تنمية المرأة الريفية.. منح ومشاريع في اللاذقية

الوحدة: 8-11-2020


 

 

  الاهتمام بتنمية المرأة الريفية، ظهر جلياً  وواسعاً على نطاق الجغرافيا السورية، منذ سنوات طويلة، قبل الحرب الكونية الإرهابية الوحشية الظالمة على سورية، وذلك بهدف إكساب النساء الريفيات المهارات والخبرات،  وتقديم قروض، بغية تحفيزهن للانطلاق بمشاريع صغيرة، ومتناهية الصغر، تتيح أمامهن فرص عمل، تساعد المرأة الريفية لأداء دور حيوي بارز وفعال في المجتمع.

وللتوقف بشكل أوسع عند آفاق عمل  دائرة تنمية المرأة الريفية، ودورها في دعمها وتمكين  عملها الإنتاجي، فضلاً عن المنح والقروض، التي تم تقديمها  والمشاريع التي انطلقت إلى الإنتاج، وآلية الحصول على تلك المنح والقروض، (الوحدة) التقت المهندسة رباب وردة، رئيس دائرة تنمية المرأة الريفية في مديرية زراعة اللاذقية، التي حدثتنا عن مهامها وأعمالها، ولاسيما ما يتعلق منها بالمنح والقروض والمشاريع، فقالت: 

 تقوم دائرة تنمية المرأة الريفية بدعمها على شتى الصعد، بدءاً من إقامة دورات تدريبية، وبيانات عملية، وندوات إرشادية، وزيارات حقلية، وصولاً إلى دعمها المادي، لتمكينها أيضاً عن طريق تقديم قروض لتعمل بها.

 وقد تمّ في هذا المجال العمل على تمكين المرأة ما بين عام ٢٠٠٧ إلى ٢٠١٢ وكانت قروض زراعية وخدمية، استفادت منها ٤٤١ سيدة ريفية في مختلف القرى،

 وجاءت تلك القروض لتدعمهن اقتصادياً، للنهوض في تحسين الواقع المعيشي للمرأة الريفية، عبر مبادراتها النوعية المميزة في أعمال إنتاجية ذات مردود سريع، وهنالك قصص نجاح عديدة في هذا المجال، لاتزال مستمرة حتى الآن.

وأشارت وردة إلى أنه بعد عام ٢٠١٢- وخلال فترة  الأزمة الضارية على سورية- تم العمل على دعم النساء المعيلات للأسر، فقدمنا منحاً لهن، وللسيدات المحررات بريف اللاذقية الشمالي، حيث وصل عدد المنح إلى٨٥ منحة في عام ٢٠١٣  لأسر الشهداء، وتضمنت تربية نحل وماعز وأغنام، كما قدمنا ١٩٨ منحة لمعيلات أسر، ولمحررات في ريف اللاذقية الشمالي، جاءت على دفعتين:

الدفعة الأولى كانت المنحة  ١٠٠ ألف ليرة سورية في عام ٢٠١٥، والثانية في عام ٢٠١٧ وقدرها ٢٥٠ ألف ليرة سورية، كما تم تقديم العديد من المنح لجرحى الحرب ما بين عامي ٢٠١٤ -٢٠١٥ وكان مقدار المنحة الواحدة ١٥٠ ألف ليرة سورية،

بعدها، توجهنا للعمل على مشروع الزراعة الأسرية، وهو مشروع دعم حكومي، الهدف منه تأمين الأمن الغذائي للأسرة عن طريق تأمين احتياجاتها من الخضار، والفائض عن حاجاتها يصنع ويحفظ كمنتج يطرح للتسويق، والعائد المادي منه يشكل رافداً إضافياً للأسرة، علماً أن المشروع انطلق من عام ٢٠١٨ وحتى عام ٢٠٢٠ ومازال مستمراً حتى الآن، حيث قدمنا ٨٥٨٠ منحة في ١٩١ قرية على ثلاث مراحل، وتضمنت المنح حزمة بذار صيفة شتوية ٨ أصناف، إضافة إلى شبكة ري بالتنقيط مساحتها ٤٠٠ متر مربع، وعندما درسنا الأثر الاجتماعي لهذه المنحة منذ تقديمها وحتى الآن، فوجدنا أنها حققت ريعية اقتصادية خلال الشهر الواحد لا تقل عن ٤٠ ألف ليرة سورية ، فضلاً عن الحصول على منتج نظيف، إذ إنه وبأي وقت يمكن الحصول عليها طازجة، وبالتالي تغني عن الذهاب للسوق.

