بين الشط والجبل …نصف الدفء أو أكثر

الوحدة 27-1-2022

كيف لهذه الذاكرة أن تضيق.. وكيف لأعمارنا أن تنكمش وتتسرب من بين أيدينا كحفنة رمل أو ضياء!

هل نوقد شمعة.. أم نلعن الظلام! لمن نهدي مقدمات كتبنا (إن بقيت) .. ولمن نكتب رسائل الحب والغفران.. وكيف لحبر سكب بماء القلب أن ينكسر!

بحزن نتفقد جيوبنا ونحن نصعد درج المنزل.. كيف استبدلنا وردة أو قصيدة كانت ترافقنا بحبة من دواء الضغط أو السكر.. ونبتسم بمرارة لأننا أصبحنا في عالم (الفيسبوك) كفأر وقع في المصيدة.. أين نحن من هذا الضجيج اليومي الذي يستهلكنا حتى الرمق الأخير.. أين نحن من شوارع الحلم الخلفية.. ومن أرصفة كانت تفضي الى دروب الياسمين!

غرباء نحن.. حتى عن تواريخ ميلادنا، وصورنا الشخصية، وأحلامنا الغارقة في حزنها حتى الشقاء.. غرباء عن رسائل الحب والحنين.. وعن شجرة توت كانت صديقة وكنا نقطف أرجوانها الساحر بيدين من لهفة وانتظار!

غرباء عن رغيف كان حكاية الصباح .. وصديق مخلص نقطع له أوتار القيثارة حزنا حين يغيب..

غرباء ولا شيء يبدد غربتنا سوى وجوه الأحبة الموشومة على جدار القلب.. وبقايا كلمات هي نصف الدفء أو أكثر!

منى كامل الأطرش

تصفح المزيد..
آخر الأخبار