الوحدة: 17-6-2020
الطفولة، منبع الإبداع والحياة، وخزان الخيال والأفق الواسع الذي يسعى دائماً ليصافح الشمس برفقة المواهب والمهارات التي تختزل مرحلة عمرية عامرة بالحيوية والنشاط، فانطلاقاً من أهمية الشعر وفاعليته في تطوير قابلية الأطفال على التعلم وتأثيره على مخيلتهم ، انتقى الطفل هوازن علي بدر – الفائز بالجائزة الأولى لفئة إلقاء الشعر بمسابقة نجوم مبادرة أصدقاء المكتبة – عباراته وتعابيره من رفيف الكلمات وهمسات الحروف ، وكانت مشاركته في المسابقة دليلاً على إحساسه المرهف وتفاعله الجميل مع كل ما يقرأ خاصة بما يضيف عليه من إبداعه وموهبته الرائعة. عن موهبته ومشاركته في مسابقة نجوم مبادرة أصدقاء المكتبة قال والده السيد علي بدر: هوازن مواليد عام 2013 – الصف الثاني، مدرسة يوسف فارس. من هواياته الموسيقى، الرسم، كرة القدم والقيام بأعمال البستنة. خلال فترة الحجر، قام مركز بيت – بإدارة السيدة عبير عمران – بإطلاق مبادرة التعليم المنزلي، والتي تلخصت بقيام الأطفال بمختلف الأنشطة في منازلهم بإشراف يومي منها عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي. أحد الأنشطة تضمن الطلب من الأطفال أن يقوموا بالتعبير عن قصيدة (الأشكال الهندسية) للشاعر الأستاذ جليل خزعل بالطريقة المحببة لدى كلٍ منهم، ونظراً لخضوع هوازن لدروس موسيقية على آلة البيانو منذ سنة ونصف، فقد قرر أن يقوم بتلحينها وغنائها بمفرده، ومن ثم قمنا بتسجيلها وإرسالها لمركز بيت. أثار اللحن إعجاب إدارة “بيت”، كما أثار إعجاب الشاعر الأستاذ جليل خزعل، الأمر الذي أدى بدوره، وبعد حوالي الشهر، إلى تواصل الإدارة معنا لمنح موافقتنا على مشاركة هوازن في مسابقة أصدقاء المكتبة، فكرة الكاتبة أمل الرندي وبالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت. وقد حاز هوازن على المركز الأول عن فئة الشعر للأطفال من عمر 5-7 سنوات. وعن كيفية الإشراف والتواصل مع أجواء المسابقة حدثتنا السيدة عبير عمران قائلة : أطلق مركز بيت للتعليم المبكر وأنشطة الأطفال مبادرة التعليم المنزلي للأطفال خلال فترة الحجر الصحي واستمرت لأكثر من أربعين يوماً …وذلك من خلال التواصل مع الأطفال بمجموعة من الأنشطة التفاعلية المتنوعة ومن ضمنها قصيدة ( الأشكال الهندسية ) للشاعر جليل خزعل . وكان من ضمن الأطفال المشاركين بإلقاء القصيدة الطفل هوازن علي بدر …حيث لحن القصيدة بنفسه وألقاها … شارك مركز بيت بالفيديو ضمن مسابقة أصدقاء المكتبة التي اطلقتها الكاتبة الكويتية أمل الرندي بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت وفاز هوازن بدر بالمرتبة الأولى لفئة إلقاء الشعر . وجاء في الإعلان عن المسابقة أنها تهدف لتحفيز الجيل الجديد على القراءة، واستغلال الحجر المنزلي الناتج عن الحالة الطارئة التي فرضها انتشار فيروس كورونا ، والتواصل معهم ليقوموا بعمل إيجابي ويكسروا الجمود الذي عطل كل الأنشطة الثقافية. وقد أثمرت اكتشاف الكثير من المواهب، وتركت بصمة مميزة للمساهمة في مشاريع القراءة التي تعم المنطقة، وكانت الاستجابة سريعة حيث شارك بالمسابقة عدد كبير نسبياً من الأطفال، شمل، بالإضافة إلى الكويت، 11 دولة عربية هي: البحرين، اليمن، العراق، الأردن، سورية، لبنان، فلسطين، مصر، المغرب، تونس وسلطنة عمان. وكانت المنافسة قوية بين الأطفال في محوريّ القصة والشعر، وكانت ردود أفعال الأهل إيجابية واعتبروا أنها تنتشل أطفالهم من العزلة وسجون الألعاب الالكترونية، وحصل الفائزون على جوائز مالية تشجيعية بالإضافة لاشتراك سنوي في مجلتيّ (العربي) و(العربي الصغير)، وشهادات تقدير. الجدير بالذكر أن الشاعر جليل خزعل أديب عراقي متخصص في أدب وثقافة الطفل صدر له أكثر من 60 كتابا للأطفال في مجال الشعر والقصة والحكايات المصورة والكتب العلمية إضافة إلى عشرات البحوث والدراسات والمقالات الصحفية ولديه عشرات الأغاني والمسرحيات وأفلام الرسوم المتحركة والمسلسلات والبرامج الإذاعية والتلفزيونية. وهو من خلال مجموعته ( أبواب ) يفتح نوافذ فرح للأطفال ويوظفها كقيمة طفولية مدهشة ترمز لأسمى معاني الطفولة الأصيلة ، حيث استوحى خزعل موضوعات قصائده في مجموعته التي رسمها قحطان طلاع من عالم الطبيعة فاصطحب الأطفال برحلة مع فراشة الصباح إلى عالم الطيور ومالك الحزين ليخبئ أحلامهم في سماوات الوطن ويتلمسوا جمال القرية والبحر. وتميزت المجموعة بلغتها الشعرية التي تجمع بين البساطة والرصانة إضافة إلى غنى وتنوع الموضوعات التي لامست عالم الطفل الجميل من مختلف جوانبه. يذكر أن الكتاب صادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب ويقع في 40 صفحة من القطع الكبير.
فدوى مقوص