وبالحقيقة برزت أهميتها في ظل أزمة كورونا خلال فترة الحجر الصحي، فمن لديه حديقة اهتم بها، ووجدها مصدراً اقتصادياً من جانب وفسحة للترفيه من جانب آخر، فضلاً عن إمكانية زراعة نباتات طبية وعطرية، تتيح المجال للاستفادة منها، وحالياً تقوم دائرة المرأة الريفية بالعمل على إعداد ٢٠٠٠ منحة أسرية، لكي يجري توزيعها لاحقاً خلال الفترة القريبة القادمة.

معايير وشروط أولويات المنح

وحول المعايير التي يتم على أساسها اختيار القرى، أوضحت المهندسة وردة أن تكون القرى متجاورة، وتتواجد فيها أراضٍ زراعية  صالحة للاستثمار، وتتوافر لها مياه ري لسقايتها، وهذه الزراعات الأسرية تعمل منها تجمعات لتصبح لاحقاً وحدات تصنيع.

أما شروط اختيار الأسر الريفية، فتتحدد بأن تكون المرأة الريفية غير موظفة، وعمرها ما بين ١٨ إلى ٦٦ سنة، وتفضل الأسر التي لديها رغبة أولاً، وأرض لزراعتها أو حديقة منزلية ومياه ري وليس مياه شرب، وقادرة على العمل بهذا المشروع، والأولوية تعطى لمعيلي الأسر، ولاسيما  بالدرجة الأولى لذوي الشهداء والجرحى، والنساء الأرامل والمطلقات اللواتي هن بحاجة للدعم والتمكين.

وعن  آلية الاختيار، يتم عقد اجتماع مع رؤساء دوائر الزراعة في مناطق المحافظة من أجل تحديد القرى المستهدفة بتقديم المنح، وبعدها يتم اقتراح تشكيل لجان تمثل فعاليات المجتمع المحلي الموجودة في القرية: رئيس وحدة إرشادية زراعية، مختار، مسؤولة المرأة الريفية، فرقة حزبية أو جمعية فلاحية.. ممن لهم شخصية تمثيلية اعتبارية، ليصدر تشكيل اللجان بقرار من السيد المحافظ، ومهمة تلك اللجان أن تضع الأسماء استناداً لتلك المعايير الموضوعية، ونرفعها ليصادق عليها السيد المحافظ، ومن ثم ترفع إلى الوزارة، ليتم بعدها تقديم المنح لمستحقيها أصولاً.

قروض للمتدربات

  تم البدء في عام ٢٠١٩ بقروض تصنيع غذائي منزلي عن طريق المرأة الريفية، حيث جرى تدريب وتأهيل ١١٢ سيدة في مجال عمل المرأة الريفية للحصول على قروض من المصرف الزراعي التعاوني، ووصل سقف القرض الواحد إلى مليوني ليرة سورية، وبفائدة تعود عليهم ٦% توزع على ١٠ أقساط لمدة خمس سنوات.

وحالياً فإن تلك المتدربات بصدد إجراء معاملات للحصول على القروض وفقاً لحاجة مشروعاتهن التي تدربن عليها.

 وفي هذا السياق كان دور دائرة تنمية المرأة الريفية تنموياً فنياً بما يخص التأهيل والتدريب.

حلقة متكاملة تصنيعاً وتسويقاً

استكمالاً لمهام وأعمال تنمية المرأة الريفية، فإن تتويج دورها التنموي، يتكامل من خلال مساعدة المرأة الريفية في تأمين نوافذ لتسويق منتوجاتها التصنيعية، حيث تم العمل على تخصيص أربع صالات للتسويق، مهمتها تسويق إنتاج النساء الريفيات، وخاصة  المستفيدات من برامجنا (الزراعة الأسرية).

 الحسن سلطانة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار