مركز الأبحاث العامة للثروة السمكية في مصب السن… جهود خفية وتحدٍّ لصعوبات العمل

الوحدة 2-12-2020

 

بظروف عمل تحتاج إلى الدقة ولتواجد شبه دائم في فترات معينة يقوم مركز الأبحاث العامة للثروة السمكية في مصب السن بمهامه، وينجز ما هو مطلوب منه…

 الوحدة زارت المركز والتقت مدير المركز المهندس عمار علي  الذي بيّن أن المركز تابع للهيئة العامة للثروة السمكية والتي تقع إدارتها العامة في جبلة وكان المركز في البداية عبارة عن مزرعة لتربية أسماك المياه العذبة تدعى مزرعة مصب السن حيث كانت الهيئة في وقتها مؤسسة إنتاجية تحولت بالقانون 31 تاريخ 14- 12 – 2008 من مؤسسة اقتصادية ذات طابع إنتاجي إلى هيئة إدارية ذات طابع خدمي بحثي وتحولت المزرعة لمركز أبحاث، وعملنا في مركز الأبحاث ينقسم إلى شقين رئيسين، أولاً عمليه التفريخ وإكثار للأسماك الموجودة لدينا بهدف تأمين اصبعيات الأسماك للأخوة المربين، وثانياً تنفيذ التجارب التي يتم وضعها بالهيئة للوصول إلى نتائج يتم تعميمها على المربين والمستثمرين في هذا المجال، بالإضافة إلى مهمة أخرى للهيئة العامة للثروة السمكية وهي استزراع وإعمار المسطحات المائية وفق خطة سنوية بإصبعيات الكارب والمشط  في السدود والبحيرات غير المستخدمة لمياه الشرب حيث تتم عملية استزراع الإصبعيات فيها بالمجان وتشرف على حمايتها نقاط المراقبة التابعة للهيئة والموجودة في هذه المناطق، أيضاً نقوم بعمل تجارب على عده خلطات علفية لنصل إلى أفضل خلطة علفية بأرخص ثمن وأعلى مردودية وتقدم النتائج للمربين، كذلك نقدم الاصبعيات للمستثمرين أو المربيين بأسعار مناسبة و بأجور نقل رمزية، وفي هذا العام تم توزيع منحة مجانية عبارة عن 95 ألف إصبعية كارب عام للأهالي في ست محافظات بعد موافقة رئاسة مجلس الوزراء وهي (ريف دمشق- حماة- حمص- طرطوس- اللاذقية- القنيطرة) تحت اسم مزرعة أسرية شرط أن يكون مساحة البركة أقل من 250متراً بهدف دعم الأسر، كما قامت الهيئة بتأمين ما يقارب 890 ألف إصبعية كارب عام ومشط للمربين أصحاب المزارع المرخصة ومستثمري السدود، إضافة لاستزراع 200 ألف إصبعية مشط في المسطحات المائية.

 وبالنسبة لمنتجات الهيئة فهي عبارة عن فائض التجارب التي تنفذ في مركز الأبحاث ومزرعة 16 تشرين  وخلال السنوات الثلاث الماضية كان يتم تسويقه بالتعاقد مع المؤسسة السورية للتجارة بالإضافة لبيع جزء منه في منافذ خاصة لنا والموجودة في جسر حريصون– جبلة – اللاذقية – مزرعة سد 16تشرين وبأسعار منافسة للسوق ويتم البيع غالباً من شهر تشرين الأول ويستمر حتى نهاية العام وهذا العام سيتم بيع كامل الإنتاج في المنافذ السابقة بأسعار منافسة ومناسبة، وعن أقسام المركز قال: يتكون المركز من قسم كبير من الأحواض الترابية التي تستخدم في عمليات تفريخ وتربية أسماك المياه العذبة كما أنشئت مزرعة لتربية أسماك المياه البحرية سميت التجربة  البحثية لإنتاج الأسماك البحرية، وهناك قسم ضمن المياه العذبة مخصص لإنتاج أسماك المشط وحيد الجنس ويوجد أيضاً معمل  للأعلاف بالإضافة إلى صالة التفريخ الصناعي وهي من المشاريع المنفذة عام 2018 أيضاً هناك بناء مجفف الأسماك وجهز في العام 2019.

