هربا من آثار الطقس والذبابة ، واللحاق بسعر جيد … القطاف المبكر للحمضيات

 

الوحدة : 9-11-2020

لايكاد يدخل فصل الخريف بقدمه اليمنى إلا ويتسابق مزارعو الحمضيات على البدء بقطافها و تسويقها رغم أنها غير ناضجة في كثير من الأحيان وغير مكتسبة درجة الحلاوة اللازمة إضافة لكثير من القضايا الأخرى ، هذا من منظورنا نحن كمستهلكين ، أما وعندما سمعنا أجوبة المزارعين وهم يسردون أسبابهم فقد تكون شفافة وقريبة من المنطق ، نبحث بدورنا لهم عن مبررات لنتعاطف معهم أقلها الكلف العالية التي يتكبدونها خاصة بعد الارتفاع الأخير لأسعار المحروقات وبالتالي كل ما يتصل بالعملية الزراعية من لوازم ، وكي نحظى بضالتنا من أجوبة شافية قصدنا سوق هال رأس العين وهو الأكبر والأهم لمادة الحمضيات  بالمحافظة ، وبمباشرة سؤالنا للمزارع منير أحمد من البرجان عن مساوئ ومحاسن القطاف المبكر قال :

أولا عندما (نشيل) نقطف الموسم عن الشجرة فهذا يريحها ويعطيها المجال لتتأهب للموسم القادم ناهيك عن السبب الأهم وهو الهروب من مداهمة المطر الغزير والبرد والصقيع والسعي للحصول على سعر جيد ، وهذا العام ولتأخر موسم الأمطار فقد نشطت حشرة الذبابة وانتشرت بشكل متزايد وأهم الأنواع التي تتأثر بها هي الساستوما والكرمنتينا الهجين الفرنسي لذلك لا حل أمامنا سوى القطاف المبكر .

وتابع السيد منير : بالنسبة لهذا العام كان سعر أبو صرة الشموطي بالبداية ممتازا لذلك لجأنا لقطافها ومسألة تركها كي تأخذ حقها من حيث الوزن والحلاوة هو ضرب من المغامرة والرهان على الطقس الذي قد يكون خاسرا بالمجمل .

السيد محمد أحمد الزهيريات قال: نلجأ للقطاف لعدة أسباب منها الطقس والسعر وهذا العام وبعد ارتفاع أسعار أجور العمال والنقل بتنا مضطرين كجيران ومعارف للتنسيق فيما بيننا من أجل تسويق محصولنا كجماعة لتوفير أجور النقل لأن السيارة لو أخذت 300 كيلو و4000كيلو أجرتها هي هي لذلك ، نتفق و نقطف سوية ونستأجر سيارة تنقل لنا ما قطفنا للتوفير بأجرة النقل .

علي سليمان من القلوع : رغم دفع الاجور الزائدة والمضاعفة نحن مضطرون للقطاف وهذه -الساستوما التي جلبتها اليوم ممكن تشحن للمحافظات أو ضمن المحافظة لكنها إذا ما بقيت على -أمها – فهي سريعة العطب . بالنسبة للأسعار – كلو متل بعضو المهم بدنا نجيب مستلزمات بيوتنا – يعني بالمختصر نقطف لنبيع ونقبض أما بالعام الماضي كانت الأسعار  أفضل بشكل عام ،  لكن هذا العام السعر أفضل بهذا الوقت – من حيث هذا التوقيت أي هذه العشرين يوما التي ساعدنا الطقس بالقطاق والتسويق –

إضافة لمسألة السوق والعرض والطلب ، ولان السوق ـ يأكل الأخضر واليابس ـ والأحوال ضيقة والناس بدها تأكل وعندها مصاريف ومدارس مونة لذلك نلجأ للقطاف المبكر .

زهير عسكري من الصنوبر قال :

نوع الماير  -الحامض- هذه أيامه المناسبة للتسويق وإذا ما اصفر ونضج تنخفض أسعاره ويقل الطلب عليه ، أما الحامض البلدي والأمريكي والسنتريزا فلم ينضج ولا يمكن قطافه حاليا ، وبالنسبة للأبو صرة الشموطي فقد نضج إلى حد ما وفيه -مي وحلو – لكن نقوم بتعريضه للتشميع وهو عبارة عن تخميره لمدة تصل من 48 إلى 72 ساعة وأحيانا من 4 إلى 5 أيام بالغاز أو الكبريت وحسب النضج ليكتسب هذا اللون الأصفر لكن عملية التخمير هذه لا تؤثر بدرجة الحلاوة ولا الطعم وغالبا هذه النوعية التي تخمر تشحن للخارج والكيلو اليوم بالبازار 300 ليرة .

الحمضيات كلها خسارة لان أجور نقلة واحدة من الصنوبر إلى سوق هال رأس العين أجرتها تكلفني 20000 ألف ليرة عدا أجرة العمولة بالبازار التي تبلغ 5-6% وأجور العمال و و و و . ونحن محاصرون في حال لم نقطف بخسارة الموسم يعني الموسم( صار للكب ويسقط تحت أمو)

ختاما كل عمليات القطاف المبكر تندرج ضمن الهروب من الخسارة وفقدان المحصول والأهم من ذلك كله البيع والحصول على المال وبالتالي القدرة على تأمين مستلزمات الحياة والعيش الكريم للمزارعين .

آمنة يوسف

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار