ذكية وتفشل!

الوحدة 22-7-2020

نسمع دائما مقولة: ابننا ذكي لكنه لا يدرس، وبمحاكمة وتحليل المقولة نخرج بقاعدة تقول: من كان ذكيا يعلم أن الدراسة جيدة وتثمر نتائج طيبة وبالتالي لا يترك الدراسة.

كذلك عندنا بطاقة ذكية  لكنها فاشلة لا يمكننا وصفها بعدم الدراسة والاجتهاد – ما ذنبها- بل نستطيع بكل تأكيد القول أن أصحاب فكرتها هم الكسالى والفاشلون والذين لم يدرسوها ويعطوها حقها بالدراسة لذلك ورغم تفاؤلنا بعمل البطاقة الذكية بعد تجربة الغاز لكنها سقطت بالضربة القاضية عند منازلتها مع رغيف الخبز، إذ أنها تلاقي الفشل الذريع في تجربة الخبز، وكي لا يرد علينا أحد ويقول مازالت التجربة في بدايتها وبالتالي من المبكر الحكم إن بنجاحها أو فشلها نقول وبعد أول تجربة اليوم كان السقوط مريعاً ليثمر في جيوب أصحاب الأفران.

وللإحاطة بما ذكرنا لا بد من ذكر بعض التفاصيل والإجراءات وحتى السلوكيات التي تختلف ربما من فرن لآخر أو حتى من منطقة لأخرى أهمها ومن مواطن لآخر:

يحق لك بموجبها أربع ربطات يومياً بأربعة أكياس الربطة ذات الخمسين ليرة، أي المجموع 200 ليرة ، أما على أرض الواقع فتوضع الأربع ربطات بكيس واحد فوفر الفران ثلاثة أكياس وهذه لصالحه مع أن ثمنها محسوب على المواطن ولا ننسى الغلاء الكبير لأكياس النايلون مؤخراً.

ثانياً لم يذكر عن هذه الربطة ذات الخمسين ليرة لا عن وزنها ولا عدد أرغفتها طبعاً بغض النظر عن جودتها.

معظم أفران جبلة الخاصة مجموع وزن الأربع ربطات لا يتجاوز 2700 غرام سعرها 200 ليرة وعدد الأرغفة 26  وبأحسن الأحوال 28 كذلك تأخذ ربطة أو اثنتين أو ثلاث البطاقة مبرمجة على الأربع ربطات يعني سراديب جديدة للسرقة منحت مجاناً لأصحاب الأفران الخاصة ومستثمريها.

الثغرة الثانية والأهم في مهمة البطاقة على الخبز هي امتلاك الأسرة لبطاقة واحدة مع توزع أفراد الأسرة مكانياً وزمانياً بين الريف والمدينة أو حتى بين مدينة وأخرى  واضطرار الكثير من أفراد الأسر للتواجد خارج نطاق الأسرة إن لوظائف بعيدة مثل طلاب الجامعة والشباب الذين يعملون ويسكنون لوحدهم، مثلاً هناك الكثير من ساكني المدينة يقصدون القرى ويبقون طيلة فترة الصيف وخاصة الرجال الذين يعملون بالزراعة بشكل موسمي وتبقى أسرهم في المدينة وحالات اجتماعية كثيرة تفتقد البطاقة وهنا يعاني هؤلاء كما عانى المواطنون بداية تطبيق البطاقة على الغاز

كذلك أسرة صغيرة بعدد أفرادها تستهلك ربطة ذات الخمسين ليرة إذا أحبت أن تتناول الخبز التازة بشكل يومي ستقطع البطاقة أربع ربطات والثلاث الباقية بتصرف صاحب الفرن، ناهيك الظلم الذي سيلحق من سيشتري الخبز خارج البطاقة  نتيجة تحكم البائع بالسعر يعني الحر، إذا كما صار لدينا بنزين حر ومازوت حر سيصبح هناك خبز حر نتيجة الحالات التي أوردنا سابقاً.

ما يدعم كلامنا الكثير من الشكاوى للمواطنين وقد تفرق أفراد الأسر بين أماكن عديدة كذلك قال البعض أنا حاجتي اليومية ربطة بينما الجهاز يقطع أربعاً وهذا كله يصب في مصلحة أصحاب الأفران.

البطاقة صممت لتقليص الهدر وهنا تسقط في مهمتها، لذلك ولضرورة أن يحظى كل مواطن بحاجته الحقيقية  من الخبز وبأي طريقة دون استغلاله يرجى النظر بالموضوع ودراسة بعض التفاصيل بشكل جيد.

آمنة يوسف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار