هل تنجح عمليات التجميل.. بإصلاح ما أفسده الدهر؟!

الوحدة 23-5-2022

من يعرف حكم وأمثال جداتنا، يستطيع القول لهن : عذراً، فليست خلاصة تجاربكن في الحياة تنفع لكل زمان ومكان، ولم تعد أمثالكن تصلح لوقتنا الراهن.. إذ بات بمقدور العطار اليوم أن يصلح ما أفسده الدهر ، كما أن الحالة (حتى ولو كانت بتبكي) فهي لم تعد بحاجة إلى علبة مكي. فاليوم وفي عصر التقنيات التجميلية الحديثة، دخل عالم الجمال مرحلة من الإتقان والجودة في ظل الأجهزة الطبية ومستلزماتها من أدوات التجميل ووسائله المختلفة.  وبات لعمليات التجميل مجال واسع يطال حالات اضطرارية لمعالجة عيب أو تشوه أو أمراض ظاهرية عند شريحة كبيرة من أجيال متفاوتة في الأعمار . وبعيداً عن هذه الحالات، تقف بعض المبالغات من الإدمان على هذا النوع من العمليات دون أية ضرورة علاجية وحتى دون حاجة لها.كنوع من التقليد الأعمى لظواهر اجتماعية نستطيع أن نقول عنها: إنهامرضية وتندرج ضمن الهوس بالتشبه ببعض المشاهير والصرعات الحديثة. ” الوحدة ” قامت باستطلاع حول عمليات التجميل واتساع مدى انتشارها في عصرنا، خاصة بين السيدات، فكانت الآراء الآتية : السيدة ناديا الياس ، قالت : من أولويات المرأة في حياتها العملية والاجتماعية هو الاهتمام بمظهرها وشكلها الخارجي، وهذه طبيعة فطرية لدى النساء على مر العصور، وأنا مع هذا التوجه الجمالي إذا لم يصل إلى حد المبالغة والإفراط فيه، وقد تحتاج المرأة إلى بعض عمليات التجميل التي تساعدها في تحسين مظهرها، عندها يتوجب عليها اختيار ما يناسب مظهرها دون الابتعاد عن طبيعتها وبما يتناسب مع صفاتها ولا يشكل تنافراً مع هذه المواصفات. السيد نديم يوسف ، قال: للأسف بتنا نرى الكثير من التشوهات والمبالغات في عمليات التجميل التي نراها عند بعض النساء. فالميل إلى التشبه بالفنانات وغيرهن من المشاهير قد طغى على وجوه وأجساد بعض النساء وبشكل لا يراعي طبيعة المجتمع و البيئة، خاصة فيما يخص الوجه من – تشويه ولا أقول تجميل – كنفخ الشفاه والخدود ووشم الحواجب بطريقة مبالغ فيها. من الجميل أن تعتني المرأة بجمالها ومظهرها لكن بلمسات جمالية بسيطة تصحح عيوب وجهها أو جسدها، حتى لو اضطرت إلى اللجوء لعمليات تجميلية هدفها تحسين مظهرها وليس قلب معالمه ليتطابق مع مظهر فنانة أو عارضة أزياء تحاول تقليدها. السيدة بتول بدر ، قالت : أنا مع عمليات التجميل التي تؤمن للمرأة مظهراً لائقاً ومتناسقاً وتوفر وقتها وجهدها للحصول على هذا المظهر، فطبيعة عمل المرأة اليوم تحتم عليها الاهتمام بمظهرها، ولا بأس ببعض الإجراءات التي تختصر معها وقتها وجهدها لتبدو في أحسن حال. فأحياناً تكون العناية بالبشرة والحرص على عدم وجود التجاعيد فيها إحدى مقومات الجمال في الوجه وعندها لا مانع من اللجوء إلى الوسائل التجميلية كبديل لمكياج يومي يأخذ الكثير من الوقت والجهد. أخيراً نقول : لا بد أن تخضع العمليات التجميلية إلى نوع من الرقابة الصارمة من الجهات الطبية المعنية، فلقد انتشر هذا المصطلح بشكل واسع ليشمل أنواعاََ عديدة من العمليات التي تجرى بدون أي وجه علاجي أو تقويمي لتحسين حالة ما، بل وربما وصل الأمر إلى مبالغات فيما يطلب تطبيقه على الوجوه والأجساد وكذلك فيما يقوم به بعض الأطباء غير الاختصاصيين وبعض خبراء التجميل – كما يسمون أنفسهم – وهذا ما جنح بهذا الاختصاص الهام طبياً إلى مسارات بعيدة كل البعد عن الغايات المرجوة منه.

ريم ديب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار