همام: تربية النحل هواية حولتها لمهنة عوضاً عن الوظيفة التي انتظرتها… احتراق 6799 خلية من 84 ألف في حرائق محافظة اللاذقية

الوحدة : 11-11-2020

استطاع في بداية شبابه وهو طالب جامعي في السنة الثانية أن يخطو الخطوة الأولى باتجاه مشروعه الخاص بتربية النحل والتي بدأها كهواية ما لبثت أن تحولت إلى مهنة وعمل ليكون  مصدر رزق له ولعائلته.

همام حاتم شاب من قرية بللورة وبإمكانات بسيطة وبخليتي نحل كانت البداية وفي السنة التالية صاروا عشر خلايا وعن تجربته يقول همام استهوتني الفكرة وأحببت التعامل مع النحل حاولت مرة إثر مرة ومات كثير من الخلايا حتى تعلمت ومن أخطائي استفدت واكتسبت الخبرة واجتهدت ذاتياً لتتكون لدي الدراية الكافية لأتوسع بمشروعي الخاص ليصل عدد المناحل إلى 500 منحلة وعندما سألناه من كان الداعم الحقيقي له أظهر أن زوجته أهم من دعمه وساعده ووقف إلى جانبه وهي خريجة جامعية أدب فرنسي من عام 2006وهي غير موظفة أيضا ساندته في أحلك ظروفه حتى وهي حامل ويضيف تشكلت لديها خبرة نحال نظامي وحتى أنها كثيراً ما تستشار في الأمور التي تخص النحل وتربيته.

اختيار موقع المناحل

بين همام أن اختيار المكان له الأثر الأكبر في نجاح تربية النحل مشيراً إلى توفر عوامل عدة أهمها الابتعاد عن مواقع التوتر العالي وأبراج السلكي واللاسلكي وهي من أكثر ما يؤثر على النحل الذي يمتلك قرون استشعار يحدد بها الباب الوهمي الذي يخرج وبمجرد ابتعاده عنه يفقد بوصلة الرجوع إليه نتيجة الذبذبات والإشارات التي تنبث من تلك الأبراج إذا كانت المنحلة قريبة منها والتأكيد على وجود غطاء نباتي متنوع متعاقب الإزهار كما يفضل الابتعاد عن البيوت السكنية والحيوانات والطرق والابتعاد عن حقول المزارعين دائمة التعرض لرش المبيدات من الضروريات.

أسعار متباينة قبل الأزمة وبعدها..

يتابع همام كنا نشتري خلية النحل الفارغة (العاسلة) بأقل من 600ليرة سورية وذلك بعام 2007-2008 أصبحت بعد الأزمة ب35ألف ليرة سورة بينما إطار الخشب كان قبل الأحداث ب7 ليرات سورية ليتراوح سعره الآن ما بين 600-700 ليرة سورية وقد يصل أحياناً إلى ألف ليرة سورية.

معاناة تتكرر كل موسم

 تظهر في التنقل حيث يتم نقل الخلايا حسب المناخ وموسم إزهار النباتات والأشجار التي يتغذى عليها النحل ويتم من اللاذقية حيث الحمضيات ومن ثم إلى الغاب حيث كان سابقاً يزرع القطن وعباد الشمس والسمسم صيفا وفي إدلب إذ يزرع فيها حبة البركة واليانسون في الرقة وحمص وحماة  ويعتبر الموسم الاستراتيجي للنحال وهناك موسم للجيجان وهي نبتة برية تظهر بعد قطف المواسم الشتوية وتدور بنا الدائرة لننتقل بمناحلنا حيثما يتوفر المرعى الجيد والمناخ المناسب سواء في حماة أو حمص وصولاً لدير الزور والمناطق الشرقية لافتاً أن هذه المواسم تتطابق مع فصول السنة الأربعة حسب كل موسم وكل موسم يستمر من 15-20يوماً وأحياناً قد يصل إلى 40 يوماً.

