الوحدة 11-4-2021
في يومياتنا الحياتية نسمعُ شكوى معاشية هناك، وضجر من سوءِ حالٍ عندَ آخر، وتململ من ما لازمَ أمورنا الاقتصادية بالدرجة الأولى من عقباتٍ بلغَ الحدُ معها عدمُ القدرة الشرائية كما كانَ قبلَ الحربِ وأزماتها الاجتماعية والفكرية والتربوية والاقتصادية التي ننوءُ تحتَ ثقلِ عجلاتها المتسارعة بلا رحمة في ظلِ الانفلاتِ في الأسواقِ الذي نعاني منهُ أشدُ المعاناة، فالسلعةُ في مكان غيرُ سعرها في مكانٍ آخر، وذلكَ يرفعُ السعرَ، والآخرُ يتأخرُ برفعهِ بفارقٍ بسيط مع أنَ البضاعةَ قديمةٌ وكانت مكدسةٌ في مخازنِ المحلاتِ، وتم شرائها قبلَ ارتفاعها، لكنَ العجبَ العجاب بأنهُ لا أحدَ يعترفُ بذلكَ من الباعة ضارباً عرض الحائط بالمعايير والأعراف والخجل،
فأصبحت الأزمة مرتعاً لثراءِ التجارِ على حسابِ المواطنِ الذي اصبحَ لاحول ولا قوة لهُ سوى بالاضطرارِ لشراءِ الموادِ الأساسيةِ التي لا يستطيعُ العيشَ بدونها، أنَ الحربَ بمفرزاتها الخطيرة انعكست على النفوسِ، وهدمت قيماً كثيرةً، حيثُ ننامُ على سعرٍ معينٍ لسلعٍ ضروريةٍ ونستيقظُ على سعرٍ جديدٍ وبفارقٍ ليسَ بالبسيط.
أصبح الأغلبيةُ يعاني ولكنَ التفاؤلَ بحلولٍ عاجلةٍ وجذريةٍ قائمٌ بالنفوس، لأنَ الشعبَ الذي صبرَ على ويلاتِ الحربِ وملحقاتها المتلاحقة لديهِ اليقينُ بأنهُ يستحقُ الأفضلَ في قادماتِ الأيامِ، ولتعلم الأجيالُ الحالية بأنَ وجهَ سورية ليسَ كما يرونهُ حالياً بل هوَ وجهٌ أصيلٌ كانَ سكانهُ مربعاً للشهامةِ والأصالةِ والكرمِ وما يزالون رغمَ ضعافِ النفوسِ، فالسلعُ الأساسيةُ والأدويةُ ومصادر الطاقة والطبابة والتعليم كانت قبلَ الأزمةِ متوافرةٌ بكمياتٍ كافيةٍ وبأسعارٍ رمزيةٍ أو دونَ مقابلٍ، وكانت سورية بسببِ رخصِ منتجاتها وجودةِ صناعاتها الاستهلاكيةِ وعراقةِ تاريخها، قبلةً لملايينِ السياحِ سنوياً والذينَ كانوا لوحدهم قوةً للاقتصادِ، اليومُ السلعُ نادرةٌ بطوابيرَ طويلةٍ يومياً للحصولِ على القليلِ المتوفرِ منها بسببِ تدميرِ المصانع والحقولِ وتدهورِ الزراعةِ ووطأةُ العقوباتِ الغربيةِ على التجارةِ السوريةِ وجشع التجارِ، والمواطنُ ضائعٌ بينَ تلكَ الظروفِ.
تيماء عزيز نصار