافظة حمص تولد 1975 أشرقت هواجسه الأدبية الأولى منذ كان يافعاً، تعلم من قراءة الشعر والروايات العالمية وعبر تراكمات معرفية مختلفة حدد الجنس الأدبي الذي يميل إليه، وعشق الأدب بشكل عام، والشعر بشكل خاص، ولم يستطع كبح رغبته للتشكيل الفني ونذر حياته لفنه متأثراً بالطبيعة، وبدافع الحب والعشق للقهوة بدأ التشكيل بها.
هذه فحوى اللقاء المميز مع الفنان التشكيلي الذي حاورناه عن إبداعاته وبداياته حيث يقول:
أشرقت أولى الهواجس الأدبية منذ كنت يافعاً.. قليل الحيلة متخبط المزاج والأحلام والطموحات، والذي منحني الهروب إلى قراءة الشعر والروايات العالمية كجائع عطش، أنهل كل ما يحتاجه العقل والقلب والعاطفة والقناعة.. تعلمت من خلالها وعبر تراكمات معرفية مختلفة تحليل أو بأصح عبارة تحديد الجنس الأدبي الذي تميل إليه نفسي ورغبتي في إيجاد الحلول المناسبة لعمر بدأ ينحاز إلى العزلة أكثر مما يمضي في خضم الصراعات والألم والحاجة والرغبة في إثبات هويتي كإنسان يسبقه الشغف والعشق نحو مستقر لا حدود له كالشمس والقمر، حيث اكتشفت فيما بعد أن عشقي للأدب بشكل عام والشعر بشكل خاص يشكل لغة بصرية في نفسي، فلم أستطع كبح رغبته رغم الظروف القاسية والصعبة دخول التشكيل الفني فأصبحت منذوراً له كمن يتجمل بالألوان والكلمات.
– ما هي أعمالك التّي تميزت بها، وما قصةّ اختيارك للرسم بالقهوة وإبداعاتك؟
ليس هناك تفاضلية بين عمل وآخر، بالكاد تصل كامل الأعمال إلى مرتبة الأبناء في نفس الفنان أو الكاتب، لكن ربما يتصدر شيء من ذاتي واجهة التفرد، ألا هو الرسم بالسكين كأداة وقلة من استخدمها بعيداً عن السائد والمعروف بالريش.. وإنشاء تشكيل له علاقة عصرية غير مباشرة مثل تجريد المدن العملاقة والأرياف والانعكاسات الضوئية المختلفة وغير ذلك من الأفكار وليدة وقتها، ثم إخراجها عبر تصاميم وتزاويق متعددة.
– بمن تأثرت ومن أين تستقي أفكارك؟
التأثر ربما بالطبيعة فهي ملآنة بالصور والتشكيلات الغريبة والرهيبة كالغيم والمطر والشمس والقمر، وما يتخاطر بين الأرض والسماء والفصول والأشياء وغير ذلك، أعتقد بأن تأثري ليس واضحاً في تشكيلي، بمعنى أنني لم أحاول بعد رسم ما قام به الرسام الروسي شيشكن، وأنا أحب كامل أعماله كطبيعة صامتة بالتحديد، وأيضاً فان غوخ، والألماني أدولف وغيرهم من الرسامين العالميين.
والرسم بالقهوة هو مزاج كما قلت في لقاءات سابقة، أي بمعنى أنه يمكن الوقوف عند حد معين أو متابعته.. لكن محبة المتلقي لهذا النوع من التشكيل والاندهاش الذي يوفر للفنان رؤيته في عيون المتلقين، يجعله يستمر بفاعلية أقوى باعتباره دعم معنوي يحتاجه كل فنان ليقدم الأجمل والأمثل في فنه.
أعتقد بأنني بدأت التشكيل بالقهوة بدافع حبّ وعشق لها كشراب ساخن وشخصياً يعيد في ذاتي تدوير الخلايا والأعصاب وشحنها وسكبها على ما هو عليه الناتج الحالي بما يقدمه التعبير عنه بالرسم.
– ما المعارض التي شاركت بها؟
أعتقد بأنني مقل في إقامة المعارض، ويعود ذلك لأسباب ظرفية قاهرة جداً.. في العام الماضي كان لي شرف العرض الفردي في جامعة البعث، وهذا العام حالياً معرضي الفردي الثاني أيضاً مستمر في جامعة البعث ولي معرض فردي مقبل في دمشق وبيروت.
– ما مضمون اللوحات في المعرض؟
المعرض يقدم لوحات تعبيرية تجريدية وبعض المواضيع عن الحب والمرأة والسلم والحرب وغير ذلك من التنوع.
– ماذا عن خططك المستقبلية؟
في المستقبل أنوي التوسع بما أقدمه على صعيد الفن والأدب، وروايتي الأولى قيد الطباعة، بالإضافة إلى مؤلفين من النثر وأيضاً أعمل على إقامة معارض فردية في بعض الدول العربية هذا الصيف إذا سمحت لي الظروف.
– ما الكلمة التي ترغب إيصالها من خلال فنك الإبداعي؟
كلمتي هي دعم الفن التشكيلي على وجه الخصوص لإيصاله إلى الأجيال كافة عن طريق فتح الصالات وتسهيل إقامة المعارض، لأن التشكيل البصري أثبت بأنه يرتقي بالمجتمع والإنسان، ويجعل من ذلك حضارة لا مثيل لها تترك أثراً واضحاً على أرض الواقع.
وليس أجمل من أن نرى ونلمس ونتذوق ونتحسس الجمال من اللون ومن الفكرة ومن عصارة ومن إكسير..
كل هذا يقدمه الفن والشعر وغير ذلك من الفنون الأخرى.
مريم صالحة