ماذا تنتج خلية النحل؟

النحل يقدم لنا العسل والغذاء الملكي وسعر الكيلو الواحد من الغذاء الملكي يتراوح من 300- 500 ألف ليرة سورية ويؤخذ عشر غرامات منه لتوضع في الكيلو الواحد من العسل والذي يعد مهماً في علاج الأعصاب وتهدئتها وتنتج أيضاً غبار الطلع وهو مفيد في تغذية الأطفال والعكبر (البروبوليس) والذي لم تعرف المواد المكونة له بالتحديد رغم اكتشاف 40عنصراَ منه وهو بحد ذاته بمثابة معقم لخلايا النحل وأظهرت الاكتشافات أنه دخل في مواد تحنيط الفراعنة.

ويشير إلى أن إنتاج الخلية في كل موسم كان الحد الوسطي له 10 كيلو غرامات وحالياً ولمدة ثلاث سنوات ﻻ يتعدى إنتاج الخلية في الموسم 3كيلو غرامات منوهاً أن كل ما يعتمد على الطقس وتبدلاته أياً كان فهو نوع من المضاربة أو القمار فموجة الحر لهذا العام أتت على النحل وقضت عليه لهذا فهو بات ﻻ ينصح بالقيام بتربية النحل نتيجة ارتفاع تكاليف تربيته وسوء تسويقه ويبين أنه يعتمد على تقسيم الخلايا وبيعها حتى يكون قادراً على الاستمرارية ومن هنا يتطرق للتحدث عن مجمل عراقيل ومعوقات تعترضه وغيره من النحالين في مجال عمله أهم نقطة ركز عليها هي صعوبة تسويق العسل المتبلور بسبب ضعف اﻹقبال على شرائها نتيجة تكون مفهوم خاطئ لدى الناس وعدم معرفتهم بمفهوم تبلور العسل وهي خاصية للعسل يجهلها الكثيرون موضحاً أنها خاصية طبيعية للعسل عندما تنخفض درجات الحرارة يأخذ العسل بالتبلور تدريجياً حتى يتجمد ولكن ولجهل الناس بها ساد الاعتقاد بأن العسل غير صافٍ وفيه نسبة من السكر مفضلين العسل السائل عليه ومن الأعسال التي ﻻ تجمد عسل اليانسون بينما عسل العجرم سريع التجمد وكما لفت هناك من يتعمد إلى بسترته مما يفقده كثيراً من قيمته الغذائية ومن الصعوبات لفت إلى عدم دعم الدولة للعسل سواء تصديرياً أو كمراقبته حيث يلجأ الكثير إلى الغش بالتغذية السكرية للنحل التي تؤثر على نوعية العسل وتؤثر في هبوط سعر المبيع العسل الصافي فيباع العسل ب8000ليرة سورية  مما ينعكس سلباً على نسبة مبيع العسل الصافي منوهاً إلى أنه لو توفرت الرقابة وتحليل المنتج كانت اختلفت المعايير

وبالنهاية يعود الأمر لصدق وموثوقية النحال الذي يحدد جودة العسل وأحياناً هناك من يلجأ لفحص وتحليل العسل في لبنان علماً أنه يوجد في دمشق مخبر لهذه الغاية وهو مركز مهم وجيد وبين أن أجور النقل وآجار الأرض التي توضع فيها الخلايا أيضاً مشكلة فأجرة الخلية الواحدة إلى الغاب على سبيل المثال تصل إلى 2000ليرة سورية فإذا كان لدى النحال 100خلية تصل تكلفة أجور النقل لمئتي ألف ليرة سورية ناهيك عن تعرض المنحلة للسرقة وأكد على نقطة هي أن الفرد في بلدنا يجهل أهمية النحل لمحاصيله الزراعية غافلاً عن دورها  في عملية تلقيح الأزهار والذي في دولة كألمانيا يدفع المزارع للنحال مقابل أن يضع منحلته في أراضيه وبساتينه وهو ما يوفر هامش ربح إضافي يشجع ويزيد من مردود تربية النحل بينما نحن نستأجر الأراضي لنضع النحل وأحيانا يطلب منا أن ننقل الخلايا حيث يتذرع البعض أن النحل يأكل المزروعات.

