الوحدة 17-4-2021
هي معادلة الحب الأزلي بين العاشق ومعشوقته، في أوج تجلياتها أو تمظهراتها المكتظة بالدهشة والإثارة والجمال، عكسها (نزار..)
حين هتف بأذن شامه:
وددت لو زرعوني فيك مئذنة.. أو علقوني على الأبواب قنديلاً..!
هي الشام المتواشجة بين مآذنها وكنائسها وقاسيونها وياسمينها ونبيذها..
هي المرأة المعشوقة التي تهتف باسم الحب العابر للأبجدية والقصائد الباقية بلا نهايات..
ربما كان حلم الذين شربوا من مائها وتنفسوا هواءها وابتعدوا عنها أن يعودوا إليها إن لم يكن من أجل إعادة ما انقطع من عشقهم لحجارتها وأرصفتها فمن أجل أن يضمهم ترابها..
قناديلها لم تخيب يوماً ظنّ عشاقها ولا شوارعها المزروعة بالمواويل والقصائد ووقع خطى العشاق التي تموت كل يوم لتعود وتولد من جديد..
هي الشام الحيّة أبداً..
معشوقة نزار وشامة قصائده ونبضه وبقية الهواء الذي يملأ صدره ورئتيه:
يا شام، يا شامة الدنيا ووردتها.. يامن بحسنك أوجعتِ الأزاميلا..
يا شام إن كنت أخفي ما أكابده.. فأجمل الحب حب بعد ما قيلا..!
أيها العاشق المدله بحبي..
كم أنا جديرة بحبك..
ولغتك..
وعبقريتك..
تهمس الشام بأذن نزارها..
وتخرج من جعبتها دفاتر عشاقها الكثر وتتلو على مسامعه ما تيسر لها من احتراقات أيامهم ولياليهم التي لا تنتهي..
تدور بنا الأيام.. تتلعثم خطواتنا.. تضيعنا الأرصفة والساحات وتحاول المدن الكبيرة البعيدة أن تشوش على رؤيتنا..
لكن البوصلة ما ضيعت يوماً خرائطها..
ولا القلب غير نشيده الوطني..
ولا الدماء غيرت لونها..
أو هويتها الشامية المتجذرة عميقاً في أضلاع التاريخ..
والزمن الآتي..
مع إشراقة شمس جديدة..
ومتجددة أبداً..
أيها الرجل الذي بنيت جمهوريتك من حلو الكلام..
كن سعيداً حيث أنت..
فلا زالت شامك جميلة كما أردت..
وفي السماء لازالت الشمس تزاول عشقها للسماء..!
د. رفيف هلال