الوحدة : 24-12-2021
بدأ الناس يتنفسون الصعداء الممزوج بالأمل، بعد أن أخذت ملامح سدودنا وشرايينها تغيّر ملامحها الجغرافية المصطنعة فتستعيد الغاية الكبرى والأسمى من إنشائها بين تلك الجبال والأودية المعطاء، عادت ترتسم تلك الخلجان والجُزر وتغطّي آثار الجفاف والشحّ على جوانب عطشى. عاد المطر لينعش أرواحاً ونفوساً ضاقت زرعاً من جفاف طال صيفه الحار الملتهب، أوعز لشبح الكوارث بالظهور من حرائق وعطش وجفاف عام، عاد ليحيي طبيعة فقدت دماءها لأيام وأشهر واضعة الأمل بعطاء الخالق ولو بعد حين، فسريان الحياة ضمن شرايين هذه الوديان وهب السدود العطشى أملاً بعودة التخزين والوفرة، لتعطي هذه الأمطار الغزيرة موعداً مع سنة خير وفصول فقيرة منتَظرة، فتسقي عطش أيام وليالٍ وترسم الأمل على محيّا فلاح فقد حيلته في الحياة الكريمة من خلال زراعات تعيله وعائلته على ضغوط الحياة وشقائها . أكبر سدود المحافظة سد ١٦ تشرين أخذ قسطاً كبيراً من عطاء الخالق فبدأت أوصاله وخلجانه بالظهور، يكتنز عبر شرايين وروافد ما فاض من عطش الأرض وما عليها، وعاد كذلك رافده الأبرز النهر الكبير الشمالي يختال بين طبيعة غنّاء ليستقر بحضن هذا السد العريق ويعلن موسماً مبشّراً بالخير لتجمعات سكّانية هو معيلها الأوحد سواء بزراعات متنوّعة أو من خلال الجلوس على شواطئه لساعات بانتظار رعشة سنارة من سمكة تائهة . وكل ذلك ينطبق على سد بلّلوران الذي أعلن هو الآخر عودة الحياة ورونق السياحة إلى ضِفافه التي وصلت إلى حدود الخجل من سوّاح وزوّار هو مقصدهم يقدّم لهم طاقة من الأمل وعذوبة الحياة داخل جسده وتعرّجات حوافه الحنونة على غابات صنوبرية كسرت ألسنة النيران نضارتها، ليعيد فصل الشتاء ما فقدته الطبيعة من ملامح نضرة وبساط بألوان الحياة والاستمرارية .
سليمان حسين