عزيز نصـّار ويوسف السكري في مناقشة «رسائل إلى أبي» للكاتبة كنينة دياب

العدد: 9318

الأحد-24-3-2019

 

ضمن برنامج مهارات الحياة، أقامت مديرية الثقافة باللاذقية وملتقى محبي الكتاب جلسة مناقشة للمجموعة القصصية (رسائل إلى أبي) للأديبة كنينة دياب قدّم لهذه الجلسة الأديب عزيز نصار عضو اتحاد الكتاب العرب والإعلامي في إذاعة دمشق منذ عام 1965 وكاتب الأطفال والصادر له عن وزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب خمسة عشر كتاباً، كما قدّم أيضاً لجلسة المناقشة هذه يوسف السكري الكاتب والشاعر والصحفي.
والمجموعة القصصية (رسائل إلى أبي) مجموعة قصص للناشئة تعالج فيها الكاتبة كنينة دياب حالات اجتماعية متنوعة بأسلوب يعتمد على السرد وببساطة متناهية.
والكاتبة المترجمة كنينة دياب حائزة على إجازة في الآداب، قسم اللغة الانكليزية، نالت عديداً من الأوسمة والجوائز عن أعمالها منها: شهادة تقدير من اتحاد الكتاب في رأس الخيمة وشهادة تقدير من النادي العربي الثقافي في الشارقة، ولها العديد من المؤلفات والترجمات.
وجاء في مناقشة المجموعة القصصية (رسائل إلى أبي) رأيان مهمّان كانت البداية مع الكاتب عزيز نصار حيث قال:
إن المجموعة تضم مجموعة من القيم أولاً لوحة حوراء: هي قضية إنسانية ووصف تفصيلي لجسد المريضة التي تأذت خلاياها وأعصاب النطق عندها وبالتدريب والإرادة تتحسن وتبرز موهبتها الغنية، وأما قصة نفق الأرانب: قيمة الاهتمام بالأرض والزراعة والعمل التعاوني مع الجمعية الفلاحية، وقصة همس الشجر: حوار بين الأشجار واستخدام الطرق العلمية في الزراعة، وأما قصة الشيخ الجليل الأبيض: عن سقوط الثلج والشمس التي تذيب تمثال الثلج الأبيض وكيف وصفته بالضيف الجليل ويضع أشكالاً جميلة لها قيمة فنية فيها اللهو والفرح والغناء.

وبالنسبة لقصة الصديق المزيف: اختيار الصديق الحقيقي قيمة الصداقة واضحة فيها.

وقصة رسائل إلى أبي: طفل يكتب رسائل إلى أبيه الغائب القيم: هي اهتمام بمشكلات الأسرة حين يغيب الأب وحرص الأم على الحفاظ على صورة الأب.
أما صالح وأهل الحي: حملت قيمة اجتناب الأذى وحرية رفض الانقياد،
ورواية (الصديقان) حول قيمة الصداقة والأسرة الواحدة جاءت حول تعاون الحيوانات ومحبتها، أما التأتأة: بالعلاج والتدريب والمحبة بيّنت الكاتبة كيف تغلب الصبي على مشكلة التأتأة، فالقيم بالمجموعة القصصية ككل: جاءت إيجابية تربوية هادفة، متنوعة، إنسانية اجتماعية، علمية والأسلوب سهل بسيط، مأنوس، جميل يلائم الأطفال واليافعين واللغة مستواها جيد، وفي الختام أثنى الكاتب عزيز نصار على جهود الكاتبة كنينة دياب.
أما مناقشة الكاتب يوسف السكري فقال فيها: كنينة دياب أديبة أنثى جاءتنا على جناح فراشة مضمّخة بأريج الزهور، تكريماً لمعاناة ومكابدة أطفالنا خلال الأعوام الثمانية المنصرمة…
وبيّن أن الكتابة للطفولة من أجمل وأمتع أنواع الكتابة وخاصة إذا حملت الصورة والإيقاع الموسيقي واللغة الجلية وتكون الفائدة التربوية أكثر انسيابية كلما نأت عن المباشرة والوعظ، والتقريع، من هنا انطلقت الأديبة كنينة دياب فكانت قصصها رشيقة، شيقة، مزركشة، والخطوط الطباعية كبيرة، والعبارات واضحة وتصميم الغلاف يتواءم مع المضمون، حبّذا لو أضافت بعض الصور المرافقة حتى ولو كانت للناشئة أو الكبار نظراً لأهمية الصورة، واللافت هو السعر الزهيد الرمزي للنسخة في ظل ارتفاع أسعار الورق والطباعة 130 ليرة.
فالأدب إنتاج إنساني يعكس تجربة حياتية فإما أن يكون ساحقاً جميلاً أو هابطاً قبيحاً، ومن المعيب تصنيفه بين أدب نسائي وأدب آخر للرجال، فالأنثى ليست قاصراً، فعلى المستوى الشخصي أرى أن غربة الكاتبة ووضعها الأسري، قد صقلت شخصيتها وجعلتها تعتمد على ذاتها في معظم أمورها، من هنا كانت لمحة الحزن والألم جليّة في فناء المجموعة القصصية من خلال لوحة حوراء – رسائل إلى أبي وتأتاة.
تقول الكاتبة لحواء قصة طويلة مع الظلم والألم، ويقول الشاعر الفرنسي لامارين: لا شعر بدون ألم، ويقول الأديب أوسكار وايلد: الألم يؤثر فينا ضعف ما تفعله اللذة،
فالقصة هي سيمفونية الحياة تهتز أوتارها صباح مساء فتشجعنا ألحانها حزناً قبل أن تغبطنا، والطفولة هي مرحلة الدهشة الأولى والرجعة إلى مسرح الطفولة هي ومضات تسطع في روح المبدع فتعيده إلى بداياته الأولى، إلى البراءة وكلما تقدم الإنسان بالعمر تنمو عنده مساحة الرؤية نتيجة التجارب والخبرات وهذا ما وجدناه عند الكاتبة.
كنينة دياب، وفي نهاية المناقشة ناقشت الكاتبة كنينة الملاحظات المطروحة وروت عليها تفصيلاً من روح كتاباتها وكما ناقشت عدد من الحضور بالمجموعة القصصية ليعطي ذلك للجلسة الأدبية غنى أكثر.

رواد حسن 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار