الوحدة : 30-1-2022
مازالت قضية شاليهات الأحلام قابعة في رفوف مدينة طرطوس تنتظر الإفراج عن هذا الموقع الآخاذ جنوب المدينة، وبين الملك العام والخاص وضياع المنفعة لسنوات طويلة ومع محاولة الاستيلاء والاستملاك الكامل للشاغرين، فرضت مدينة طرطوس رسوماً جديدة على الشاغرين منذ أكثر من عامين، لحين لحظهم بأبراج سياحية على الجهة المقابلة في الشريحة الأولى لمدينة عمريت السياحية، وفيما كانت مديرية الآثار قد أعلنت في وقت سابق عن تحرير الشريحة المذكورة، عاد الموضوع للتعثر والمماطلة، فيما نعيد السؤال ذاته: لماذا يتم تعطيل هذا الملف وكيف تمكن المعنيون من هدم فيلات ضاحية الفاضل بسرعة قياسية والتي كانت قد كلفت مبالغ طائلة ولم يسكنها أحد حتى!! في حين عجزت المجالس المتلاحقة عن حسم هذا الموضوع ليبقى من ضمن المواضيع العالقة والمعلقة كغيرها من ملفات المدينة ورغم تحريك محافظ طرطوس الحالي للأمر منذ سنوات، عاد الموضوع للتريث والاكتفاء بتعديل الرسوم السنوية التي ظلت ٢٠٠ ل.س لعشرات السنوات دون أن يلحظها ملاحظ .. نعيد طرح الموضوع من جديد بالتزامن مع خبر المديرية العامة للآثار والمتاحف في سورية والتي أشارت أن البعثة الأثرية السورية الروسية المشتركة، تتابع إجراء مسوحات أثرية بحرية لمحيط جزيرة ارواد والشواطئ المقابلة لمدينة طرطوس وعمريت، بهدف رصد وتوثيق المعالم والبقايا الأثرية الغارقة تحت الماء، بالإضافة لحطام السفن القديمة، وهنا نسأل: هل وصلت البعثة لجديد بخصوص الشريحة المطلوبة لتعويض شاغلي الأحلام، وهل ستتم إعادة الملف من جديد للضوء، فيما يتساءل بعض أهالي المحافظة: هل سيفوز نفوذ الشاغلين ويبقى الوضع على ما هو عليه، وماذا ستعوضهم المدينة أصلاً؟! أما المديرية العامة للآثار فأوضحت تعذر استكمال كامل خطة البعثة المشتركة للموسم الحالي بسبب الظروف الجوية القاسية، مشيرة أن أعمال البعثة تتضمن متابعة دراسة وتوثيق نتائج المسوحات الأولية التي تم رصدها في المواسم السابقة، باستثناء القيام بأعمال مسح ليزري ثلاثي الأبعاد ومسح تصويري لجزء من محيط جزيرة أرواد والسور الغربي الضخم بالإضافة للحجارة المتساقطة تحت الماء، كما تم مسح لمحيط الجزر الصغيرة والمجاورة لجزيرة أرواد من الجهة الجنوبية، وتابعت المديرية أنه على هامش عمل البعثة وبعد التنسيق المشترك بين الجانبين، تم إجراء مسح بواسطة الجيورادار لجزء من شاطئ موقع عمريت الأثري، بالإضافة للقيام بتوثيق ثلاثي الأبعاد لمجموعة من المباني الهامة القريبة من شاطئ مدينة طرطوس، التي تعود لفترة القرون الوسطى، تم اختيارها من قبل الجانب السوري كمبنى متحف طرطوس، وبعض أجزاء من مدينة طرطوس القديمة (الكنسية القديمة- الخندق مع السور شرقي والشمالي- وأجزاء من الأقبية الغربية للمدينة القديمة)، وذلك بهدف إنشاء نماذج رقمية ثلاثية الأبعاد، لإغناء ومتابعة البحث العلمي في المنطقة، حيث المديرية العامة للآثار والمتاحف لاحقاً بنشر نتائج عمل البعثة عند انتهاء الأعمال وتحليلها العلمي وفق الأصول، فيما نذكر هذه البعثة كانت قد بدأت عملها بأواخر عام 2019 بموجب اتفاقية مشتركة بين المديرية العامة للآثار والمتاحف وجامعة سيفاستوبول الروسية، وبمشاركة خبراء متخصصين من الجانبين، أما الشريحة الأولى في عمريت المقسمة لست شرائح فكانت أعمال التنقيب قد انتهت فيها منذ عام /2009/ ، وذكر وقتها أنه لا يوجد فيها سوى خزان صغير بقي في المكان، أما بخصوص منطقة (قرية عمريت السياحية)” فالشركة المستثمرة لهذا المشروع كانت قد قامت بتمويل أعمال تنقيب بعام ٢٠٢٠، لإعداد تقرير علمي يعرض على المجلس الأعلى للآثار بغية إعداد الخرائط والمخططات والأضابير الخاصة بالبنى التحتية والطريق المؤدي للمشروع، فيما لايزال المشروع متوقفاً أيضاً حتى اليوم.
رنا الحمدان