هل من سميع؟

الوحدة: 19-7-2020

 


لا فيء شجرة ولا حجرة ولا حتى سقف منها سوى سقف صفيح، حار يشوي البدن في الصيف وفي الشتاء صقيع وتراه مزاريب ماطرة كل وقت وحين، كل هذه المعاناة والمأساة عداك عن الانتظار بطوابير يتعرض لها راكبو السرافيس بالجهة الغربية من كراج الفاروس ويتمنون أو يحلمون لو كانوا في الجهة الشرقية لما فيها من تميز ورقي يتمتع بها أنظارهم بمظلات إسمنتية لا تخترقها شمس الصيف ولو كانت في تموز وآب ولا أمطار الشتاء ولو كانت في عز كانون، أما ماذا يقولون عن المقاعد الإسمنتية المبلطة على طول الرصيف والتي تمنع عن الجالس عليها مغبة الانتظار أو الملل والضجر بل تدفعه لمزيد من الوقوف دون انزعاج وشرب القهوة والشاي مع الرفاق في تسلية وانسجام دون انقطاع خاصة وعلى طرفهم شجرة تظلل عليهم وتمدهم بالأوكسجين والهواء وكأنهم في الطبيعة والبساتين، وغيرهم في الجهة الغربية _نعود إليهم _ يتلفت يميناً ويساراً فقد حرقه لهيب الشمس ويبحث عن سبيل ولا يستطيع أن يجلس على أحد المقاعد المتناثرة هنا وهناك بانعكاس واختلاف وهي من حديد تحرق الجنبين وتندي الوجه والجبين، بل بعض الأرصفة مكشوفة وفي خطوط دون مراسيل، وليس فيها ولو مقعد واحد فيكون لأصحابها حق اللجوء إلى الرصيف المجاور والمقابل لبعض الوقت..

ألا يدعو ذلك أصحابها للتفكير والتساؤل والمطالبة لنكون منصفين، وعشرات السنوات مرت وهم يجترون هذه المعاناة وليس من سميع.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار