الوحدة 7-6-2020
الحذر واجب وضروري، ولكن ثمة أخطاء ترتكب تحت غطاء أخذ الحيطة والحذر، ولعل أول تلك الأخطاء عمليات التعقيم الشخصية التي يتم اتباعها عند مدخل جامعة تشرين وعند دخول المساجد وبعض الدوائر والشركات العامة أو الخاصة، وقد همس لنا عدد من الطلبة أن الازدحام على دور التعقيم أكثر من الازدحام داخل الجامعة وضمن القاعات، أحد المصلين أكد أن مواد التعقيم التي وضعوها على يديه سببت له حساسية، ويرى كثيرون أن هذه الإجراءات مبالغ فيها منذ البداية حيث سارعت العديد من الجهات العامة أو الخاصة لتعقيم المباني والأشخاص ورغم أن الدوام توقف إلا أن تعقيم المدارس ظل مستمراً، بدوره مجلس مدينة اللاذقية سارع إلى شطف وتعقيم بعض الشوارع والساحات ونؤكد على كلمة (بعض) حيث ظلت أحياء أخرى بمنأى عن هذه الحملات.
يقول الدكتور عاطف الطويل معاون مدير الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة أنه ثمة اختلاف بين التنظيف والتطهير والتعقيم وهي ثلاثة مصطلحات تختلف عن بعضها، التنظيف وهو عملية ميكانيكية هدفها إزالة الأوساخ والبقايا والغبار والتراب وغيرها من على الأسطح أو المعدات أو الألبسة أو الشوارع،
وتتم باستخدام الكشط أو الحك وباستخدام الماء أو الماء والصابون أو المنظفات أو باستعمال قوة دفع الماء، وهدفها إزالة ما أمكن من الأوساخ والشوائب والغبار وبعض الأحياء الدقيقة كالجراثيم وغيرها يقلل من أعدادها وخطر انتشار العدوى والأمراض ولكن لا يقتل الجراثيم والفيروسات، ويتساءل كثيرون هل يفيد استخدام الماء والكلور الممدد في شطف الشوارع؟ وما هي تأثيراتها البيئية؟
ولعل أحوج ما نكون إلى عمليات تنظيف دائمة لشوارعنا وحاوياتنا واهتمام من المواطن بنظافة الحدائق والشوارع وإلقاء القمامة في أماكنها.
في حين يرى آخرون وهم أيضاً من ذوي الاختصاص أن إجراءات التعقيم الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا المستجد شر لا بد منه علماً أنه حتى الآن لم يتمكن العلماء من تأكيد أو نفي انتقال فيروس كورونا المستجد عبر ملامسة السطوح التي قد تتلوث به, كالسطوح التي يتكرر لمسها من قبل أناس قد يكونوا مصابين أو حاملين للفيروس, ومنها مقابض الأبواب في المرافق العامة ومفاتيح المصاعد والعملات المتداولة ووسائل النقل العامة وما إلى ذلك.
من هذا المنطلق أوصت المنظومات الطبية عامة باستخدام المعقمات على تلك السطوح وحتى على الأيدي, وتعقيم الشوارع ووسائل النقل العامة والمرافق العامة بواسطة رش الكلور بصورة دورية، لكن بالمقابل هذه الإجراءات رغم ضرورتها لها عواقب صحية سيئة قد يكون منها إضعاف المناعة في مواجهة الفيروس نفسه.
وقد أوصت منظمة الصحة العالمية وهي أكثر جهة هولت حول فيروس كورونا أوصت بعدم رش المطهرات في الشوارع والأسواق على غرار ما يحصل في بعض الدول للقضاء على فيروس كورونا المستجد محذرة من أن هذا الإجراء ينطوي على مخاطر صحية ولا يقضي على الفيروس.
كما تنتقد منظمة الصحة العالمية ما يطلق عليه بوابات التعقيم ولا توصي تحت أي ظرف برش الأفراد بالمطهرات قد يكون ذلك ضاراً بدنياً أو نفسياً ولن يقلل من قدرة الشخص المصاب على نشر الفيروس من خلال القطيرات أو التماس، علاوة على ذلك يمكن أن يؤدي رش الأشخاص بالكلور أو المواد الكيميائية السامة الأخرى إلى تهيج العين والجلد وتشنج قصي وتأثيرات معدية ومعوية كالغثيان والإقياء.
هلال لالا