في البداية حدثنا عن مزرعة المياه العذبة ونظام التربية فيه هو نظام التربية الواسعة مع التعليف والأنواع الرئيسية التي نقوم بتربيتها هي أسماك المشط والكارب وإنتاجية هذا النظام من 4 إلى 8 أطنان/الهكتار بالنسبة للكارب ومن15 إلى 20 طناً بالنسبة للمشط وهذان النوعان هم من أكثر أسماك المياه العذبة تربية في هذا النظام، وأضاف: أسماك الكارب والمشط تربى في المياه العذبة الدافئة وتنمو وتتكاثر بدرجة حرارة تفوق 18 مئوية وبالنسبة لأسماك المشط فإن السلالة التي كانت منتشرة وتربى في سورية هي المشط الأزرق حيث قامت الهيئة منذ عدة سنوات بإدخال سلالة المشط النيلي لتربيتها وإجراء التجارب عليها وأسماك المشط بشكل عام حساسة لانخفاض درجات الحرارة وتتعرض للنفوق تحت درجة 15 مئوية ولكنها تتحمل ارتفاع درجة الحرارة حتى 40 مئوية ومن سلبياتها هي التفريخ العشوائي ضمن أحواض التربية لأنها تقوم بالتكاثر من 3-5 مرات بموسم النمو الواحد والذي يكون من 6 إلى 7 شهور مما يسبب نقص بالأكسجين المنحل وزيادة في استهلاك العلف مع العلم أن عمليات التربية تبدأ مع بداية فصل الربيع عند ارتفاع درجه الحرارة فوق 18 درجة ويبلغ الوزن التسويقي لسمك المشط فوق ال 100 جرام كسمكة مائدة ولكن الوزن المرغوب فيه هو ما فوق ال 200 غرام, أما بالنسبة للكارب العام فهو على عكس أسماك المشط فهو يتحمل انخفاض درجات الحرارة اكثر من أسماك المشط حتى 3 إلى 4 مئوية وأقل تحملاً لارتفاعها فهي تتحمل حتى 33 إلى 34 مئوية وبعد ذلك هي معرضه للنفوق كما  أنها تتكاثر لمرة واحدة في العام و يبلغ الوزن التسويقي لأسماك الكارب فوق 350 غراماً، ثم تحدث عن أعلاف الأسماك قائلاً: من حيث الشكل هي شبيهة بأعلاف الدواجن والأبقار ولكن تختلف من حيث المضمون والتركيب فالأسماك تحتاج إلى أعلاف نسبة البروتين فيها مرتفعة وقد تصل نسبة البروتين في بعضها من 40 إلى 45 بالمئة وكلما ارتفعت نسبة البروتين كلما كان ذلك مؤشراً على جودة العلف ولكن هذا يؤدي إلى كلفة زائدة والمادة الأساسية التي تدخل في تكوين أعلاف الأسماك هي طحين السمك وهناك بديل عنها في حال عدم توفرها وهو طحين اللحم، وبالنسبة للتفريخ قال: التعامل مع أسماك المشط أسهل لأنها تقوم بالتفريخ عدة مرات في العام ولتفريخ المشط نقوم بتجهيز أحواض التفريخ وذلك بتجفيف الحوض بأشعة الشمس ثم تعقيمه بمادة الكلس الحي في حال وجود رطوبة وبعدها يغسل الكلس وينثر السماد الطبيعي والسماد المعدني والغاية من استخدام السماد هي إنتاج الغذاء الطبيعي (البلانكتون) وهو غذاء أساسي لليرقات في بداية عمرها، ثم تراقب درجة الحرارة بعد ارتفاعها حتى وثباتها فوق 18 مئوية ويفضل 22 ل24 وهي الحرارة المثلى نقوم بنقل الأمهات (ذكور وإناث) ليتم التزاوج والتفريخ، أما بالنسبة للكارب فعملية التفريخ تحتاج لحذر أكثر لأن هذه الأسماك تتكاثر مرة واحدة في العام وفي حال خسارة البيوض سنكون قد خسرنا الموسم لذلك نقوم بتفريخ طبيعي ضمن الأحواض الترابية وتفريخ صناعي بالحقن الهرموني وبالنسبة للتفريخ الطبيعي نجهز الحوض ويعقم ونضيف السماد العضوي والمعدني ونراقب ثبات درجات الحرارة فوق 18 مئوية وتستخدم أقفاص التفريخ وتوضع داخلها فرشة من النباتات المائية الخشنة حتى تلتصق بها البيوض وأول نقطة عند التفريخ نقوم بها هي فصل الذكور عن الإناث قبل موعد التفريخ بحوالي شهر على الأقل لضمان نجاح التفريخ وهذه العملية تحتاج إلى فني خبير يقوم بها وعندما تكون الشروط مناسبة تجمع الإناث والذكور بالحوض بأقفاص لتضع في اليوم التالي البيوض وتتم مراقبة نسبة الإخصاب والفقس حيث تفقس البيوض بعد 48 – 72 ساعة حسب درجة الحرارة وتتغذى الفراخ على كيس المح ويقدم العلف الصناعي بعد 24- 48 ساعة لتعويد الفراخ على العلف المصنع وتضع أنثى الكارب من 70 إلى 140 