وفي حريق 10/9 الذي اندلع في قرية بللورة احترقت لهمام 100خلية ثمنها ﻻ يقل عن عشرين مليون ليرة منتظراً أن تكون هناك تعويضات..

يختم حديثه ويقول الحمد لله أصبح لدينا منحل نظامي على مستوى القطر ومشترك بجمعية النحالين العرب والجمعية السورية للنحل مبيناً أنهما يقدمان دعماً معنوياً للنحالين وإرشادات هامة تطرح من خلال ندوات ومحاضرات تقوم بها الجمعيتان..

يأمل ويتمنى همام أن يتم دعم تربية النحل أكثر باعتباره ثروة إنتاجية مهمة جداً للاستفادة منها في دعم اقتصاد البلد..

بين رئيس شعبة النحل والحرير في مديرية الزراعة المهندس ريان معلا أن إنتاج العسل يتأثر بعوامل عدة ﻻ سيما الطقس والمرعى وأن متوسط إنتاج الخلية يختلف من مربي ﻵخر، وأضاف أنه يتم جني موسمين: ربيعي وخريفي  في محافظة اللاذقية  حيث الحمضيات والعجرم الذي يتوفر في بللورة والميدان وكسب والبسيط وكما يتم نقل الخلايا خارج المحافظة حيث تتوفر المراعي ففي إدلب تتوفر حبة البركة واليانسون في حمص وحماة وبعدها القطن بالرقة والغاب وحلب وهناك الشوكيات والبلوط مشيراً إلى أن عسل الأخيرة يحوي قيمة غذائية أقل من بقية الأنواع الأخرى لافتاً إلى أن التنقل يتم حسب توافر المرعى.

وتطرق إلى أهمية تغذية النحل  من حيث لها أصول معينة يجب اتباعها وفي أوقات محددة وحتى لا ينتج عسلاً مغشوشاً، ففي فترة ما قبل الربيع هناك ما يسمى تغذية تحريضية بكمية 200سم سكر وماء وبالتناوب بين يوم وآخر لتحرض الخلية الملكة على وضع البيوض لتفقس مكونة جيشاً قوياً من النحل قادراً على جمع العسل وكما ركز على أهمية تشتيت النحل أي أهمية أن يمضي فترة الشتاء وهو على قيد الحياة بطاقة معينة تستلزم تغذية بكمية عسل لكل خلية من 5-10كيلو عسل.

 ولفت إلى الجهود التي تقوم بها مديرية الزراعة بالتعاون مع جمعية النحالين لتنظيم حملات تشجير المناطق المحروقة بالنباتات والأشجار الرحيقية مثل الكينا والأكاسيا والخرنوب والزعتر ولفت إلى نقطة مهمة يجب تعميمها على الوحدات الإرشادية لنشر إعلانات لتنبيه المزارعين برش مبيدات حشرية غير سامة للنحل أو أن يتم الرش بعد الظهر لأن سروح النحل يكون أقل ما يمكن بعد الظهر تفادياً لحصول أضرار بالنحل.

وفيما يتعلق بما تقدمه مديرية الزراعة للنحالين أوضح أنها تقدم لهم خلايا خشبية بإطارات متحركة وبأسعار منافسة ونوعية جيدة من خلال منشرة المديرية المتخصصة بصناعة الخلايا وتقدم لهم الطرود الجاهزة من خشب السويد المستورد وفق نموذج موحد عالمياً (ﻻنجستروث).

وكما شدد على أهمية الانتساب لجمعية النحالين السوريين التي تمنحهم بطاقة تثبت أنهم مالكو نحل وتفيدهم في سهولة التنقل وخاصة في ظل الظروف الأمنية التي مرت بها البلاد، وأشار إلى أن جمعية النحالين وشعبة النحل تعقد اجتماعات دورية لمناقشة كل القضايا التي تهم مربي النحل والتقنيات المتبعة لإنجاح مشاريع تربية النحل.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار