المدارس المستأجرة تشكل هاجساً يؤرق التلاميذ والمدرسين وتفتقد لأدنى مقومات البيئة التعليمية

الوحدة : 3-12-2020

باتت المدارس المستأجرة في ريف الحفة تشكل هاجساً يؤرق الطلاب وأهاليهم وحتى المدرسين، خاصة في ظل افتقارها لأدنى مقومات البيئة التعليمة متمثلة في نقص وسائل التدفئة ومياه الشرب ووجود حاجة ماسة  لصيانة ترميم هذه الأبنية وأثاثها المدرسي بالكامل كما أن البعض منها يفتقد لأدنى مقومات استمرار العملية التعليمية ومن خلال تقريرنا هذا حاولنا تسليط الضوء على واقع هذه المدارس خاصة أنها تقع في المناطق الباردة من الريف، وذلك انطلاقاً من حرصنا على صحة التلاميذ ومدى توفر الأجواء الصحية والمريحة، وتسليط الضوء على ما يكابده الطلاب ومدرسيهم خاصة خلال فصل الشتاء من معاناة، ومدى توفر وسائل التدفئة ومخصصاتها ضمن هذه المدارس، فكانت الوقفة الأولى في مدرسة بيادر الدرى (مدرسة الشهيد فراس المهر) حلقة أولى، والتي تجلت المعاناة في أبهى صورها في ظل النوافذ والأبواب  المكسرة والمياه المتسربة شتاء من النوافذ والجدران بالإضافة إلى قدم وسائل التدفئة وعدم صلاحيتها للاستخدام، إلى جانب ذلك أن المبنى المدرسي أصبح متهالكاً وآيلاً للسقوط وهذه الصورة تعكس مدى إهمال القطاع التربوي لهذه المدارس.

وفي لقائنا مع مديرة المدرسة الآنسة ليزا المهر أكدت أن واقع المدرسة سيئ من جميع النواحي، ولدى سؤالنا حول استلامها مخصصات المدرسة من مادة التدفئة فأشارت إلى أنه تم تزويد المدرسة بمخصصاتها من مادة المازوت بمقدار 100 لتر لكل مدفأة ولكن ما جدوى ذلك في ظل وجود مدافئ لا تعمل معربة عن حاجة المدرسة لست مدافئ وأضافت بأنه لا يوجد زجاج على النوافذ فاضطررنا لوضع قطع من النايلون على كافة نوافذ المدرسة لدرء الرياح والبرد والأكثر من ذلك أن جدران المدرسة متصدعة، وتتسرب مياه الأمطار من الجدران والنوافذ وتتحول القاعات الصفية إلى برك ماء فيضطر الأطفال لرفع أقدامهم على العوارض الحديدية ضمن المقاعد لمتابعة الحصص الدرسية، ناهيك عن الأبواب المكسرة وغياب دورات المياه، وأضافت بأن الأطفال ضمن القاعات الصفية معرضون للخطر نتيجة تساقط بعض القطع الإسمنتية من السقوف، مضيفة كيف سينعم الأطفال بالأجواء الدافئة والمريحة في ظل هذه المعاناة وبشكل يؤثر على تحصيلهم العلمي والمعرفي وخاصة أننا أمام أشهر البرد القارس وهذا الحال يتكرر كل عام رغم أننا طالبنا مراراً وتكراراً دون أن نلقى آذاناً صاغية.

أما  مدرسة شبلو الابتدائية التابعة لناحية المزيرعة ليست بأفضل حالا من سابقتها فقد اشتكى الأهالي والمدرسون من الواقع التعليمي المترد والذي يتم في منازل ريفية قديمة مستأجرة،  واقع تعليمي محفوف بالمخاطر في ظل غياب الكهرباء والمياه والنوافذ وانعدام التهوية الجيدة ضمن القاعات الصفية فالأطفال يتلقون الدروس في قاعات صفية مظلمة وخلال لقائنا مديرة المدرسة قالت المدرسة تقع في جناحين مستأجرين مؤلفة من ست قاعات صفية تفتقد إلى النوافذ والكهرباء بالإضافة إلى عدم توفر المياه، ودورات المياه غير صالحة للاستخدام، وأضافت: يعاني الأطفال من الظلمة ضمن القاعات الصفية خاصة في فصل الشتاء فقد  عمدنا إلى وضع ألواح خشبية على جميع النوافذ لحماية الأطفال من البرد والأمطار كما أنه تربط بين جناحي المدرسة  باحة ترابية غير مسورة مما يشكل عبئاً على التلاميذ ويعرضهم للخطر خاصة أن المدرسة تقع على طريق عام، وأشارت إلى أنه تم إعلام الأبنية المدرسية بصورة الوضع دون جدوى وختمت عن حاجة المدرسة إلى أثاث مدرسي ومدافئ بالإضافة إلى وجود نقص بالكادر التدريسي من اختصاص رياضيات ولغة عربية.

من جانبه مدير مدرسة بيرين الابتدائية الأستاذ مروان سلهب يؤكد استلام مخصصات التدفئة من مادة المازوت لكن نقص المدافئ  وقدم الموجود منها لن يجعل الأطفال ينعمون بالدفء كما يجب وتحدث الأستاذ مروان عن واقع هذه المدرسة بأنها تتألف من جزءين، جزء مستملك من قبل مديرية التربية مؤلف من إدارة وروضة وغرفتين صفيتين بالإضافة إلى ثلاث كتل مستأجرة ومتباعدة عن بعضها بما يعادل 100م كل كتلة عن الأخرى، وأضاف يقع قسم من المدرسة على طريق عام صلنفة والقسمين الأخرين يقعان على شارع تنظيمي فرعي داخل القرية من دون ساحة أو حماية للتلاميذ وبالتالي هناك صعوبات جمة من خلال الإشراف على التلاميذ فالتلاميذ لا يجدون مكاناً للراحة سوى الشارع لذلك نجد صعوبة في الإشراف على التلاميذ خاصة بعد تعرض أحد أطفال المدرسة منذ عامين لحادث سير وتوفي على أثره  ، كما  أن الغرف الصفية صغيرة جدا وغير مهيئة بأبعاد لا تترواح 2×3م ، بالإضافة إلى أن الإنارة والتهوية سيئة جداً وتكاد تكون معدومة خاصة خلال فصل الشتاء، وأضاف هناك قاعات صفية لا تدخلها الشمس مما يؤثر على صحة التلاميذ .وبين سلهب بأن المدرسة بحاجة ماسة لأعمال صيانة للأبواب والنوافذ والمقاعد بالإضافة إلى وجود حاجة لتأهيل دورات المياه ووضعها بالاستخدام وخاصة في ظل انتشار وباء كورونا، ووجود حاجة إلى المدافئ وملحقاتها.

وفي الختام تجدر الإشارة إلى أن جميع الحلول الإسعافية باتت غير مجدية ولا تأتي بنتيجة في ظل الواقع السيئ والمتردي لهذه المدارس، وعلى الرغم من وجود أراض مستملكة لصالح مديرية التربية في هذه المناطق، لذلك فالحل يتجسد في الإسراع ببناء مدارس جديدة توفر البيئة التعليمية المناسبة لطلاب هذه المدارس.

داليا حسن

تصفح المزيد..
آخر الأخبار