ألف بيضة لكل واحد كيلو جرام حي من جسمها ويغذى  بداية بصفار البيض حوالي 5 إلى 7 أيام تقريباً وعدد مرات التعليف لا يقل عن 8 مرات باليوم وننتقل تدريجياً إلى العلف الصناعي و بعد شهر يصل وزن الفراخ من 1 إلى 2 جرام وتسمى إصبعية وهنا تنتهي مرحلة الحضن الأولى وبعدها نقوم بعملية فرز وجرد لنعرف إنتاج الحوض حيث يعتبر العدد والوزن هو أساس كل العمليات اللاحقة  في مرحلة الحضن الثانية والتي تستمر حتى نهاية موسم النمو وتصل كل سمكة إلى وزن 20-50 غراماً وسطيا، وأضاف: يربى الكارب العاشب والفضي بأحواض ترابية مع الأنواع الأخرى والهدف من ذلك تنقية وفلترة مياه الحوض وتنظيفها من الأعشاب والعوالق لأن أسماك الكارب العاشب والفضي تتغذى عليها، الكارب العاشب والفضي يتكاثر صناعياً فقط ويتم ذلك بحثه هرمونياً على عملية التكاثر باستخدام هرمونات الغدة النخامية التي تقع تحت الدماغ ولنقوم بالتفريخ الصناعي يجب علينا أن نحصل على الغدد من الأسماك الناضجة جنسياً قبل موسم التفريخ من شهر إلى شهر ونصف حتى نضمن أن هذه الهرمونات لازالت بالغدة ولم تتحرر بالجسم بعدها تحفظ الغدد بمادة الاسيتون النقي حيث تبقى فعاله لمدة عام وبعدها يتم تحضير مستخلص الغدة النخامية لحقن الأسماك الأمهات (الذكور والإناث) بحسب الوزن الحي لكل سمكة وهناك طريقة خاصة لحقن الأسماك تتم عملية الحقن على مرحلتين حيث يتم إعطاء الأنثى 10% من إجمالي الجرعة في المرحلة الأولى و بعد 8 ساعات تعطى باقي الجرعة وتحقن الذكور الجرعة كاملة والتي تقدر بنصف جرعة الإناث وبعد ذلك يتوقع الحصول على البيض من 6-8 ساعات والذي إما يترك في الأحواض لتتم عملية التلقيح ويجمع بعدها بمصيدة أو يتم التلقيح بالطريقة الجافة عن طريق القبض على الإناث قبل وضع بيضها وأخذ البيض بأوانٍ جافة بطريقة الضغط على البطن وبعد الحصول على البيض وتلقيحه من الذكور يتم نقله إلى الحاضنات ومراقبته حتى الفقس وأكد أن التفريخ الصناعي أفضل لأن مردوديته أعلى، أما المشط الوحيد الجنس فيتم إنتاجه للتخلص ظاهرة التفريخ العشوائي لأسماك المشط والتي تتكاثر عدة مرات في العام لأن الفراخ ستنافس أسماك التربية على الغذاء والأكسجين بالإضافة إلى أن البنية الجسمية للذكر أكبر من الأنثى وللحصول على أسماك مشط وحيد الجنس نلجأ إلى عدة طرق منها بالهرمونات أو بالتهجين الطبيعي وهو المتبع لدينا في المركز عن طريق تزاوج ذكور المشط الأزرق مع إناث المشط النيلي ليعطينا نسل ذكور بنسبة 95% وإحدى النتائج التي توصل إليها المركز كانت تحقيق إنتاجية 15 طناً على الهكتار بالنسبة للمشط الأزرق ومربى تربية مختلطة (ذكور وإناث) بالمقارنة وصلنا لإنتاجية 20 طناً على الهكتار بالنسبة لأسماك مشط وحيد، هناك أيضاً المزرعة البحرية ومساحة هذه المزرعة حوالي 15 دونماً تحوي 24 حوضاً إسمنتياً مساحة الحوض حوالي 200 متر مربع ونظام التربية الموجود فيها نظام دائم الجريان وحالياً يربي فيها بعض الأنواع الموجودة على الشواطئ السورية بعد صيدها واستزراعها ضمن الأحواض والهدف هو تجريب البنية التحتية وتدريب الكوادر.

أخيراً عن  الصعوبات التي تواجه المزرعة فأكد المهندس عمار بأن ظروف العمل بحد ذاتها صعبة كوننا نتعامل مع كائن حي تتحكم فينا العوامل الجوية بالإضافة إلى وجود أعداء حيوية كالطيور والأفاعي وغيرها أيضاً هناك مشكلة قلة اليد العاملة الدائمة ولذلك لنلجأ للعمالة الموسمية، كذلك الحصار والعقوبات أدت إلى عدم قدرتنا على تأمين مادة طحين السمك كما تعتبر مزرعتنا هي المزرعة الوحيدة من مزارع الهيئة التي تنتج الإصبعيات حالياً بسبب خروج باقي المزارع عن خدمة نتيجة العمليات الإرهابية التي شهدتها البلاد وهذا ما يشكل ضغطاً كبيراً علينا.

رنا ياسين غانم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار