هجوم ضاغط لكورونا.. ودفاعاتنا تتهاوى أمامه!

الوحدة : 19-11-2020

عاد تهديد فايروس كورونا إلى الواجهة من جديد، وبات يشغل حيزاً إضافياً في حياتنا الممتلئة بالمتاعب وضنك العيش، الجميع يعيشون على جمر الانتظار، ويتلمسون خيوط النجاة من الإصابة مع جهل تام بموعد اللقاء ومكانه، إلا أنهم ينظرون إلى أبنائهم العائدين من مدارسهم على أنهم مصدر الخطر الأول، والحامل البريء للعدوى، وما أصعبها!.

في هذه الأيام الصعبة، ينتابنا العجب من التعاطي الرسمي والشعبي مع الهجمة الجديدة لمرض العصر، فالرسميون لا يملكون أدواتهم الواضحة للحد من الانتشار المتسارع، والمواطنون رموه خلف ظهورهم بعدما اقتنعوا بأن كل وسائل التعقيم والحماية وعدم المخالطة، سيبددها طابور واحد على كوة فرن، أو ابن عائد من صفه المدرسي المكتظ.

كيف سنواجه القادم؟، وماذا بوسعنا أن نعمل؟، وهل تكفي التوصيات الشفهية السريالية لنحمي بيئتنا من وحش فتاك لا يعرف الرحمة؟ أم نكتفي بنظرية (مناعة القطيع)، والاتكال على رحمة الباري كي ننجو بجلدنا؟

 يبدو أن الجهات المعنية تعول على هذين الأمرين، وتنتظر حلول السماء بعد عجزها عن ايجاد صيغة أرضية للمواجهة.

بروتوكول!!

عندما قرر وزير التربية إطلاق العام الدراسي، كانت القرينة الإيجابية (بحسب وزارة التربية) هي البروتوكول الموضوع مسبقاً للتعامل مع الحالة المستجدة، فحاولنا أن نتفاءل بالتصريحات، وانتظرنا التطبيق على أرض الواقع، وإذ بنا نقع على سراب، ونعاين واقعاً مشابهاً لمدارسنا قبل كورونا، ومع ذلك مازالت وزارة التربية تتحدث عن البروتوكول وكأنه قضى على المرض، وحصّن أبناءنا من الإصابة، ولا نعرف على ماذا يعتمدون في تصورهم، ولا ندري كيف يحصون عدد الإصابات إن كانت كل التصريحات الاختصاصية تشير إلى أن الأطفال أقل أعراضاً من غيرهم، ونحن بتنا ننظر إلى أبنائنا على أنهم قنابل موقوته في وجوهنا، وماهي إلا نفثة مصاب من محيطهم، حتى يقدمون لنا المرض على شكل قُبلة، فكيف السبيل إلى النجاة يا صاحب البروتوكول؟

خبز وأفران…

لا يسعنا أن نتجاهل الرابط بين زيادة عدد الإصابات وجمهرة الناس على كوات الأفران، فرغم كل الوعود، بقي الحال كما هو، ولم يستطع مسؤولو خبزنا خلق حل جذري لفض اشتباك الباحثين عن ربطة خبز وثيرة، ولعل أكثر ما يثير الحنق والغيظ هو مطالبة الجهات الرسمية بعدم الاختلاط، والابتعاد عن التجمعات، وجرياً على عادتهم، ينهون عن الفعل، ويأتون بقرارات تقودك إلى نفس الفعل رغماً عن أنفك، وفي النهاية يعولون على وعيك أيها المواطن لردع كورونا، وكسر شوكته، فيضحك الفايروس، ويقتحم جموع المنتظرين بلا حسيب أو رقيب.

نقل وسرافيس..

عجزت محافظة اللاذقية بقضّها وقضيضها عن إيجاد حل حقيقي لأزمة النقل، ففرض أصحاب وسائل النقل العامة إيقاعهم على المشهد، ولا عزاء للمساكين المنتظرين في باحات كراجات الانطلاق.

هنا أيضاً لا يمكننا الفصل بين تغلغل الفايروس وأزمة السير، فأي مواطن حالم بإيجاد مقعد في حافلة نقل عامة، لن يهمه إن شارك مواطناً آخر في المقعد حتى لو كان يحمل ألف فايروس، لأن الغاية تبرر الوسيلة، والوصول إلى مكان العمل أو العودة إلى المنزل لا مفر منهما، وليأتي من بعدها الطوفان.

رياضة..

شدد اتحاد كرة القدم على ألا يتجاوز  الحضور الجماهيري لمباريات دوري كرة القدم نسبة الأربعين بالمئة (٤٠%)، فانطبق عليهم القول: صمت دهراً، ونطق كفراً، ويا ليته بقي صامتاً.

المشهد كان واضحاً، والحضور تجاوز في بعض الأحيان سعة المدرجات الحقيقية، وجلس الناس فوق بعضهم البعض و(سلملي عكورونا)، وعلى توصيات الحكومة، والاتحاد الرياضي، ومعه اتحاد الكرة.

الخلاصة:

ما استعرضناه أعلاه هي بعض الحالات التي تحّجم دفاعاتنا في مواجهة هجوم ضاغط يمارسه الفايروس في هذه الأيام، ويجعلنا أمام وضع محرج، قد يتحول إلى كارثة صحية إن بقينا نجابه بالكلام والتوصيات، ولعل تصّدر اللاذقية لحالات الاصابات في الأيام الماضية أكبر دليل على تأثر سكانها بالحياة المعاشة يومياً، فقد جمعوا خيوط المعاناة من كل الجوانب، على وقع إيقاع الفشل في إيجاد  المخارج من قبل المؤتمنين على حياتهم.

غيث حسن

تصفح المزيد..
آخر الأخبار