رجال يهربون إلى الأحضان الافتراضية المواقع الإباحية على الأنترنت خطر يهدد العلاقات الزوجية وتأثيره على أفراد الأسرة.

الوحدة 20-10-2020  

 

 وجود وسائل الاتصالات الحديثة مثل محطات التلفزة الفضائية والأنترنت خلقت عوالم موازية للإثارة العاطفية والنفسية لتكون بديلاً عن الدفء العاطفي الحقيقي الذي توفره الحياة الزوجية.

 إن وسائل الإعلام خاصة الأنترنت عمّقت الفجوة بين الأزواج لا سيما وأن أعداداً متزايدة من الأزواج يفضّلون قضاء أوقات طويلة أمام شاشة الكمبيوتر للإبحار في عالم افتراضي من العلاقات غير الشرعية.

 وإن عدداً كبيراً من هؤلاء أعربوا عن فقدان الاهتمام بالحياة الزوجية التي وصفت من جانبهم بأنها تخلو من الانجذاب العاطفي لما يسودها من روتين قاتل وممارسات مملة تصل إلى مستويات خطيرة للغاية نتيجة لعدم توافق طباع الزوجين واصطدام الأفكار والآراء وفي نهاية المطاف يحاول الزوج أو الزوجة أو كلاهما الهروب من هذا الواقع والبحث عن طرق جديدة للإثارة العاطفية وفي غالبية الأحيان تكون وسائل الإعلام وشبكة الأنترنت ملاذات متاحة للمتع المكبوتة والتي أثرت بشدة في العلاقات الزوجية والتي تعاني أساساً الترهل والملل وعدم الانسجام كما أنها قدمت حلاً مثيراً للجدل للأزواج للهروب من حمل ثقيل وهو محاولة إظهار الود وتكلّف العواطف وتمثيل الحب والغرام بعد أن فقدت هذه الأشياء طبيعتها ولكنهم يسجدون في نهاية المطاف أن هذه الوسيلة أدت أيضاً إلى قتل عواطفهم ومشاعرهم تجاه زوجاتهم خلال تنقلهم بين المواقع الساخنة ظناً منهم أن تصفح هذا النوع من المواقع أو الدخول في ما يسمّى ساحات الدردشة يبث الحياة من جديد في العلاقات الباردة مع زوجاتهم.

 هذا ما أفادت به اعترافات الكثير من الزوجات حول طبيعة علاقاتهن مع أزواجهن بأن اهتمام الرجل في الوقت الحالي تتركز على الجلوس أمام الكمبيوتر لساعات طويلة وهو يتنقل بين مواقعه المفضّلة حيث يعود من عمله ليتناول وجبة الغذاء بسرعة ثم يدخل إلى غرفة الكمبيوتر ولا يخرج منها إلا لفترات محدودة ثم سرعان ما يختفي ثانية في غرفة الكمبيوتر ولا يخرج إلا وقد هده الإرهاق ولا يقوى على الحركة فيرمي بجسده المنهار فوق السرير ويرفض مناقشة أي موضوعات عائلية وبطبيعة الحال لا يبدي الاستعداد لمناقشة أي موضوع أو الخوض به هذا ما يؤكده مبادلة الشعور مع الآخرين عن بعد أو عبر الوسائل الإلكترونية وأن مثل هذه الممارسات هي الطريقة الوحيدة المتاحة أمامهم للتعبير عن مشاعر حقيقية مفتقدة في غالب الأحيان وقد يعد الأزواج أنهم يستهلكون مشاعرهم وعواطفهم في السنوات الأولى من الزواج ومع مرور السنوات  يصطدمون بواقع المشكلات المريرة التي لا حصر لها فتغيب العواطف والعلاقات الحميمة عن أفق الحياة الزوجية لكنهم لا يتمتعون بفضيلة الاعتراف بهذه الكارثة وأن الحياة الزوجية فقدت مبررات استمرارها فيعمدون إلى الكذب وتزييف الحقائق ومعها المشاعر والأحاسيس ويبتدعون طرقاً للهروب من حياة زوجية باردة وخانقة وبطبيعة الحال تعددت في الوقت الحالي وسائل الهروب ومن أخطرها القنوات الفضائية والأنترنت.

 إن من بين أهم الأسباب التي تدفع الرجال المتزوجين إلى مشاهدة المواقع الإباحية عبر الأنترنت هو أن الزوجة الشرقية عادة ما تصر على الاستمرار في الطبيعة المتحفظة في علاقتها العاطفية والجسدية مع زوجها وترى أنه من العيب الخروج عن النطاق المعتاد واللجوء إلى أساليب أو طرق جديدة للتخلص من الملل الذي صبغ الحياة الزوجية والزوجة الشرقية ترى في الزواج نهاية رحلة الحياة وليس بدايتها ومن ثم لا تبدي أي اهتمام تجاه زوجها بعد مرور سنوات على الزواج فيما تكرس كل وقتها وتنحصر اهتماماتها بتربية الأولاد والانشغال بالأمور المادية ولذلك يشعر الزوج بالفراغ العاطفي ما يدفعه للهروب إلى وسائل بديلة تتيح له ملء هذا الفراغ.

 إن غالبية المتزوجين الذين يعانون حياة زوجية غير مقنعة يهربون من واجباتهم الزوجية بشكل يومي عن طريق الاستغراق في برامج التلفاز أو السباحة بين قنوات الدش أو مواقع الأنترنت.

 إن وسائل الإعلام لها تأثير كبير في العلاقات الاجتماعية داخل نطاق الأسرة عموماً وبين الأزواج خاصة وليس هناك من عامل أسهم في تفكيك أواصر الأسرة وساعد على تشتتها وجعل كل فرد فيها يعيش في جزيرة منعزلة مثل وسائل الإعلام ناهيك عن أن ذلك الانفتاح الإعلامي أخلّ بمنظومة القيم داخل المجتمعات خاصة تلك التي تستند إلى مفاهيم وقيم أخلاقية كلاسيكية وقدّم لها حلولاً بديلة في لمشكلاتها ربما لا تتناسب مع هذه الخلفية الثقافية والأخلاقية.

 وعلى الرغم من هذا الواقع المأساوي لا يحاول الزوج تصحيح علاقته بزوجته أو تجديد مشاعره نحوها بل يستسلم ويرضخ لأفكار منافية للقيم مثل إقامة علاقة موازية لحياته الزوجية متأثراً بقيم وثقافات وافدة إليه عبر وسائل الاتصال.

 إن وسائل الإعلام بشكل عام والكمبيوتر والأنترنت بشكل خاص أسهم بشكل كبير في تعميق المشكلات الزوجية لأنها ساعدت الأزواج المصابين بالبرود العاطفي على الهروب إليها لساعات طويلة كما أنّها خلقت نوعاً من الإشباع التعويضي لهم ففقدوا الرغبة في التواصل الحميم مع زوجاتهم بعد أن انبهر بنماذج من النساء عبر مواقع معينة في الانترنت أو عبر قنوات إباحية ويكون علاجهم من خلال جلسات لتأكيد حقيقة أن النماذج التي رأوها تنتمي إلى عالم الخيال وغير قابلة للمقارنة وأن زوجاتهم ربما يكن أجمل وأكثر جاذبية بقليل من الاهتمام بأنفسهن أو محاولة تجديد العواطف.

 إن مشاهدة المواقع الإباحية على الأنترنت تجعل الرجل ينظر إلى المرأة كشيء وليس كإنسان فتتحول في نظره من إنسانة إلى أداة أو عدة أدوات مجتمعة للمتعة وسرعان ما يتحول الرجل إلى كمبيوتر غير قادر على التفاعل مع المرأة التي يعيش معها ولا تثيره أو يهتم بإقامة علاقة معها وأن الانترنت يلعب دوراً كبيراً في كثير من حالات الطلاق وأنه قبل سنوات من انتشار الأنترنت لم يكن للعري والإباحية أي علاقة بالطلاق وأسبابه ولكن مع انتشاره على الأنترنت صار سبباً في هدم البيوت العامرة.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار