رؤية خبير لتحويل منحة حريق الغابات إلى فرصة واعدة تعوض ما خسرناه

الوحدة 17-11-2020

 

أتت الحرائق التي حدثت مؤخراً على مساحات واسعة من أراضينا الحراجية وقد أدى هذا الأمر إلى خسارة جزء من غاباتنا وكميات كبيرة من مختلف الأعشاب الطبية التي تنمو في هذه الغابات والتي يزيد عدد أنواعها عن 3600 نوعٍ تشكل ثروة حقيقية لنا فيما لو تم استثمارها بشكل جيد وهو الأمر الذي ما زلنا مقصرين فيه ولو أنه يمثل للكثير من الدول مجالاً مهماً لتحقيق الإيرادات الاقتصادية الكثيرة التي نحن في أشد ما نكون في حاجتها في مثل هذه الظروف التي نمر بها والتي نعاني فيها من ظروف الحرب الإرهابية الشرسة والحصار الاقتصادي الجائر المفروض علينا.

فرصة ولكن!

وإذا كانت الخسائر التي أصابتنا كبيرة نتيجة لما حدث من حرائق فإن هذا الأمر يمكن أن يشكل فرصة للوقوف من جديد وإعادة تنمية وإعمار ما دمرته النيران وذلك من خلال جملة من المشاريع والخطوات ذات لجدوى الاقتصادية الكبيرة والتي يمكن أن تحقق لنا الكثير من القيم المضافة التي تذهب وللأسف إلى جيوب الغير وذلك لسوء استثمار ما نملكه من مقومات ومكونات غنية بالموارد تكتنزها غاباتنا  وأراضينا.

أما عن ماهية هذه المشاريع فهو ما يكون لنا حديث لأجله مع موفق قدسية الذي قدم تجربة جيدة وصلت إلى الأسواق الخارجية وكانت ركيزتها الأساسية هو المنتج المعتمد على إنتاجنا من النباتات الطبية والعطرية ومختلف المنتجات الزراعية التي يمكن أن تشكل الأراضي التي حرقت تربة صالحة ومناسبة لزراعتها بشكل منظم وهو الأمر الذي يمكن أن يتم من خلال الجهود الحكومية أو من خلال إتاحة المجال أمام القطاع الخاص الوطني للمساهمة فيه كونه يمكن أن يتم من خلال الزراعة أو التصنيع الزراعي أو التسويق الداخلي والخارجي على حد سواء.

زراعات داعمة

أما في الجانب المتعلق بالزراعة فيقول قدسية بأن الأمر يتطلب زراعة الأراضي الحراجية المحروقة بأنواع من الأعشاب الطبية والحراجية  ذات الاستخدام الصناعي كالوردة الشامية أو الغار أو أكليل الجبل أو الزعتر أو إتاحة المجال أمام القطاع الخاص لاستثمار مساحات من الأراضي التي تعود ملكيتها للدولة والتي تعرضت للحريق والصالحة للزراعة لزراعة هذه المحاصيل أو غيرها من المحاصيل مثل العنب أو غيره بموجب عقود نظامية وضمانات تكفل حسن الاستثمار وتتضمن سحب المشروع في حال عدم جدية المستثمر مبدياً استعداده لاستثمار جزء من تلك الأراضي لزراعة ما ذكره بالمحاصيل التي يستخدمها في منشأته المتخصصة بتقطير العديد من الأعشاب الطبية.

وأضاف قدسية إلى أن هذه المقترحات ما تعلق بإمكانية زراعة الأراضي المحروقة الصالحة للزراعة أيضاً بأنواع أخرى من النباتات مثل الخرنوب والغار أو الكستناء كما تم ونجح في منطقة القصير.

منتجات طبيعية

ولفت قدسية إلى أن زراعة تلك المساحات بتلك الأنواع التي تحدث عنها أو بغيرها من الزراعات التي يمكن أن تجود منها  يوفر كثير من المجالات لاستثمارها بالشكل الأمثل ومنها صناعة الزيوت العطرية (زيت الزعتر، زيت اللافندر) المستخرج من نبات الخزامى والمطلوب بكثرة في الأسواق الخارجية  كونه ذي استخدام طبي ويدخل في كثير من الصناعات التجميلية مثل الكريمات وغيرها أو زيت أكليل الجبل أو عصير العنب ونبيذه أو شرابه أو زيت الغار الذي قطع نباته بشكل عشوائي وجائر وصدر إلى الخارج بشكل بدائي حارماً سورية من قيمته المضافة ورافعاً سعر زيته في الأسواق المحلية من 2000 ليرة في العام الماضي إلى أكثر من 12 ألف ليرة سورية هذا العام إضافة للريحان الذي يمكن أن يصنع منه شراب فريش أو شراب الليكور الغالي الثمن أو غير ذلك من الصناعات المعتمدة على المنتجات الطبيعية ومنها (ماء الزهر وماء الورد ودبس الرمان ودبس الخرنوب والعنب وخل التفاح وخل العنب..).

والتي يمكن من خلال زراعة نباتاتها وتصنيع منتجاتها إعادة إحياء الأراضي المحروقة وتحقيق قيم مضافة كبيرة وخلق فرص عمل كثيرة تساهم في تثبيت أهالي المنطقة في أراضيهم وإضافة لمساهمتها في تأمين استثمار المنتجات الزراعية بشكل اقتصادي من خلال تصنيعها وتصديرها الذي يمكن أن يحقق موارد هامة بالقطع الأجنبي تسهم في دعم اقتصادنا الوطني في هذه المرحلة الصعبة.

تثبيت أهل الريف بأرضهم

وأضاف قدسية إلى الفرص التي يمكن خلقها في أراضينا الحراجية والزراعية التي أتى عليها الحريق ما تعلق باستثمار الغابة  من قبل السكان المحليين أو من العاملين في الوحدات الإرشادية والحراج من خلال إتاحة الفرصة أمامهم للعمل في تنمية لغابات وتقليمها واستخدام نواتج التقليم في التفحيم مقابل نسب من الأرباح مؤكداً أن استثمار الغابة بالشكل الذي قدمه يمكن أن يخلق منها فرصته لاستقدام السياح الذين تشكل لهم الغابة مقصداً سياحياً مهماً يرغب العدد الكبير من السياح في ارتياده مشدداً على أن يكون الاستثمار المنشود من خلال ادارة ميدانية وجدية ومتابعة بعيداً عن البيروقراطية والمكاتب التي يمكن أن تفسد أي مشروع إن لم تكن فاعلة.

وأخيراً

وختم قدسية حديثه بالإشارة إلى أن الطلب على المنتجات التي تحدث عنها كبير في الأسواق العربية والعالمية حيث تشكل دول الخليج العربي والعراق والأردن وغيرها من الدول أسواقاً مهمة لتلك المنتجات التي يزداد الطلب عليها أيضاً في الأسواق الأجنبية واضعاً خبرته التصنيعية والتسويقية في خدمة أي مشروع يصب في إطار تنفيذ الأفكار والتي تحدث عنها.

نعمان أصلان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار