الوحدة 18-2-2021
مدلّهاً بالحنين مشيت دربي، كانت الغصون تشقُّ للخطا، وكان خطوي يرنو والنور لتعانق لون الشفق، في حين أخذت زنابق الغروب تُلقي بانحناءاتها فوق تعاشيب تناثر عشقها عبر المدى السفوح على مدِّ الرؤيا.
×××
خيوط أوائل الفجر بدأت تفتِّق أكمامها وتهلُّ لأوّل ضوء راح يتضوّع على جبين الصباح آهٍ.. كم عذّبني قلقي؟ ولكي أستريح رحت أطلق التواشيح والأحلام والأماني، وأتظلّل بحبّات المطر. وفي ذهابي والإياب كنت أرى كل ما يعبرني جميلاً كبدايات الصباح في شتاءات ممطرة، فرحت أكبُّ قصائدي مسروجة بالتشوق ومسكونةً برحيق الطهر وماء الحب.
×××
وحين عرّج طيفك.. امتلأ الفجر بوروده، وأحسست بالزمن يورق بين أصابعي ورأيت كيف راحت النجوم تتهادى سكرى الدلِّ لتملأ خوابي الروح بماء الرجاء، وأخذ حبك ينمو ويورق في دمي مساكب من نرجسات وأقاحي ووعود حالمة.
×××
هسيس حروفي في لجة من بهاء، ويراود وجعاً مخملياً يرتمي في حضن صفصافةٍ نشاكس الفضاء، وتمتطي أحصنة من كلام ما كاد يشتعل حتى فاض النبع بحزنه وألقى بقلقه على شغب السواقي ثم استوى من حيث لم يشأ في البحر المحيط.
×××
خادعٌ أنت يا عمر.. ترتدي ثوباً من رماد حتى إذا ما اطمأن لك العيش هاجت رياحك تلسع في ليالينا وتوردنا الهلاك.
×××
عمري وجهٌ كالحٌ مسروج القباب تصهل مشكاته في سرّة الليل، وعوائل من نادبات السنين يسقطن في وهاد الظن، وقد تضرّجن بالخيبات، وامتلأن بغبار الأحلام الذي بددها سعال أيام راحت تتآكل فيما بينها ثم تتبدد في الغمام.
سيف الدين راعي