على وقع الحقيقة اليوم.. حتى لا تكون الصناديق شهود زورٍ علينا!

الوحدة: 19-7-2020

 

اليوم هو 19 تموز 2020, هو يوم فصل إن أردناه كذلك, وكغيره من الأيام فيما لو استسلمنا لليأس والقنوط..

إن كنت ممن أدار ظهره لكل شيء, فهذه مشكلتك, فنحن مازلنا على ثقتنا بأنفسنا, وثقتنا بقدرتنا على اختيار غدنا, والتأثير في تفاصيل قدومه, ولن نتخلى عن إيماننا بأنفسنا, ولو فعلت أنت ذلك..

الوطن هو ذات العشق, فكيف نتحول عنه, ولئن ضاقت دروبه فلأننا تعدينا عليها, والعيب فينا لا فيه, ولئن كانت التوبة إيماناً, فإن التوبة بحضرة الوطن أكثر من ذلك..

عندما تحضر (الطوابير) على الخبز والدخان والمازوت.. إلخ, يتسابق معظمنا لنشر صور هذه الطوابير, ويبدأ القص واللصق وكأننا في مهرجان, وسيتسابق هذا الـ (المعظم) لاصطياد لحظة فوضى أو لحظة خواء عند الصناديق الانتخابية لـ (يفاخر) أن هناك (مقاطعة) لهذه الانتخابات! هكذا تم (حشو) رؤوس فارغة بأفكار سوداوية ولأنها (الرؤوس) لا تتسع لأكثر من مقولة أو صورة, فسرعان ما تنفث سمومها في فضاء منتهك أخلاقياً..

إن اتُهمنا بـ (التطبيل) لوطنٍ لم تتخلَّ عنا شمسهُ فليشهد الله إنّا مطبّلون, وإن اتهمنا بأننا نجري خلف مصلحتنا فلا (رآني ربي أردّ اتهاما) وإن كانت التهمة إننا منحازون لفكرة أو لخيار, فالاعتراف سيد الأدلة وإنا لمعترفون..

نبحث عن مصلحتنا ولا نراها إلا مع مصلحة وطنية عليا, وننحاز إلى خيار كان فيه أماننا وسلامة بلدنا, أما إن كان التهمة إننا منساقون خلف (القيادة) فنعم إننا منساقون لأنها تمثلنا شرعاً وقانوناً..

اليوم, نواجه ضمائرنا, ونحاكم عقولنا, واضعين مصلحة أبنائنا على المحك, فإما أن نختار من يفكر بهم, وينشغل بتفاصيل مستقبلهم, وإما أن نلقي بهم إلى التهلكة من خلال لا مبالاتنا وتقصيرنا عن أداء دورنا المحوري في هذه العملية..

لا ترخص صوتك, ولا تقلل من شأن ذاتك, ولا تظن أنك في المقاعد الخلفية ولا أحد يراك, اليوم أنت سيد القرار, فلا تتردد في اتخاذ ما تراه أماناً لك ولأسرتك في المستقبل, وعندما تعمر الأسرة يعمر الوطن, وعندما تدافع عن حقك فإنك تدافع عن الوطن, وما الوطن إلا أنا وأنت, فلا تسلمه إلى (وساوس) الفضاء الأزرق, وشياطين العربدة على الشاشات البشعة..

عندما يدلي ضميرك اليوم بصوته الانتخابي, فإنك أمام أحد مكسبين أو كليهما معاً:

إن وصل من تراه مناسباً لتمثيلك إلى مجلس الشعب فإنك بذلك انتصرت على ترددك وعلى خوفك من النتائج وأعطيت نفسك المكانة التي تستحقها..

وإن لم يحصل ذلك, فإنك لن تقرّع نفسك, لأنك عملت ما عليك, وحاولت أن تكرّس (الصح) وهذا يكفيك..

لماذا سننتخب؟

أستطيع القول جازماً إننا مقبلون على مرحلة مختلفة العناوين والتفاصيل, مرحلة ستكون لنا فيها الحصة الأكبر من حيث الدور ومن حيث الفائدة, ولن يسمح الدور التشريعي القادم لأي عضو تحت قبة مجلس الشعب أن يأخذ (تعسيلة) أثناء الجلسة, ونتوقع أن يكون العمل مختلفاً من جميع النواحي…

سننتخب..

– لأن هذا حقنا ولن نتخلى عنه.

– ولأنه واجبنا ولن نقصر بتأديته.

– ولأننا نصوّت للوطن لا لأشخاص نختلف في تقييمنا لهم أو حكمنا عليهم.

– ولأننا بذلنا الدم, وقدمنا الأبناء قرابين لوطن يستحق كل شيء فهل نغيب عن أعراس انتصاره؟

– نصوّت من أجل الدماء التي عبقت  بكل ذرة تراب, فنحاول قطع الطريق على (اللصوص) ومساعدة الشرفاء بالوصول إلى حيث تسن تشريعات وفية لهذه الدماء.

– نشارك في الانتخابات لأنها مظهر من مظاهر السيادة الوطنية ولهذا حاول وسيحاول الإرهاب وداعموه تعطيلها..

– ولأننا اعتدنا زراعة الحنطة على الدوام وإن عكّرت صفو ذهبها بعض سنابل (الزيوان).

وماذا ننتظر؟

لا نلغي المقدمات لأننا نعتقد أن النتائج لن تكون ملبية, من عادة الفلاحين (ومعظمنا فلاحون) أن يبذروا القمح حين يأتي الموعد دون الأخذ بالتنبؤات الجوية حول موسم المطر, هم يعملون ما عليهم..

تختلف الأمور بالتأكيد, لكنها تتقاطع من حيث الأمل ومن حيث الإيمان بالدور…

ننتظر دوراً متكاملاً بيننا وبين من سيمثلنا في مجلس الشعب, فالتغيير المنشود بحاحة لجهد كبير, وبحاجة لعقول حبلى بالانفتاح وبالأفكار القادرة على صياغة كل جديد مفيد لنا ولأبنائنا..

ننتظر أن نرتقي جميعاً إلى مستوى (جرح الوطن) فنعمل على بلسمته لا العبث فيه!

اليوم .. يوم قرار وطني, لن نتأخر في إنجازه ولن تتأخروا..

غانم محمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار