الوحدة: 15-5-2022
ظاهرة انتشار الثوم وشقيقه البصل أخذت تغزو الأسواق والشوارع والحواري، باعة جوالون، كل يغني على ليلاه بمادة آنية غير قابلة للديمومة الطويلة، المادتان طريتان غضتان لكن تزينهم أسعار معقولة جداً بالنسبة لما تجود به الأسوق من مواد وخضراوت أخرى، تتراوح أسعاره ما بين ٧٠٠ ل.س إلى ١٣٠٠ ل.س للثوم و٥٠٠ ل.س للبصل، وهنا يقع على عاتق أصحاب الأسر شراء ما يكفي لعدة أيام فقط، لكن بيت القصيد سنجده بعد عدة أسابيع، هل ستتمكن العائلات من التحضير لشراء المادتين عندما تصبحان قابلتان للتخزين وتُصلبا على الجدران بجدائلها وضفائرها المعتادة، هل ستبقى الأسعار كما هي بعد نضوج تلك الرؤوس وأسنانها البيضاء المميّزة، كذلك البصل الذي لا زال غضاً طرياً لم تظهر عليه الدماء البيضاء الحارقة عند كسرها، وهذا يدل على أنه لازال كما يقال (فريك) يؤكل كما تؤكل حبة الخيار الطرية، الكميات الكبيرة من هذه المحاصيل كان بالإمكان التمهّل في قلعها، لكن سيدنا الفلاح النشيط أصبح هو الآخر يسعى كغيره من التجّار إلى استثمار محاصيله حتى على حساب النوعية والجودة من أجل الكسب السريع والسعي للحصول على سعر مناسب لمحصوله الضخم، إضافة إلى أن تربته ستستقبل مادة زراعية أخرى كالذرة أو البطاطا وغير ذلك من خيرات الصيف، علماً أن محاصيل الثوم والبصل قد تُساق كغيرها من المواد إلى الاستجرار المرغوب خارج البلاد، وهنا ستتربّع عليها أسعار خيالية كما حصل مع شقيقتهم البندورة، وبالنهاية سيقع المستهلك في دوّامة مجبولة بالندم، ولن ينجو من الخيارات المريرة، كأن يشتري الآن بسعر معقول ومادته غير قابلة للمكوث طويلاً أو ينتظر، فقد يصطدم بجدار الأسعار المخيفة لهذه المواد التي لن ترحم جيوب أحد عند نضوجها.
سليمان حسين