الوحدة 21-7-2021
الراحة والأمان اللذان يوفرهما القطار لركابه والسرعة في الوصول تقابله مسؤولية كبيرة يتحمل أعباءها أشخاص مجهولون، ليسير القطار بسرعة كبيرة مما يجعله عرضة للأخطار لأنه يتقيد بأماكن محددة للوقوف فيها، وقد يتعرض في بعض الأحيان للحوادث والاصطدام والدهس.. ذلك الشخص الخفي الذي يمتلك قلباً من حديد يقود قطاراً ذهبياً ليقطع طريقاً مرسوماً كالشهاب، لعل كل ما يخوضه من حروب داخلية ونفسية لا يدركه إلا سائق القطار ومعاونوه والعاملون معه.
أثناء تجول الوحدة في محطة القطار التقت أحد سائقيه الذي تحدث بأن مهنة قيادة القطار تعد من المهن الخطرة جداً، ناهيك عن ذلك الضجيج الصاخب الذي يؤثر سلباً على الجملة العصبية والسمع، فضلاً عن الرعب والخوف اللذين يتعرض لهما السائق أثناء المفاجآت الحرجة من حوادث خارجة عن قدرته وغيرها، وما تسببه هذه الأمور من أمراض كالسكري والقلق النفسي والضغط الذي يواجهه السائق أثناء عمله.
إضافة إلى تحمل مسؤولية البضائع والحمولات، وأكثر ما يؤلم عند التعرض لحوادث دهس الأمر الذي يجعله عرضة للملاحقة القضائية والتحقيق لعشرة أيام، فهل يأخذ التعويض والأجر الجدير به؟!
السائق جودت حمود من محافظة طرطوس قال: إن المهمة التي يأخذها سائقو القطار ومعاونوهم ورؤساء القطار والمرافقون والراتب التعويضي الخاص بأذونات السفر يتم صرفه على أساس الراتب الذي قيمته للفئة الثانية في سنة ٢٠١٢ وهي ١٩٨٠ ليرة فقط وإلى هذا الوقت لم يتم تعديل قيمة التعويض مع العلم بأن الرواتب ارتفعت، والقطار قيمته المادية كبيرة جداً وكذلك مردوده لاحتوائه على البضائع والشحونات التي ينقلها، ومع العلم أيضاً بأن سائق القطار يتعرض للمخاطر من جراء عمله كالحوادث والدهس والمساءلة القانونية والتوقيف، مما يرغمه على دفع تكاليف باهظة أكتر مما يتقاضاه وكل هذا يقع على عاتقه. بطبيعة عمله وحسب قانون رقم /٥٠ / تعد طبيعة عمل السائق ومعاونيه من الأعمال الخطرة، وحسب القرار الذي أقره وزير العمل السابق الأستاذ عبد الله الخلف باعتماد الأعمال الشاقة والخطرة بالمرسوم رقم /٣٤٦/لعام ٢٠٠٦ حصراً يتضمن نصه الآليات الثقيلة والقطارات حيث يبلغ وزن الرأس ١٢٠ طناً ويصل وزن القطار ٢٠٠٠ طن ومع ذلك لا يأخذ عامل القطار والسائق طبيعة عمله حيث يصرف له ٣٠٠ ليرة وبعد الحسومات ٢٨٠ ليرة.
وبالختام هذا حالهم فهل سيصل صوت هؤلاء العمال لينالوا جزءاً بسيطاً من الجهد والعمل الذي يقومون به..؟!
بتول سلامة