الوحدة 25-5-2022
أم الطيور هي أيقونة سياحية خالصة، تقع هذه القرية على مسافة تقارب ٣٠ كم شمالي اللاذقية، يمتد شاطئ القرية مسافة نحو١٢ كم، الجزء الجنوبي منه رملي، وشماله حتى رأس البسيط صخري، لم تأخذ حقّها على الخارطة السياحية بالشكل المطلوب كغيرها من قرى وشواطئ البحر الأخرى، علماً أنها تمتلك أرضية سياحية خصبة يمكن أن تتربّع على عرشها أفضل الخدمات القادرة على الجذب السياحي، كما أنّها تتفرّد بطبيعة تحاكي البحر والجبل عبر طُرق صنعتها تضاريس غاية في الجمال والروعة، تنتشر فيها أنواع من أشجار الخرنوب والزيتون والبطم والغار، إضافة إلى غابات صنوبرية كانت تسيطر على جوانب طريقها الرئيسي لكنه كغيره من المناطق الأخرى طالته حرائق مجنونة أكلت خضار ورونق ما تفنّنت الطبيعة بصناعته من جمال وحلاوة المنظر. تنتشر فيها ظاهرة تربية الماعز، حيث تُعد تلك الجبال والسفوح القاسية ملعبهم الرسمي عبر أنواع كثيرة من المراعي الغنية، وعملت الحرائق على تعرية تلك التضاريس وصخورها الوعرة وما تمتلك من طبيعة غاية بالجمال، بعض سكّانها يعملون بالمجالات الزراعية المتنوّعة نظراً لملائمة تربتها الكثير من الزراعات، إضافة إلى مهنة الصيد البحري، حيث يجيدون فُنون الخروج إلى بحرها الغني الواسع وتعقّب أنواع مختلفة من الأسماك، كما أنّ البعض الآخر من سكّان أم الطيور غامر باستعمال ممتلكاته في صناعة السياحة المحلية، أسوة بأهالي المناطق السياحية الأخرى المجاورة، فاستعار أفكاراً ونماذج سياحية جاذبة وتفنّن بإنشاء شاليهات خاصّة تقيه عوز الحاجة بسبب البعد عن المدينة ومصادرها المعيشية، إضافة إلى وجود عدد من المبدعين بصناعة فطائر التنّور بأشكالها، وما لذّ وطاب من صناعات غذائية يدوية كانت خير ما يُقدّم لزوار تلك التحفة السياحية العفوية لتكون هذه الخدمات مدعاة عودة أخرى ومقصداً متكرراً للزوار والمصطافين المارّين من هناك.
سليمان حسين