الوحدة: 23- 8- 2022
الشاعر والملحن أحمد شحادة، ولد في قرية بكراما في 8 آذار عام 1966، هذه القرية الجميلة، والتي تتميز بطبيعة خلابة متنوعة التضاريس، وبكراما كلمة آرامية تعني دار الكرم وتبعد عن مدينة القرداحة 12كم تقريباً، فتأثر الشاعر أحمد شحادة بها وأخذ منها مفرداته التي تشبه أرضها الطيبة، وأسس لوناً جبلياً وساحلياً يشبه لون السنديان وسحر أوغاريت، فانطلقت أغانيه لتتخطى حدود المدى، وتدخل قلوب الناس لواقعيتها وصدقها وأكبر دليل على ذلك أن الشاعر أحمد شحادة لم يتعامل في بداياته مع نجوم كبار، إنما تعامل مع أصوات لم تكن معروفة، وصنع منهم نجوماً أمثال: بسام البيطار وعلي الديك والفنان وفيق حبيب وجلال حمادة وربيع حمدي وغيرهم كثيرين، ومن أغانيه المعروفة (الحاصودي ..عذاب الهوى.. راجع عالديرة.. ياحادي العيس.. تمشي الهوينا.. البنفسج.. دقوا المهباج.. اليعشق ما يخون .. خمس صبايا.. وا عيني.. عرج يا راعي.. أمّنتلك ليش تخون.. اللالا شمالا..) وكثير من الأغاني والعتابا التي تخطت حدود الوطن إلى كل جاليات العرب في العالم، فقدم لوحات من مفردات سورية الحبيبة تميزت بالصدق وتلونت بالشمس، ولقد غنى أغانيه نجومٌ عرب من سورية وخارجها، منهم ديانا حداد وعاصي الحلاني وأيمن زبيب وجورج وسوف وملحم زين… ومازال حارساً ومحارباً عن الأغنية السورية في وجه الفن الهابط الذي يتسلل الآن وبفعل فاعل من المتآمرين على ثقافة هذا البلد العظيم، إنه أحمد شحادة شاعر الليل والجبل كما لقب من قبل محبيه الصوت والكلمة الأصيلة والجريئة.
التقيناه مؤخراً ودار معه الحوار الآتي:
- هل غاب دور الفن الأصيل عن ساحاتنا الفنية وخاصة الغنائية؟
الفن الأصيل لم يغب في سورية، إنما غيّب قسراً بسبب تحكم عصابة من الهراطقة من أصحاب المطاعم، وأيضاً على المسارح بسبب المصالح المادية الدنيئة، الفن الأصيل في سورية مجبول بمفردات وأرض سورية بلد أول مخطوطة موسيقية على وجه الأرض، فهو موجود في قلوبنا ومرسوم في خواطرنا وسيبقى رغماً عن لقطاء الفن الذين يسرحون ويمرحون.
- ماذا عن الذين يطلقون عليه شعراً واستخداماته في الفن الهابط وكتّاب هذا الفن؟
أما بالنسبة لكلمات الأغاني الهابطة، ومن يكتبها من الجهلة والهابطين فهذا أخطر شيء يدمر فنّنا وتراثنا وعقول أطفالنا، هذا التخريب الثقافي للأجيال خطير. وعلى سبيل المثال لا الحصر ماذا نقول عن صاحب أغنية الجهل (لفلي حشيش) أو أغنية نطو جنو..أو أغنية عليت واحد واطي .. وأغنية أختك ياللي ببالي.. إن من يكتب هذه المفردات هو مجرم حقيقي بحق الفن ويجب أن يحاسب ومن يغنيها فهو خائن لتاريخ وأصالة سورية العظيمة وتراثها.
وأنا شخصياً بصفتي الشاعر أحمد شحادة أنا من أسس الأغنية الشعبية الساحلية أحارب هذا اللون الهابط وعصاباته منذ أكثر من عشرين سنة على الشاشات وعلى صفحتي الشخصية وعلى كل منبر، لكن اليد لوحدها لا تصفق، وقد كسبت الكثير من العداوات من الذين يخربون الفن السوري، وأنا غير منزعج لأن خسارتهم تعد ربحاً، لكن أوجه رسالة عتب واستياء من الرقابة الفنية في سورية الحبيبة وأقول أين أنتم مما يحدث على مسارحنا من مهازل؟
- ماذا عن شعرك وهل بالإمكان أن نخطف منك باقة شعرية؟
أقول للجميع لعلهم يتذكرون من نحن ومن هي سورية شعراً
من هون من عنا .. الحروف تتكنا.. ضحكة جبل من هون.. وبسمة بحر من هون .. روحوا اسألوا هالكون .. شمس الشرق منا.. روحوا اسألوا التاريخ .. الزهرة مع المريخ .. شب وطفل مع شيخ .. أقصى وحرم عنا .. روحوا اسألوا الطوفان .. نحنا إلن عنوان..نوح النبي لقمان .. عيسى ومعو حنا .. روحوا اسألوا هالكون شمس الشرق منا.
وشكراً لكم ولصحيفتكم الكريمة الأصيلة.
وفي النهاية أقولها عالية مدويةً: كما أن هناك مؤامرة على سورية وأرضها عسكرياً واقتصادياً ووجودياً عليها أيضاً أخطر من كل ما ذكرت مؤامرة على تاريخها وثقافتها وتراثها وفنها العظيم.
نرجس وطفة