الزراعات المنزلية تحسن الواقع المعيشي للأسرة

الوحدة: 22-11-2020

 

 

اتجه معظم الأهالي في الريف وحتى في المدينة إلى زراعة أي مساحة أرض تتواجد لديهم واستثمارها بشكل كامل لما للزراعات الصغيرة من أهمية في دعم الأسر وتوفير وارد دخل إضافي وتأمين حاجات الأسرة وتحقيق الاكتفاء الذاتي لها قدر المستطاع.

وتقول السيدة أم بشار من مزرعة شنبرتي في حرف المسيترة: دائماً أهتم بالزراعة الصيفية والشتوية وخاصة أننا أسرة بدون أي مصدر دخل ولا راتب ولذلك أستثمر قطعة الأرض الصغيرة التي نملكها في زراعة كل شيء يخطر في البال وتتناسب زراعته مع الطقس البارد في منطقتنا، وحتى زراعة الأعشاب العطرية كالبابونج والزعتر، وفي أوقات فراغي أقوم بصنع الزعتر البلدي والذي جنيت كل مكوناته من أرضي وأبيعه للجيران والمعارف، وقد زاد عملي في الزراعة وخاصة في ظل هذه الظروف القاسية وغلاء المعيشة وصعوبة تأمين حاجة الأولاد والبيت ولذلك زرعت الخس والسلق والسبانخ والفجل والبصل والثوم والملفوف والهندباء والبقدونس وكل الخضار الورقية بحيث نأخذ منها حاجة البيت ونبيع الفائض منه، ويساعدني في ذلك زوجي وأبنائي في أوقات فراغهم.

 

أما السيدة أم علاء من قرية رويسة بدرية فقد أكدت على أهمية هذه الزراعات لما تؤمنه من حاجة البيت وهي نظيفة وآمنة بحيث لا تضيف لها الأسمدة والأدوية بل تعتمد على كل شيء طبيعي في زراعتها وبذلك تأمن أن يأكل أفراد أسرتها خضاراً مفيدة وبأقل تكلفة وتستغني عن السوق وغلائه.

السيدة أم علي أيضاً تملك قطعة أرض صغيرة جانب منزلها لا تتجاوز ال 200 متر قالت: الخضار التي تنتجها هذه المساحة الصغيرة تكفيني وأبنائي وأحفادي من السلق والسبانخ والبصل الأخضر والبقدونس، وأضافت: تكفي رائحة البقدونس الذكية التي نقطفها من هذه الأرض ولا تقارن بما يتم شراؤه من السوق، وبذلك وإضافة لنظافة الخضار التي نأكلها  فقد تم تأمين كافة احتياجات أسرتنا وحسنت من دخلنا من خلال بيع ما يفيض عن حاجتنا.

السيدة أم أمين قالت: كنا نملك حديقة صغيرة أمام المنزل نزرع فيها بعض الشجيرات التي لا فائدة منها سوى منظرها الطبيعي ولكني قررت وزوجي بعد ارتفاع الأسعار وزيادة الحصار أن نقتلع تلك الشجيرات ونحرث أرض الحديقة وندعمها بالسماد الطبيعي، وفعلاً كان الأمر وها نحن نجني كل خضارنا من أمام منزلنا  ولا نحتاج إلى السوق إلا فيما ندر وفي الصيف صنعت كل مؤونة البيت من هذه الحديقة التي كانت مهملة من ملوخية ومكدوس ونعنع يابس ودبس فليفلة وأشياء أخرى كثيرة وها نحن الآن قمنا بزراعتها ببعض الخضار الشتوية ونأمل ان تعطينا كما اعطتنا في الصيف . واخيرا كان لقائنا مع العم أبو حبيب والذي كان يجهز أرضه لزراعة البصل والثوم وقال لي خضرة السوق (ما بتشبع يا بنتي، ما في أحلى من أن يأكل الإنسان من عرق جبينه) وخاصة أن الأرض موجودة وجانب البيت فلما لا نزرعها  ونقطف منها كلما شئنا فقط بقليل من الجهد والتعب وخاصة الخضرة الشتوية فهي لا تحتاج للسقاية وكيفما زرعناها تنتج وتعطي، وأكد أنه لم يرتفع سعر الثوم والبصل غلا نتيجة ترك الناس لهذه الزراعة ولذلك وصل سعر كيلو الثوم إلى 6000 ليرة فكيف ستشتريه الأسرة الفقيرة وهي التي كانت تخزن ما يفوق العشرة كيلوات منه لمؤنتها وكذلك الأمر بالنسبة للبصل، ولذلك علينا العودة إلى عاداتنا واستغلال كل شبر أرض نملكه لزراعة حاجتنا وتامين موارد رزقنا ولا نحتاج إلى أحد، لأن الزراعة وحدها فقط من تكسر الحصار وتهزم الغلاء.

سناء ديب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار