زراعة الأراضي الحل الأمثل لتجاوز معضلة ارتفاع أسعار المواد العلفية

الوحدة : 10-11-2020

حتى الأبقار أصبحت تعيش حالة التقشف, فالكميات العلفية المخصصة لها من قبل المؤسسة العامة للأعلاف غير كافية ولا تلبي احتياجاتها حسب ما قال المربون, الذين باتوا يلجؤون إلى السوق السوداء لشراء المواد العلفية فالمربي الذي كان يقدم أكثر من 13 كغ جاهز كبسول حلوب في اليوم الواحد لكل رأس من البقر أصبح حالياً يكتفي بخمسة كيلو غرامات فقط لكل رأس.

وبالتأكيد فإن حالة التقشف تلك تعطي نتائج عكسية ومردوداً أقل في الإنتاج عن السابق, مما يسبب خسارة للمربين, بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المنتجات الحيوانية بشكل ينعكس سلباً على المواطنين.

وحال الدواجن كحال الأبقار, بل أكثر فالمعضلة تتفاقم يوماً بعد يوم, مما يزيد الطين بلّة فقد وصلت الأسعار إلى حد غير مقبول, عزف المواطنون معه عن تناول اللحوم ومشتقاتها.

خسارة وارتفاع الأسعار

نمير درغام مربي أبقار أكد أن الكمية التي يستلمها بشكل إفرادي من المخصصات العلفية للأبقار غير كافية, والاستهلاك أكبر من المخصصات مبيناً أن هذا ما جعلنا نضطر لاستجرار المواد العلفية من التجار وبأسعار باهظة فسعر الشوال الواحد من الكسبة (37) ألف ليرة سورية.

وقد كنا نقدم لكل رأس بقر أكثر من 13 كيلو غرام وحالياً نكتفي بحدود خمسة كيلو غرامات من المواد العلفية, أي باتت الأبقار تعيش حالة من القلة للمواد العلفية, وهذا يؤثر على الإنتاج ويسبب خسارة للمربي.

يدفع أيضاً تكاليف الأدوية وأجور معاينة الطبيب البيطري والعلاجات المرتفعة أيضاً ولفت أبو رامز صاحب منشأة لإنتاج الدواجن والبيض إلى وجود معاناة كبيرة, وقد توقفنا عن العمل لفترة بسبب ارتفاع قيمة الأعلاف لبدء دورات إنتاج جديدة مما أثر على العملية الإنتاجية خوفاً  من زيادة الخسائر بالنسبة للمربين.

فأسعار العلف تضاعفت بشكل غير مسبوق, وحتى الصيصان فقد وصل سعر الصوص الواحد إلى 600 ليرة سورية وبالتالي فقد توقفت عملية الإنتاج وارتفعت أسعار المنتجات من البيض واللحوم.

وقد خرج الكثير من المربين عن تربية الدواجن في ظل استمرار الخسائر مما شكل فجوة إنتاجية وضمن هذا المحور وأسباب ارتفاع المواد العلفية والإجراءات المتخذة من قبل مديرية زراعة اللاذقية. وهل هناك خطة عمل سريعة لعلاج هذا الواقع؟

حول تلك التساؤلات والاستفسارات أجابنا المهندس لؤي كامل رئيس دائرة الإنتاج الحيواني في مديرية زراعة اللاذقية حيث قال:

تشكل الثروة الحيوانية فرعاً مهماً في الإنتاج الزراعي, وتساهم المنتجات بمختلف أصنافها بنصيب كبير من الدخل الوطني.

ولا شك أن ارتفاع أسعار الصرف له تأثير كبير على ارتفاع أسعار الأعلاف فمنذ شهرين وصل سعر الطن الواحد للكسبة إلى مليون ليرة سورية والكيلو غرام الواحد (1000) ليرة, وقد سبب ذلك خسارة للمربين, وتوقفت المزارع الصغيرة عن العمل وانخفض سعر البيع بالمقارنة مع ارتفاع التكاليف التي تذهب  نسبة 80% للأعلاف, و15% قيمة للأدوية وعلاجات وحوامل الطاقة, و5% لقيمة الصوص الواحد.

لذلك المزارع الكبيرة استمرت بالعمل بينما المزارع الصغيرة توقفت عن العمل بسبب عدم قدرتها على المتابعة, ووصل سعر الكيلو غرام الواحد للفروج إلى 5000 ليرة سورية, والفروج الحي 4400 ليرة سورية، مما جعل العرض قليلاً والطلب كثيراً, وبسبب توقف أغلب المداجن عن العمل أصبح جاهز فروج مرحلة أولى 725 ليرة لكل كيلو غرام الواحد, وجاهز مرحلة ثانية 700 ليرة.

وبعد عودة المربين إلى العملية الإنتاجية أصبح الطلب على مادة العلف كبيراً، واليوم بات سعر جاهز فروج مرحلة أولى /1050/ ليرة لكل كيلو غرام الواحد، وجاهز فروج للمرحلة الثانية (1000) ليرة وكما يبدو وبشكل واضح أن المربي سيعود لنفس المشكلة السابقة وللخسارة ثانية.

وقال م. كامل: إن مديرية الزراعة تعمل حالياً على تأمين المقننات العلفية الشهرية للمربين بهدف خفض تكاليف العملية الإنتاجية, وتأمين حاجة المربين من مادة المازوت وبالسعر المدعوم لكل منشأة دواجن.

وتوجد 150 مزرعة دواجن مرخصة, و125 مدجنة غير مرخصة وسعر الصوص الواحد يتراوح بين (500-600) ليرة سورية وهناك خطة لزيادة الطاقة الإنتاجية لكل المنشآت العاملة في القطاع التابع للمؤسسة العامة للدواجن، والهدف من ذلك تأمين حاجة السوق وكسر احتكار التجار لهذه المادة.

معمل للأعلاف هو الحل

المهندس حكمت صقر رئيس اتحاد الفلاحين في اللاذقية أشار إلى أن الوضع معقد لعدم توفر الخلطة أو المواد المركزة والمستخدمة في المواد العلفية وهذا ما سبب ارتفاع سعر الأعلاف, بالإضافة إلى غلاء أجور النقل, وقلة المواد في السوق, وخروج بعض المناطق الشرقية عن زراعة الذرة والفول السوداني والكسبة بسبب الظروف الحالية والحرب والحصار الاقتصادي.

وقد حاولنا استيراد المادة من الخارج إلا أن التكاليف باهظة الثمن فقد كان سعر الصوص (10) ليرات سورية وحالياً سعره (600) ليرة سورية ومن أجل الخروج من هذه المعضلة يجب إلزام الفلاحين على زراعة أراضيهم بالفول وغيرها في المناطق المخصصة لزراعة المكونات العلفية.

وبالنسبة إلى توزيع المواد العلفية قال صقر يتم خلال الدورة العلفية عبر لجنة المادة (17) المؤلفة من رئيس الجمعية والمهندس المشرف والمحاسب وقد بلغت نسبة التوزيع على الجمعيات الفلاحية بين60-70% ونأمل من الجهات المعنية ضرورة إقامة معمل للأعلاف في محافظة اللاذقية لتأمين المواد العلفية وتدارك الأمر لأننا كما نرى هناك تناقص في عدد المربين للدواجن, والسبب يعود لغلاء المواد العلفية.

– المهندس ثائر حبيب مدير فرع  مؤسسة الأعلاف في اللاذقية أوضح أن المؤسسة تستمر في عملية التدخل الإيجابي في قطاع الثروة الحيوانية, وقد تم تسليم أكثر من 95 % للمربين من المواد العلفية خلال الدورة, حيث تضمنت 80 كغ جاهز كبسول حلوب و7 كغ شعير لكل رأس بقر, و3 كغ نخالة لكل رأس غنم ونسبة تنفيذ الدورة العلفية تفوق 90% في المراكز كافة باستثناء مركز جبلة الذي نورد له حالياً بشركة الدفع بنسبة تنفيذ 90 %, كونه لا يوجد سوى مركز واحد.

وأضاف م. حبيب يتبع للمؤسسة مراكز (اللاذقية- الحفة– جبلة– القرداحة) وقد تم الشهر الماضي تنفيذ دورتين علفيتين الأولى للأبقار والثانية للأغنام, ومدة كل دورة تتراوح بين شهرين أو ثلاثة أشهر، أما بالنسبة لبقية المواد العلفية للدواجن فقد تم تسليم المخصصات العلفية مباشرة, ودورة المداجن تختلف حسب كل دورة علفية وتوفر المواد, والدورة الحالية تنتهي بتاريخ 26/11, والتي تتضمن توزيع 150 كغ نخالة لكل طير, و150 غ ذرة صفراء و100 غ شعير و50 غ كبسة صويا, 50 غ كسبة القطن ونوزع بناء على الرخصة الممنوح للمربين والمصدقة من قبل مديرية الزراعة  والمتضمنة عدد الطيور.

 أما فيما يتعلق بمصادر الأعلاف تختلف حيث يتم الحصول على النخالة من المؤسسة العامة للحبوب والمطاحن التي تنتج شهرياً تقريباً (5000) طن وكسبة الصويا من شركة السكر والزيوت في حمص وحماة وحلب, والذرة الصفراء نستوردها من التجار الممولين من قبل المصارف , فالتاجر ملزم بتسليمها بنسبة 15%, وكبسول جاهز حلوب نحصل عليه من طرطوس وحمص ودمشق، وبسبب الظروف الحالية الصعبة التي يمر بها البلد نستورد الذرة الصفراء أيضاً من خارج القطر.

 وعن أسباب ارتفاع أسعار الأعلاف قال: التجار لهم دور كبير في غلاء المواد, وهناك فرق واضح بين أسعار المؤسسة المخفضة عن أسعار السوق فسعر الشوال الواحد في المؤسسة (11500) ليرة بينما في السوق سعره يفوق (37) ألف ليرة ومن خلال التدخل الإيجابي للمؤسسة نقدم كل ما يحتاجه المربي من المقنن العلفي حسب الإمكانيات المتاحة, ولا نستطيع تأمين كافة المخصصات العلفية بسبب خروج المعامل عن الخدمة وحالياً يتم إجراء صيانة لمعملي تل بلاط في حلب, وكفر بهم في حماة, وكذلك معمل دير حافر الذي سينجز قريباً ويوضع بالخدمة.

وحول الخطط التسويقية حالياً لا توجد أي خطة إنما هناك دورة علفية جديدة والتي ستقرر من قبل مجلس إدارة المؤسسة.

ومن المعوقات التي تعترض سير العمل هو تكاليف أجور النقل وتأمين مادة المازوت.

 ولفت حبيب إلى أن المؤسسة تضطر لتجزئة المخصصات أحياناً بهدف التوزيع العادل للمربين, معرباً عن أمله من المربين وفي حال عدم وصول مخصصاتهم التقدم بشكوى إلى اتحاد الفلاحين لمتابعة الأمر وتأمين المخصصات اللازمة  لكل مربٍ، فالمربي يسجل في الوحدة الإرشادية من الممكن أن يستلم مخصصاته بشكل إفرادي أو عبر الجمعيات التعاونية والتوزيع حسب الجداول الإحصائية.

وقد بلغت الكميات المستجرة من المواد العلفية من بداية العام وحتى نهاية التاسع 38,660 طناً من الكسبة المقشورة, 139,795 طناً كسبة فول الصويا, 733,1 طناً شعير و34,040 طناً ذرة, وحلوب كبسول 3349,640 طناً.

 بينما الأسعار لكل طن من النخالة 135500 ليرة و225000 ليرة جاهز حلوب (كبسول+ جريش), و300 ألف ليرة لكسبة القطن, وكسبة الصويا (650) ألف ليرة, وذرة صفراء (33) ألف ليرة والشعير (220) ألف ليرة بالإضافة  إلى الرسوم  والضرائب وأجور العتالة, وقياساً مع أسعار السوق هناك فروق تتراوح بين (50- 100%) وذلك حسب كل مادة.

 كما بلغت مبيعات المؤسسة من المواد العلفية 4532.979 طن نخالة, 38,620 طن كسبة مقشورة, 91,773 طن كسبة غير مقشورة, 569.645 طن كسبة الصويا, 399,622طن شعير,1106,921طن ذرة صفراء, و3469.910 طن حلوب كبسول , 1049.260 طن حلوب جريش.

 في حين بلغت الكميات المشحونة من المواد العلفية إلى الفروع التابعة لمؤسسة الأعلاف من بداية العام الحالي وحتى نهاية الشهر التاسع 23593.40 طن نخالة, 6177.640 طن كسبة فول الصويا, و 4403.38 طن ذرة صفراء.

 وحول حلول مشكلة ارتفاع أسعار الأعلاف قال م. حبيب: يترتب على الجميع  تنشيط زراعة النباتات العلفية ذات القيمة الجيدة والتكلفة المخفضة وعلى كل مزارع أن يستغل المساحة التي  لديه من الأرض لزراعتها بالمحاصيل منها: الفصة والبرسيم والذرة العلفية والشعير لاستخدامها كمواد علفية رخيصة الثمن.

مريم صالحة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار