الوحدة: 9-4-2021
(في البدء كانت الكلمة) و ستبقى كلمة محبّة و سلام بين البشر.
و الكلمة مثل الرّصاصة لا يمكن استردادها. كم من كلمة غير ذات طيب أدمت قلوباً و أولغت فيها عميقاً.
و كم من كلمة أخرى أثلجت صدوراً، و شفت دهراً من الوجع. هي حروف تكتنف سفراً من المعاني، لتكون ربيعاً من الفرح أو شتاء من الألم.
تصرع صاحبها أو ربّما غيره أحايين، أو تهدي إكسير الحياة حيناً آخر.
هي دعوة طيّبة،
خالصة لوجه الإنسانيّة أن نتّقي السّلام في كلّ قول، فتشرق معها أرواحنا محبّة و طمأنينة للآخرين. فما كانت الكلمة هي البدء إلّا فطرة الوجود الرّاقية..
هو خلقُ الإنسان جاء (في أحسن تقويم)، أهداه الله كلّ شيء جميل و راق، فكيف به يفتك بحروفه ذات اليمين و ذات الشّمال بدم بارد؟! (مصرع المرء بين فكّيه)، و كم من وجه حسن قبّحه لسانه الموغل في الشّرور، فلا يسلم المرء من لسانه قبل يده.
هي دعوة خالصة إلى نطق أبجديّة الحبّ و السّلام بعيداً عن أيّ قول يخدش مشاعر الآخرين أو يستبدّ بأرواحهم وجعاً.
لننبس ببنات شفاهنا محبة لا كرهاً.. نكون مفوّهين بحروف مترفة بالحنان و السّكينة، أو لنصمت اتقاء هدر أحاسيس البشر.. نظرائنا في الخلق و الإنسانيّة.
في زمن كثرت فيه المحن و الأوجاع أصبح لزاماً علينا أن ننثر عبير كلامنا في كلّ صوب، أن تلهج ألسنتنا بكلّ ما يجبر خواطر البشر و يخففّ عن أرواحهم ما تكابده من حزن بكرة و عشيّاً.
المحبّة فطرة الخلق و غايته فلنبق على عهدها بكلّ ما أوتينا من رأفة و رحمة و قلوب مشرقة. المحبّة كلّ المحبّة للقلوب النّابضة بنور الحبّ و الرّحمة.
لتدوم مواسم الحياة في ربوعنا فرحاً،ليغادر الوجع صدر هذي الأرض و لتبق كلمتنا في كل مقام و حين برداً و سلاماً.
نور محمد حاتم