الوحدة : 6-1-2022
تتحسس العين البشرية لموجات الضوء التي لا تقل عن 350 ولا تزيد عن 750 جزءاً من بليون من الأمتار الضوئية، حيث نتلقى هذه الموجات من مختلف المصادر كالشمس والمصابيح والأجهزة الإلكترونية، ويقال إن للضوء آثاراً نفسية وجسمية, وله تأثير على المردود اليومي للفرد، فكيف يحدث ذلك ؟ وما هي طبيعة هذا التأثير؟
يتكيف جسم الإنسان مع البيئة الخارجية بما فيها الضوء, حيث تلعب الغدة الصنوبرية دوراً مهماً في هذا التكيف, وهي تقع تحت سطح المخ, وعند قاعدته, وتفرز هرموناً يسمى ميلاتونين وتكون الإفرازات في الشتاء أكثر من الصيف, ويمكن قياس حساسية المرء للضوء من خلال كمية الهرمون المفرز، فكلما ازداد الهرمون أعطى الجسم إشارات لمرضى الكآبة فالإنسان مثلاً يشعر بضيق يشبه الكآبة عند الغروب, والسبب هو زيادة إفرازات تلك الغدة, وقد اتخذت طرق علاجية لمرضى الكآبة باستعمال نسبة عالية من الضوء تعادل عشرة أضعاف المستعمل في المكاتب، وعن علاقة الضوء بالسلوك أوضحت المهندسة بديعة علي ونوس أن للضوء تأثيراً على إنتاج الأفراد, وبموجب دراسة قام الدارسون فيها بمراقبة سلوكيات الأفراد تحت نسب مختلفة من الضوء فوجدوا أن إنتاج النساء يزداد عندما تكون هناك نسبة عالية من الضوء، كما أظهرت دراسة أخرى نتائج إيجابية على أداء الأفراد تحت ضوء الشمس, والسبب هو أن ضوء الشمس أكثر راحة للعين والجسم لهذا دأبت الشركات على صنع مصابيح تماثيل ضوء الشمس، لكن للضوء تأثيراً متبايناً على الأفراد في مختلف الأعمار، فالضوء الساطع أكثير تأثيراً على الأفراد في سن الخامسة والعشرين مقارنة بمن هم في سن الخامسة والأربعين، أما بالنسبة للأشعة الصادرة عن التلفاز والأجهزة المبرمجة التي تتميز بطول الموجات الضوئية فلها أثر كبير على أعصاب العين ويؤدي جلوس المرء أمام تلك الأجهزة فترة طويلة وبمسافة قصيرة إلى تشبع العين بهذه الأشعة, وعندما يغلق المرء عينيه يشعر بوجود هذه الأشعة التي تبقى فترة من الزمن ثم تتلاشى.
بقي للقول:
إن الضوء الخافت يضفي على المكان جواً من الشاعرية والتفاعلية لهذا نجد الأماكن الهادئة تستعمل الضوء الخافت, والذي يؤدي إلى إراحة الأعصاب, وبالتالي نجد الناس المتواجدين هناك يتكلمون بصوت منخفض كما أن وضع المصابيح على الحائط أو خلف الستائر يضفي على المكان الراحة والهدوء والشاعرية.
رفيدة يونس أحمد