الوحدة 17-4-2021
هو الأغرّ في تتالي الزمن، الأغلى في مضمونه، يومٌ مبارك خطّته دماء كوّنتها العزّة، تدفّقت في شرايين وطن يأبى المهانة، ويرفض إلا العيش سيّداً..
(هو الدنيا وزهوتها)، هو اللبنة الأساسية التي شمخ فوقها بناء الوطن المنيع، المحصّن بأبنائه..
للجلاء، في كلّ لحظة، ولرجال صنعوه وخطّوه بإرادةٍ لا تقهر، تنحني الهامات فخراً واعتزازاً، تواصل كتابة التاريخ وقد حاولت قوى الشرّ إعادتنا إلى ما دون الصفر، لكن هيهات.. هذا بلد الشمس، مصنع الرجال الحقيقيين، الرجال الذين يأبون الخنوع، ويرخصون في سبيل عزّة بلدهم وكرامة أهلهم وناسهم كلّ غالٍ ونفيس..
يتساءل العالم بدهشة، كيف لبلد (صغير) مثل سورية أن يصمد كلّ هذه السنوات في وجه العالم بمعظمه، وبكل ما أوتي من علم وتطور وآليات عسكرية وإعلامية، وكيف له أن يبقى متمسكاً بسيادته وبقراره، والجواب يعرفه طالب لصف الأول الابتدائي: (الشهادة قيمة القيم وذمّة الذمم)، وما غيرها أو دونها تفاصيل..
في محراب الجلاء العظيم، نقف بكلّ الاحترام والتقدير أمام رحلة تاريخ صنعه السوريون بأنفسهم ولأنفسهم، وحصّنوه بكلّ ما استوجبّ الواجب من تضحيات وعمل، ودافعوا عنه بوجه كل الطغيان وأدواته، فاستحق السوريون أن يكونوا درّة البشرية قولاً وفعلاً..
قبل 2011، وحين بدأت سورية رحلة تطوير مذهلة، بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد، ودخلت مرحلة التحديث والتطوير، وامتلكت المعرفة وتقنياتها، لم يرق هذا الأمر لأعداء البلد، فشغّلوا ادواتهم بالداخل، وأمدّوها بدعم لا منقطع، وحشدوا كل قوّته الإجرامية لإخضاع سورية لمشيئتهم، وظنّوا أن (المعركة) بضعة أيام، ويُشطب اسم سورية عن لائحة الحياة..
ألبسوا حربهم على بلدنا الحبيب كل أشكال القسوة، تجاوزوا حدود الإنسانية، قتلوا وهجّروا، وجوّعوا، وحاولوا اختلاق الفتن، وتركيب الأضاليل، وزحفوا تحت شعارات مضللة، مستغلين كل ما أتيح لهم، فكان الردّ بالدم، وبالصبر، وبالإيمان المطلق بالله وبالوطن..
صمدت سورية، ودافعت عن وجودها وعن كرامة أبنائها، وحشدت البندقية والمعول، وخاضت معركة الوجود بشقيها العسكري والحياتي، وانتصرت، وكلّ ما هو قادم سيعزز انتصارها..
لسورية العزّة والفخار، ولأبنائها السؤدد وكريم الحياة، و لقائدها البشّار كل المحبة والولاء، ولرجال الجيش العربي السوري السلام، والإجلال لكلّ نقطة دم أريقت دفاعاً عن بلد الشمس، وإنّا لمنتصرون دائماً بإذن الله.
غانم محمد